رسائل المجموعة

قصة قصيرة – مجنونها

* مجنونها *
بقلم : سمية الغسرة

وقفت وبيدي كتابي أنتظر الحافلة ككل يوم وقد نأيت كعادتي عن الجميع ، ألتهم كتبي لا أتلفت ذات يمين ولا شمال – كعادتي أيضاً – ، فلم تكن لدي صديقة تنتظرني مرحبة ولا حتى زميلة تحب أن تلقي عليّ سلاماً ، أكثرهن يتهمنني بالتكبر وقلة منهن يتهمنني بالانطواء ، ولم أكن آبه فكل ما يعنيني كتبي ودراستي التي أعشقها لدرجة كبيرة حتى أنهن أطلقن عليّ – عاشقة الكتب – !، ولم يهمني ذلك أيضاً فمستقبلي فقط هو كل مايعنيني ….
ووجدتها تتقرب إلي ّ ولم تكن المرة الأولى ، ظننتها مصادفة أو أنها لم تجد مكاناً تقف فية فآلت على نفسها أن تقف بجانبي رغم تجنب الجميع ذلك وكأني مصابة بمرض معدٍ ويخفن العدوى !! ، وألقت عليّ السلام ، رفعت إليها رأسي لأول مرة – ففي المرات السابقة كنت أرد عليها دون أن أرفعه عن كتابي – وثبّت نظاراتي جيداً ورديت عليها السلام ، ثم واصلت قراآتي التي قطعتها هي بتطفلها عليّ ، وسمعتها وراء ابتسامتها تعقب :
– وأخيراً – ليلى – تتلفت وترد سلاماً يالي من محظوظة .
وتبسّمت لها لتعليقها الساخر ذاك والذي يحمل الكثير من المعاني، فعقّبت وهي تشهق:
– وتبتسم أيضا يالله
وأكملت ثرثرتها :
– أتعرفين أن هناك من يتمنى أن يرى ابتسامتكِ هذه ولو بيعت بمال الأرض جميعا ؟!

