كـَبـَـدْ – 1

بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير

مدخل //

[مسج]

نتسامر حتى نكاد نشعر بأننا نملك الدنيا وما فيها ،، زملاء وقهوة وابتسامة وفريقنا
المفضل يكسب المباراة والبال لا يكاد يملؤه سوى الراحة النفسية ..
نحترم بعضنا جدا ونبلغ جميعنا أعلى درجات الميانة ،، حديث رائع .. وجلسة نتمنى وقتها
لو نملك القدرة على إيقاف الوقت .. وبينما نحن كذلك .. صوت مسج يخبر أحدنا بأن والده
يتعرض لحادث مروري يلزمه العناية المشددة

كـَـبـَـدْ

* * *

[أرملة]

ارتحل زوجها إلى جوار ربه ،، تاركا ً خلفه أرملة ويتيم لم يبلغ الحلم ترفض كل
من يتقدم لها .. لسبب أو لآخر ،، وتنظر لإبنها في كل مرة كما لو أنها تراه لأول مرة!
تصارع كل ظروف المعيشة وترفض كرامتها السؤال ,, وتنتظر غرة كل شهر هجري لتمتطي سيارة
الأجرة وتتجه نحو مصرف الراجحي لسحب 1145 ريال معونة الضمان الاجتماعي !!
وذات مساء يطلب ابن الـ13 ربيعا من والدته أن يتجه نحو المتجر لشراء بعض حاجياته ,
فاليوم يصادف نهاية الفصل الدراسي ويريد أن يحتفل بطريقته الخاصة البريئة .. ولكن وقبل
أن يصل للمحل , يتردد كثيرا في تجاوز الشارع .. ويقرر أن يعبر ، ولم يكن يعلم أنها
آخر خطواته في الحياة القصيرة !! ارتطام .. أشلاء ……. ارتحل … مات

كـَـبـَـدْ

* * *

[ميم ميم ميم]

شاب في مقتبل العمر أنهى دراسته الجامعية بالتخصص الذي كان يحلم أن يرى نفسه فيه ،، زفّ الخبر لوالديه
مستقبل كبير يرسمه الشاب بجميع ألوان الحياة ,, يلتحق بالعمل وفي سنة أولى وظيفة ..
يتعرف على زميله المجاور له في مكتبه ،، وتزداد العلاقة حتى تجاوزت أسوار المنشأة ..
وذات مرة يصرّ الموظف القديم على دعوة زميله الجديد للسفر إلى دولة خليجية لقضاء عطلة
نهاية الأسبوع وكما قال له حرفيا ً ( ميم ميم ) ولكنه أضاف في نهاية الرحلة ميما ً
أخرى غير ( محمول و مكفول ) وهي ميم المرض !! الذي أصاب صاحبنا بعد أشهر من تلك الرحلة
التافهة .. وأصبح محمول مكفول مريض بنقص المناعة !!!

كـَـبـَـدْ

* * *

[أمومة ضائعة]

أنثـى ,, بملامحها وكلماتها وتصرفاتها ,, تحمل عروستها دائما وتدللها وتعتني بها
,, وتطمح أن يأتي اليوم الذي ترى فيه ابنتها فوق يديها .. لتناديها .. مام
شعور ينتج عن مزيج من الأمل والطموح والخيال ..تكبر الفتاة وتنضج ويتقدم لها من
كانت تراه فارسا لأحلامها ,, حلم الأمومة يقترب .. حلم الأسرة .. العائلة .. الأبناء
ماهي إلا أشهر لتكتشف حقيقة زوجها … فارسها لايقرب المسجد نهائيا ,, ويتعذر بقوله
تعالى : ( لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) زوجها يتـنـفس الخمر .. بل وأنساها حلم الطفولة
والأمومة .. لتضع قدمها معه في طريق الضياع ..!!

كـَـبـَـدْ

* * *

[توأم]

كانت حينما ترى جارتها ومعها طفلها المعاق (جسديا) تقول .. ان كان الله سيرزقني
مثل هذا الطفل فأتمنى أن لا يرزقني
وتختم كلمتها بسؤالها … غريبة كيف متحملته ؟؟؟؟تمر السنوات وتنسى كلماتها لجارتها
,, ولكن الله لا ينسى .. ولكن الله لايـُهـمل .. ويكتب لها عز وجلّ أن تحمل في أحشائها
(توأم) من الجنسين .. أما الذكر فقد وُلد متخلفا عقليا .. كفيف البصر
وأما الأنثى .. فهي فتاة متلازمة داون التي يوم كبرت سألت أمها ببراءة :أمي .. كيف
تتحملين أخوي الكفيف ؟؟
سؤال أعاد لذاكرة الأم .. سؤالها القديم لجارتها ..

كـَـبـَـدْ

* * *

مخرج //
إن ارتقت ( كـَبـَـدْ ) لذائقتكم .. سأسعى لكتابة الجزء الثاني والذي سيكون مليئا ً بالتفاؤل
كـَـبَـدْ : التعب والمشقة


صلوحكا

Exit mobile version