
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى يبقى أثر رمضان
كما هو حاله كل عام يودعنا رمضان بعد شهر من الطاعات والعبادات، وتبقى روحانية رمضان بعد رحيله عالقة في النفوس، وحلاوة الطاعات أثرها باق في القلوب، والناصح لنفسه من اغتنم دوافع الخير وجعلها سبيلاً لبلوغ مرضاة الرحمن، وطريقاً لتحقيق المزيد من الخيرات .
لذلك فلنذكر أنفسنا ببعض العبادات التي تجعل القلب متصلاً بربه، والزاد الذي يمد النفس في طريق سيرها لمولاها فمن ذلك:
– عدم قطع الصلة بالشرف: ففي الحديث وشرف المؤمن قيام الليل ولقد كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا يترك قيام الليل كما صح بذلك الخبر عن عائشة رضي الله عنها. فهل نحن في غنىً عن أجر صلاة الليل! أم أنّ قيام الليل خاص في رمضان!
– المداومة على تلاوة القرآن: لقد كان القرآن أنيسك وجليسك شهراً كاملاً فكيف لك أن تهجره بعد ذلك
– لاتهجر عبادة الصيام: فبصيامنا خلال شهر رمضان شعرنا بسمو النفس وراحتها وتخففها من الذنوب وكل ذلك من أثر الصوم فليكن لنا حظاً من هذه العبادة ولو بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ففضلها مشهود وأنه كصيام الدهر.
– تصدق ولو بالقيل: عوّد نفسك العطاء، أنفق القليل، وأخرج الفضل، وقِ نفسك الشح تجد السعادة ساكنة جوانحك والإنشراح قد ملأ فؤادك.
– احرص على البيئة الصالحة: فهي خير معين على الطاعة وحسن الاتصال بالله، ولتكن أعظمُ بيئة تعينك على العمل الصالح – بيئة البيت – إجتهد أن تكون صالحة مباركة وكن على يقين أنها أكبر معين .
– الزم الدعاء: تيقن أنه لا قوة ولا طاقة للمرء بدون مدد الله وعونه، فكن كثير الدعاء، مدمن الطرق لباب السماء، وأبشر بالتوفيق فربك الكريم يحب الطاعة ويعين الراغب فيها، فلاتحمل همّ الإجابة ولكن احمل همّ الدعاء، وكلما كان العبدُ صادقاً فيه آتياً بأسباب الأجابة فلا يكاد دعائه يُرد.
– القليل يكفيك: حافظ كما تقدم على قيام القليل من الليل، وصلِ السنن الرواتب، وقراءة جزء من القرآن، داوم على أذكار الصباح والمساء، والأذكار أدبار الصلاة وأذكار النوم. اغتنم يوم الجمعة ولو آخر ساعة فيه، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ونحوها مما هو يسير، واجعل من رمضان هذا العام إنطلاقة لكسب رضا الرحيم الرحمن، وكن على يقين بعدها أنك ستحيا بخير وستموت على خير بإذن الله.
سؤال وجواب
سؤال: لاحظت أن بعض الناس عندما يأتي لصلاة العيد يصلي ركعتين، وبعضهم يشتغل بالتكبير ( الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد ) أرجو توضيح حكم الشرع في هذه الأمور، وهل هناك فرق بين كون الصلاة في المسجد أو في مصلى العيد؟
الجواب: السنة لمن أتى مصلى العيد لصلاة العيد، أو الاستسقاء أن يجلس ولا يصلي تحية المسجد، لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم إلا إذا كانت الصلاة في المسجد فإنه يصلي تحية المسجد، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين متفق على صحته .
والمشروع لمن جلس ينتظر صلاة العيد أن يكثر من التهليل والتكبير، لأن ذلك هو شعار ذلك اليوم، وهو السنة للجميع في المسجد وخارجه حتى تنتهي الخطبة. ومن اشتغل بقراءة القرآن فلا بأس. والله ولي التوفيق. [عبد العزيز بن باز]
من مخالفات الصائمين
– أن بعض ضعاف الإيمان يفرحون بالعيد لانتهاء شهر رمضان والتخلص من العبادة فيه، وكأنها حمل ثقيل على ظهورهم، وهؤلاء على خطر عظيم، فإن العيد إنما يفرح به المؤمنون لأن الله تعالى وفقهم لإكمال عدة الشهر، وإتمام الصيام، فيشكرون الله على هذه النعمة.
– تهاون بعض الناس في أداء صلاة العيد، بسبب السهر طوال الليل، فيحرم نفسه من الأجر المترتب على شهود الصلاة ودعاء المسلمين.
قبل أن يأتي العيد