يا لحنان هذه !! نظرت إليها وتساءلت :
– ترى ماذا تريد مني ؟! … فلم أعتد أن تكلمني إحداهن وكأني من عالم آخر !! ثم أنها بالذات لم أتوقع حتى أن تلتفت لي !! … حنان… تلك الفتاة المدللة فهي الابنة الوحيدة وسط سبع من الأبناء لأكبر شخصية في القرية سواء كان بشخصه أو بماله ، وتطأطئ له الكثير من الرقاب خشوعاً واحتراماً ، وبإشارة من خنصره الصغير تذل أو تعلو الكثير منها ، بينما أنا…. أنا مجرد فتاة عادية يتيمة الأب تعيش مع أمها المريضة في وحدة قاتلة جعلتني أألف الوحدة وأستلذها مع الكتب والدراسة ، وهي بشخصها وشكلها الجذاب الغير محتشم في لبسها أو تصرفاتها يجعلها بعيدة كل البعد في أن أكون ممن ينعمن بإعجابها أو تنعم هي بإعجابي أنا الفتاة المحتشمة المحجبة قلباً وقالباً، بل واستهتارها بكل القيم والأخلاق وبالدراسة بالذات يجعلنا النقيضين ….. إذن ماذا تريد مني ؟!
ولم أحب أن أسألها فثرثرتها تلك عطّلتني كثيراً عن كتابي الذي بيدي ، إلا أنها لم تنتظر أن أسألها بل سألتني وهي تبعد خصلاتها الناعمة الشقراء التي يتخللها بعض الألوان الأخرى كالبني والأحمر الداكن عن جبهتها البيضاء المحمرة من برد ذاك الصباح :
– ألن تسألينني عنه ؟!
كانت لا تزال تعني ابتسامتي التي تسحر احدهم !!
فأجبتها ممتعضة من ثرثرتها الصباحية دون اهتمام :
– لا آبه !!!
فامتعضت هي أيضاً من إجابتي الغير مبالية ولوت شفتيها الدقيقتين اللامعتين لمعاناً صناعياً وأكملت بينما فتحت كتابي الذي أغلقته وهممت بالقراءة من جديد:
– لقد سمى نفسه بمجنون ليلى لأنكِ فعلاً غير مبالية بينما هو مجنون بكِ وهائم !
ولفتني حديثها أخيراً :
– تقصدينني ؟!
– ومن غيرك هنا
– ماذا تعنين ؟!
وأمسكتني تهزني :
– صباح الخير يا آنسة الجميع لا يجد كلاماً غير المجنون وليلاه وأنتِ لست حتى في هذا العالم !!
هززت رأسي وأنا أبعد يديها الخشنة بتصرفها الناعمة بملمسها :
– لست أفهم !!
– سأفهمكِ وأمري لله
وبلعت ريقها وجلست القرفصاء على رمال الشارع وشدّت عباءتي تدعوني للجلوس ، نظرت إليها مندهشة لتصرفها الغريب الذي لا يلائم فتاة بمستواها و تلفّت يميناً وشمالاً وقد شعرت بالإحراج منها ، فسحبت عباءتي من يديها وابتعدت بضع خطوات عنها وكأني أقول لست أريد أن تفهميني شيئاً دعيني وشأني ، إلا أنها وقفت من جديد واتجهت ناحيتي ، هززت رأسي وأنا أبتعد خطوات أطول ، فهبت واقفة وهي تنظرني نظرة الملام فسمعتُ – سلمى – تلومها وهي تقترب :
