::: قصة حب::4::

ولكم مني جزيل الشكر على ما تقدمونه لي من نقد ومن حسن تفاعل.. واطلب منكم المعذرة باقي الاعضاء الذين لم يتقبلوا مني هذه القصة..

الجزء الرابع
من بعد تلك الليلة لم يتقابل عدي بعائشة وجهاً لوجه أو لوحدهم إلا أن الجو بينهما كان دائما مشحون بالعواطف والمكابرة والتنازع على أشياء لا نفع منها ولكن الحاجة إلى التنازع وإلا استسلما لعيون بعضهما وذابا بين الحشود.
 
أتى حفل زواج ليلى كهدية من السماء فعدي يحب ليلى كثيرا كما لو كنت أخته ويتذكر بالطفولة عندما يعاقب عند الكتاب عندما يشاغب بدل أن يحفظ بعض الآيات القرآنية وكانت عندما يعاقب بالوقوف ورجله مرفوعة كانت تسند قدمه عندما يتعب بيديها الصغيرتين, فكان يكافئها على ذلك بوعوده الخطية التي كان يكتبها لها يعدها انه هو إلي سيحمل هودجها مع أبيها. وهو يتذكر تلك الأشياء الصغيرة العزيزة تأمل أن ليلى تذكرها أيضاً.
 
الفرح كان كبيراً والأهالي كانوا سعيدين والحفل كان صاخباً ولكنه كان ناقصاً, عائشة لم تظهر بعد للآن هي مختبئة بالمنزل ولم تخرج والرجل ينتظرها ويشغل نفسه كيلا يطول الانتظار عليه ولكنه عاد للمنزل كي يبدل ملابسه ويرتدي الملابس التي أهدته إياه ليلى هدية بعودته فهي أمهر خياطة ببلدتهم. تنهدم عدي وبدى كعريس. خرج من الغرفة والعمة بالمنزل تأمر الكل بالإجراءات اللازمة كي يسير الزفاف كما هو مفروض, سمعت خروجه فوقفت تنظر إليه مشدوهة وعيناها تلمعا من الفرح على حبيب قلبها ابن أخيها. توجهت ناحيته ونزعت القليل من الكحل الذي كان بعينيها ومسحت بقعة صغيرة بجانب زلوفه وهي تقول: لا يحرمني من فرحك الباري العزيز فأراك عريساً على أجمل الخلق, فتناولا فرصة كي يسأل عن من تشغل باله من الصباح فقبل أن ينطق لسانه عنها دخلت المنزل.
 
لم ير مثل ذلك الجمال ولا ذاك الحسن حسناً ولا ذلك الغرور غروراً مع إن عينيها كانتا تشع ببريق مختلف, أنزل ناظريه حتى لا يقع فريستها ويقوم بما لا يخطر بباله ولا ما خططه بخصوص إزعاجها حتى تملٌ منه ورفعهما بنظرة ملؤها التهكم والسخرية عليها وهو يكلم عمته وهي تنتظر ردة فعله لما رآه من عائشة: عمتي هل لديك خمار أو نظارة تتقين بها من هذه الوهاجة؟؟ ضحكت العمة وقالت: لو تمر بالدنيا كلها فلا ترى أكثر جمال من ابنتي الجميلة. ومر من أمامه لتذهب إلى عائشة لتواسي وجهها المكتئب والمليء بالكراهية لعدي فهو لم يقدر الجهود التي بذلتها لكي تطير عقله بجمالها واستها عمتها وهدأت قليلا وابتسمت عندما غادرت العمة ولكنها قلبت وجهها بغرور ومكابرة لتتجه ناحية ذلك المغرور الجاحد وقفت جامعة ذراعيها أمام صدرها وهي تقف بكل تكبر: وأنت من تحاول أن تثير انتباهه؟؟ الحصان فتهيجه, أم الثيران المحبوسة؟ شده وجهه قليلا لما بدر منها من سخرية ولكنه ابتسم سخريةً عليها, فعلمت أنها ربحت هذه الجولة وغادرت للمجلس النسائي, وتركته واقفا مكانه.
 
تم الزواج وهللت النسوة بالمجلس النسائي على هذا الاحتفال الجميل حتى من فرط السعادة قالت عائشة لعمتها: لا أظن إننا سنفرح هكذا أبدا؟؟ أسكتتها عمتها وقالت لها : بنيتي لا يحسد الحلال إلا أصحابه وان شاء الله تدوم علينا هذه الفرحة بزفافك أنت أيضا. فنظرت تلقائيا إلى عدي لكي تتأمله لتجده انه مستغرق النظر بها فخفظت النظر إلى الأرض فعاودت النظر لتراه قد اختفى تناولها الحزن والخيبة فخرجت تبحث عنه فلم تراه وعندما عاودت الدخول إلى المجلس رأته واقفا أمامها ومسك يدها بين الحشود وقلبها يكاد ينفجر من النبض وهو نبضه يظهر على جبينه, فأتتهم العمة لتقطع ذلك الجو المشحون بالعواطف وقالت لهم: وفروها فيما بعد هيا إلى الاحتفال. الاحتفال كان جميلا والكل كانوا سعداء أما عدي وعائشة فهما ضائعين بعيني بعضهما البعض والعمة تراقب كل شي وهي سعيدة جدا لما يجري فهي ابقت عائشة لحبيب قلبها ابن اخيها.
 
*(( um sada7 ))*

Exit mobile version