– أخبرتك أن لا تتعبي نفسكِ معها
وحدجتني وهي تلوي شفتيها غاضبة :
– إنها بنَت لنفسها عالماًُ غير عالمنا بل سجناً وأعجبها السجن والسجان فيه
وسحبت – حنان – من ذراعها العاري رغم الطقس البارد :
– اتركيها وسجنها الذي بنته بيديها .
فردت عليها الأخرى باهتمام :
– ومجنونها !!!!
– دعيه يجن فعلاً لقد اختار قلبه اختياراً خاطئاً جداً وعليه أن يتحمل نتيجة أخطاؤه
وسحبت – حنان – يدها عنها وأقبلت ناحيتي من جديد و وقفت قبالتي:
– اسمعي إن – محموداً – يحبك وهو يلاحقكِ يا عمياء منذ سنتين ما أن تخرجي من البيت وحتى الرجوع إليه وقد لاحظ الجميع ذلك إلا أنتِ ، أحياناً يتعبه الجوى ( تقولها وهي تلوح بيدها اليمنى وقد أغمضت عينيها بينما يدها اليسرى على قلبها ) ويكتم حتى يرقده المرض .
وبغضب وصوت أعلى فتحت عينيها ذات العدسة العسلية والمكحلة باللون الأزرق وقد جحظتا :
– كحاله هذه الأيام !
وسكتت هنيهة ثم أكملت :
– إلا أنه يقوم من جديد ليعاود ملاحقته لك حاول كثيراً أن يكلمكِ لكنكِ كالعادة لا تأبهي لأحد ….
وقاطعتها – سلمى – هازئة :
– مجنون !! لست أدري كيف اختارها من دون البنات جميعاً !! وعلى ماذا !!!
حدجتها بغضب فأدارت- حنان – وجهي إليها وأكملت :
– دعك منها واسمعيني للنهاية
وأخذت نفساً عميقاً وأكملت :
– الغريب أنك لم تلحظيه في الباص !! إنه يتعمد أن يجلس قبالتك لعلكِ تلحظيه يوماً حتى بات الشبان يتسابقن لذلك قبله عناداً فيه مم جعلنا نحن الشابات نحيطكِ من كل جانب حماية لكِ .
ودققت نظراتها في عيناي المتفاجئة والمغلفة بنظاراتي السميكة متسائلة بفضول واستغراب:
– ألم تلحظيه ولو يوماً واحداً يتعارك مع أحدهم لأنه تجرأ ونظر أو همس لكِ بشيء ؟!!
وسكتت حتى طال سكوتها بضع دقائق لعلها تنتظر أثر كلماتها الغريبة عليّ ، وضعت يداي على جبهتي أعصرها بأصابعي بقوة أحاول أن أخرج كل قصتها من عقلي الغير مصدق ثم سألتها غاضبة :
– ما هدفكِ من تلفيق قصة كهذه ؟!
وسمعت صوت – سلمى – الغاضب :
– لقد حذرتكِ يا حنان لكنكِ لم تنصتي إليّ، دعيها في عليائها وبرجها المتهرئ.
وأمسكتني – حنان – بعنف من جديد تهزني :
– أفيقي وتلفتي حولكِ يوماً وسترينه وتتأكدين بنفسك ، يؤلمني ما يعانيه فحنّي عليه يوماً بابتسامة كتلك التي رأيتها منكِ منذ قليل !
وهزت رأسها :
– انه لا يستحق كل هذا الجفاء منكِ
ورددت وهي تبتعد :
– أفيقي يا ليلى أفيقي وكوني حنونة على مجنونك المجنون .
وابتعدت وتركتني أقلب كلماتها في رأسي غير مصدقة


حاولت جاهدة ذلك اليوم أن أتحاشى أو أن أتذكر أي كلمة من كلماتها التي قلّبت أفكاري وجعلتني أتنبه لأشياء كنت دوماً أتحاشاها وأهزأ ممن يتعب عقله بها …… – الحب – ما هو إلا أضحوكة الفارغون وتسلية الحالمون.. همهمت وحدي بهذه الكلمات لكني لم أستطع أن أمنع نفسي من أن أهجر كتابي قليلاً وأتلفّت – لعلي أراهم أو أرى من يراهمُ – فضولاً لا أكثر….


ورجعت للبيت وصوت – عدنان – أخي يلعلع ويصل لمسامعي وأنا لازلت على البوابة وسعال أمي يقاطعه … ترى ما الذي ذكره بنا فجأة ؟!! إننا لا نراه إلا في بداية كل شهر ليسلم أمي المصروف ولا نراه إلا في الشهر الذي يليه ، رغم أنه وعدني وهو يحتضنني وقد خالطت دموعه دموعي يوم وفاة أبي أن يكون لي أباً آخر إلا أنه أبداً لم يفي بوعده ….. دلفت للبيت وقد داخلني القلق، وما أن فتحت الباب حتى استدار لي وعينيه تقدحان شررا، وصرخ فيّ:
– اسمعي من الغد سأوصلك أنا من وإلى الجامعة أتفهمين وخروج من البيت ممنوع.
نظرت إليه وقد ازداد قلقي:
– لماذا ؟! ما الجديد الذي طرأ !! ؟
– اسألي مجنونكِ
ودقّ قلبي هلعاً، إلا أني اصطنعت التجلّد والاستغراب:
– مجنوني ؟!!! أي مجنون ؟!!
– نعم تظاهري!!!
وسكت وهو يخزني بنظراته الغاضبة وهو يجيبني :
– مجنونكِ يا ليلى العامرية
وبغضب أجبته :
– أي مجنون وأي خرابيط ، أنا لست بمزاج يسمح لي بمناقشة مواضيع حذفتها من قاموسي ، ولا أسمح لك وبالذات أنت أن تتهمني بأي اتهام ، المفروض يا من في مقام أبي أن تدحض أنت أي اتهام أو كلام يوجه ضدي لا أن تلقي التهم عليّ جزافاً دون التأكد حتى من صحتها
وتبسم ابتسامة مكر :
– ومن قال لكِ أني لم أتأكد
أدهشتني كلماته وصعقتني ، إذن كلام – حنان – لم يكن تلفيقاً أو كذباً !!
نظرت إليه باستغراب فأكمل :
– لقد واجهته بالأمر فاعترف بكل وقاحة
– اعترف بماذا ؟!
– رد علي بكل برود : أمر على الديار بغير داع… لعلي أراهم أو أرى من يراهمُ
– وما ذنبي أنا من كل هذا ؟! هل قال لك بأني بادلته الحب حباً أو أني ألقيت عليه ولو نظرة تشجعه ؟
وتلعثم وأدار وجهه عني بخجل :
– لا ..إلا أنه لا يخليكِ من المسؤولية
– مسؤولية ماذا مادمت لم أشجعه ولو بنظرة ، ثم من هذا المجنون أصلا الذي تلومني بسببه ؟
وهنا تدخلت أمي أخيراً :
– أظن إلى هنا ويكفي حديثاً في الموضوع
ونظََرت إليه معاتبة :
– مادمت لم تسمع عنها أي شيء يشوبها فليس هناك داعٍ لهذا الحديث من أساسه، كان عليك أن تفخر بها لا أن تعاتبها لتعقلها.
وهزّت رأسها معاتبة :
– لقد جعلت أختك بغبائك تتلفت لأمر كانت تجهله !
وأكملت وهي تتجه ناحية المطبخ وهي تسعل من جديد :
– أظن أن الزيارة قد انتهت
رد عليها :
– لكني سأوصلها من وإلى الجامعة من الغد .
– ودون أن تلتفت :
– سنرى من نفسه أطول أنت أم هو .
– ماذا تعنين يا أمي ؟!
واستدارت لتجيبه وقد توقفت قبل أن تواصل مسيرها :
– يعني أنت لست في استعداد لأن توصلها كل يوم .
وتبسّمت باستهزاء وهي تكمل :
– لست فاضٍ إلينا ، بينما هو على ما يبدوا في استعداد لأن يرقد أمام بيتنا وقد لاحظت ذلك منذ مدة وتجاهلت الأمر ما دامت لم تلحظه هي وقد حاولت التأكد من ذلك مرة و أستفسر منها بطريقة غير مباشرة وتأكدت عدم علمها بالأمر.
ونظرت إليها وقلت بيني وبين نفسي :
– ألهذه الدرجة أنا فعلاً من عالم آخر ، الكل يلاحظ حتى أمي ويسمع بالأمر أخي وأنا آخر من يعلم !!
وأحسست لأول مرة بغبائي والفضول يقتلني لأن أعرف – مجنوني – ذاك، بينما أخي عقّب بغضب:
– سأرى أن كان يتجرأ بعد اليوم على ملاحقتها أو الوقوف على بابكم .
ومن يومها وأخي يوصلني للجامعة ذهاباً وإياباً، وفضول أخنقه يحاول البحث عن المجنون بين المارة والطلاب…


وصلني يوماً رسالة على هاتفي النقال وحين فتحتها كانت:
– أحسست بي أخيراً ؟!
لا تحاولي أن تنكري.. لا
فبحثكِ عني بات يفضحك
وإن كنتِ تحاولي إخفاءه
وحدي لاحظت ذلك
وسأنتظرك
فنفسي طويل لن ينقطع
ولن أيأس
فلم الشمل على ما يبدو قد اقترب
وليته غداً أو حتى الذي بعده
لا يهم
فنفسي طويل طويل كما قلت
لن ينقطع

سأستعطف الأيام فيك لعلها بيوم سروري في هواك تؤوبُ

مجنونك للأبد :
محمود

تلفت يميناً وشمالاً إلا أني تنبهت لنفسي فتوقفت واحمرت وجنتاي ، وطأطأت رأسي للأرض خجلاً وكأني أراه يراقبني ، وصرخت في داخلي :
– من أنت ؟! لم تدخل عالمي متطفلاً بغموضك ؟!! لم لا تظهر نفسك ؟! لم ……ولماذا ؟!
أسئلة أربكتني وقلبت عالمي رأساً على عقب، ورسائله منذ ذلك اليوم لم تتوقف تحطم باقي أسواري التي اهتزت، فبات يرسلها بين الفينة والأخرى، وبتُ أنتظرها بشغف، بل وبت أحفظ أشعار قيساً التي كانت رسائله تعجّ بها والتي كان منها :

أحن لليلى وإن شطّت النوى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب


أوقفتني أمي قائلة :
– ألا بد أن تحضري هذا الامتحان ؟!
وأجبتها والإعياء قد بان واضحاً عليّ :
– أنا بخير يا أمي لا تقلقي عليّ.
– بخير؟! أي خير هذا، ألم تنظري لنفسكِ في المرآة، إنكِ صفراء كاصفرار الشمس .
– لابد أن أحضر الامتحان
– تستطيعين أن تقدميه بعد أن تتحسني وقد يراعون لكِ ذلك
– وما يضمنني، ربما لا يفعلوا وأكون قد خسرت جهدي كله
– فلتخسري ما تخسري
ولم أجب عليها بل أكملت مسيري مترنحة ناحية موقع الحافلة بعد أن ملّ أخي واستسلم فلم يعد يوصلني للجامعة …
ورنّ هاتفي بوصول رسالة جديدة وحين فتحتها كانت :

يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا

والتوقيع كالمعتاد:
مجنونكِ للأبد :
محمود

تبسمت لمن يعرف أخباري أولاً بأول ، بينما لا أجرؤ أنا على السؤال عن شخصه أو هويته ، فبات مجهولاً غامضاً كما هو دائماً ..
وضعت الهاتف في حقيبة يدي وأكملت مسيري المترنح ناحية الحافلة إلا أني فجأة أحسست بدوار يعصف برأسي وشيئاً فشيئاً بدأت أفقد القدرة على المواصلة حتى شعرت بأني أفقد الإحساس بمن حولي ، وسمعت صرخة – حنان – البعيد يناديني بهلع وشبح شاب أسمر طويل القامة يجري ناحيتي بقلق ليتلقفني قبل أن أهوي للأرض مغماً عليّ .

وبدأت أفيق بعد يومين وأسمع الأصوات حولي خافتة تترنح ، إنه لا بد صوت أمي :
– اذهب يا ولدي واقضِ حوائجك هي بخير فلا تقلق نفسك أكثر .
وسمعت صوتاً جهورياً يرد عليها :
– لا أستطيع صدقيني، لا أستطيع أن أقضي لنفسي أي حاجة وليلى ترقد هنا مريضة
– هي بخير وقد طمأننا الطبيب ثم أن الممرضات كما ترى لا يقصروا
– أعرف لكني لن أبرح مكاني حتى تفتح عينيها
وفتحت عيناي بصعوبة لأطمئن أخي – ومن غيره عساه أن يكون !! –
وسمعت أمي وقد بان الفرح واضحاً من نبرة صوتها :
– إنها تستيقظ
ورأيت شبحيهما يطلان عليّ إلا أني لم أستطع أن أواصل استيقاظي فأغمي عليّ من جديد ..
وفي اليوم التالي استفقت فوجدت أخي راقداً بجانبي على الكرسي وقد وسّد يديه على سريري دافناً وجهه فيهما ، تبسمت وأنا ألبس نظاراتي ومسحت بيدي على شعره الغزير وتساءلت بيني وبين نفسي :
– أين كل هذا الحنان الأبوي قد اختبئ عني كل هذه السنين ؟!! ليتني قد فعلتها منذ زمن لأرى كم أنا غالية عليك .
وشعرت به يفيق ويتحرك تحت يدي فرفعتها عن شعره مبتسمة، وشيئاً فشيئاً رفع رأسه ويديه يمططها ، ففتحت عيني مندهشة وأحكمت حجابي الذي لازال على رأسي وسألته :
– من أنت ؟!
نعم فلم يكن أخي !! أكان أحد الممرضين ، لا فلم يكن يلبس الأبيض حتى ، وخفق قلبي لهاجس ، وسمعته من وراء ابتسامة عريضة يرد عليّ :
– حمداً لله على سلامتك
وسألته من جديد :
– من أنت ؟!
– ألم يشعر قلبكِ أو يدلكِ عليّ بعد ؟!
وسرت قشعريرة في جسدي وقلبي ازداد خفقانه ، بينما أكمل بابتسامته التي لم تفارقه وهو يعرّف عن نفسه :
– مجنونك يا ليلى .
وأكمل وهو ينظر لعيني المرتبكة :
– أنا محمود يا ليلى.

تلعثمت وارتبكت خجلاً فها هو أخيراً أمامي بشحمه ولحمه – مجنوني المجنون –

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

  1. أعجبتني القصة كثيرا .. لكن قلمك يحتاج إلى الكثير من التدريب ..كما أنني أردت تنبيهك على بعض الأخطاء النحوية (نتيجة أخطاؤه ,أضحوكة الفارغون وتسلية الحالمون ,أشعار قيساً ….. )

  2. القصة بكتابتها جيدة لكن يغلب عليها المبالغة لأن مجتمعنا السعودي لايؤيد هذه العلاقات,فلو كانت في مجتمع آخر لكان ممكن . مع تمنياتي لك بالتوفيق,,

  3. ماقصرتي ياسمية واتمنى لك كل التوفيق..وقصة جميلة جدا واتمنى لك النجاح ولكن كيف امها تترك الرجل الغريب ينام عند ابنتها الفاقدة للوعي ..هذي نقطة اتوقع انها فاتت عليك ..ولكن هي قصة جميله ..وبداية ممتازة ..ننتظر المزيد من قلمك..

  4. ما شاء الله أسلوب رائع تشبيهات عظيمة و فكرة أكثر من رائعة واقعية نحسها حولنا في أناس كثيرين لهم نفس عالم ليلى . أتمنى المزيد من الأعمال الرائعة منك وموهبة كهذه يجب أن تستغل ليستفيدمنها أمثالي اللاهثين خلف أي قصة جميلة .

  5. قصة جميله .. لكن احب ان اوافق من سبقني في التعليق (قلمك يحتاج الى الكثير من التديب كما وان هناك بعض الاخطاء النحويه واللغويه والى الامام عزيزتي

  6. واااااو عن جد اسلوب جداًً رائع..وتدرج جميل يشدنا للمواصلة ..حتى النهاية.. أما بالنسبة لأخونا الذي اعترض على واقع القصة بأن تكون في مجتمعنا السعودي المحترم! ربما يااأخي انت لم تصادفك مثل هذه الحالة ..ولكن هناك من يجزم بوجودها ..على العكس مما تقول!فربما طبيعة مجتمعنا هي من تعطي حق التصرف بالكتمان والصمت الدائم..وما كتبته أختنا سمية ماهو..إلا واقع مرير..لبعض فتياتنا..اللهم ..انها طرحته بين أيديكم بطريقة جذابة ومشوقة تكاد تخلو ..من الكثير مما يواجهه بعضهن من قسوة وألم! وأخيرا..أخيتي..سمسوومة..واصلي بكلل قوووووة فأنتي قلم واعد..فواصلي لتصلي. فبدون العقبات لا نشعر بلذة الإصرار للوصول لأهدافنا.. كوني بخير دمتي بحب وسلام نوسة

  7. قصه في منتهى الروعه تشبيهات لا محدودهـ و غموض يطفي على القصه رونقاً رائعا ً بالتوفيق يا سميه

  8. انااحب القصص الرومنسية واتمنى المزيد وتكفى ارسلووولي اي قصة رومنسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى