قصة : أحمد وخط الموت

مساحة شاسعه تناثرت فيها قطع جلوس فخمه إلا أن ذلك لم يمنع من الفوضى التي توسطتها أشرطة فيديو تباينت ألوانها بين أسود , رمادي وحتى البنفسجي الداكن , خلاف هذا كله سكون استحل المكان ليقطع الصمت بين الفينة الأخرى بصرخات شبابيه و تصفير قوي و مقاطع أغان حفظت عن ظهر قلب , ابتسامة ناوشة محيا أحمد ونشوة فرح عمت روحه وسعادة مزيفه تخللت أساريره , و رغم أنه قد شاهد هذه المناظر للمرة المئة بعد الألف إلا أنه في كل مره كانه يراها للمرة الأولى ..
اعتدل في جلسته لرنين مزعج قطع اندماجه ولم يكن سوى هاتفه المحمول , امتدت يده بكسل ليبصر من المتصل , تل مرعب يتصل بك .. , انزوى طرف فمه الأيمن بشبح ابتسامة و فتح الخط و هو يقول يا أخي إنت ما تمل
ليجيب المتصل ولا بعد موتي ( استغفر الله هكذا البعض يرمون الكلمات دون وعي لحروفها )
أحمد احم لا اتعب روحك مالي مزاج لكم
فهد يا أخي والله ماتفوت و بعدين ترى على مستوى المكان بتاخذ راحتك للآخر ولا تنسى ترى حتى من بره الكويت بيون ضيوف
احمد اخس ضيوف مره وحده أخاف بس مصدقين عمركم قصر بيان و أنا ماأدري
فهد اييييي حمود لا تطنز ترى محد خسران غيرك ع………………………..
أكمل فهد حديثه بينما احمد ينتصب واقفا متجها لهاتف المنزل الذي لم يسكن برنينه ليرفع السماعة التي لم يمهل المتكلم صاحبها فصرخ به بصوت عال كاد أن يصم أذنيه حمود ويهد يهد العدو قول آمين ساعه عند الباب ساعه يالتعبان تعال بطله خلصني سحت بهالشمس الصنانيه( كنايه عن شدة حرارتها ) فوق راسي تضرب ما أدري ليش قافل الباب مزيون زمانك خايف يخطفونك … و اكمل سلمان كلماته المتسارعه ضاربا بالأدب و الذوق عرض الحائط , من هذا كله كان أحمد يسير لفتح الباب لرفيقه دون ان يعبأ بالآخر الذي مازال يعدد مزايا ذاك اللقاء ..
عند أقرب كرسي أسقط سلمان نفسه يستجدي تلك البرودة ان تغلفه بل حر مو طبيعي تقولك شابين نار بالدنيا ما ادري شلون هالي يشتغلون يرجعون بعز الظهر بيوتهم أشك إن عقولهم تطبخ على مايوصلون بيوتهم
جلس أحمد مقابلا لسلمان وقد كتم ضحكته لحاله لم تكون المرة الأولى التي يكون بها فقد اعتاد ذاك منه و بكل أريحية أخرج صلب سقائر ليشعله , استنشق سلمان تلك الرائحة باسترخاء ظاهر ليقطع عليه أحمد وهو يرمي إليه العلبة و الولاعه هاك يبا حشى استغفر الله تقول مدمن مخدرات
التقطهم سلمان ببراعه وهو يجيب صاحبه فرقت يعني

عصر يوم السبت بجو ربيعي جميل بمكان وسط صحراء الصبية خلف هضاب من الرمال الناعمه توسطتها بقعة مسفلته بشكل دائري واسع تلتمع تحت أشعة الشمس بفعل براميل زيت و ماء اصطبغت بها عمدا , شباب تناثروا بكل اتجاه و سيارات خصصت لهذه السباقات الجنونية بامكانات خاصه صرفت لأجلها الآلاف , أما صاحبنا فقد استند على باب سيارته يحادث بعض رفاقه وسعادة قد غمرته فهو نجم الليلة بلا منازع , غرور يراوده فجميع من هنا و بالأخص الضيوف جاءوا للاستمتاع ببراعة [ الع ـقرب ] هكذا اشتهر بينهم ولم يتوانوا رفاقه بتصميم شعار خاص يظهر فيه عقرب وقد ذيلة الرسمه بـ[ملك الخطوط السريعه ] وهكذا كان انتشاره ليس بالاسم فقط وانما حتى بشعاره الذي اكتسح أغلب خلفية سيارات الشباب وعلى الأغلب شباب جامعته , جاء سلمان وهو يقول لخالد خلود ذبحوني الشباب يسألون عن الشعار عسى بس يبت كميه كافيه
اتجه خالد لسلمان يريد اعطاءه من تلك الكمية التي امتلأت بها سيارته أما الباقي فقد انفضوا من حول أحمد بخلاف سعود الذي التف الجهة الأخرى قائلا اليوم يومك يالعقرب بس عاد هالمره بكون معاك
فجاة ودون مقدمات شعر أحمد بقبضة تعصر فؤاده بقوة و الم يحفر وجعا في صدره
شفيني ؟ سؤال تساأل به بينه و بين نفسه و ألم يزيد ليرفع كفه يتحسس بها مكان الوهن الذي شعر به يستوطن صدره ولا جواب , رفع نظراته يبحث عن رفيقه فاذا به يجلس بالكرسي الذي يجاوره , استدار لجهته و فتح الباب قائلا بصرامه سعود انزل
سعود و قد استغرب طلب صاحبه شنو انزل ؟ سوري انا وياك وياك لا ..
قطع حديث بصرخة صدرت من أحمد قتلك انزل ما ألعب معاك خلاص هونت ماني مترايس
سعود نظرات استغراب شمل بها أحمد شنو منت متسابق ؟؟ ألحين هالأمه ..
و صرخ به أحمد للمرة الثانية أكلم الطوفه انا ماتفهم خلاص قلت ماني متسابق
وادار ظهره لصاحبه و سار لأحد الكثبان الرملية القريبه , اما البقية المتبقيه فما ان علموا بالخبر من سعود حتى اسرعوا لصاحبهم الذي أشار بيده أن انتهينا لا رجعة عن القرار ..
لم يريدوا أن يتأخروا أكثر فالشمس تكاد أن تغيب فكانت البداية بوصلة لشاب آخر لقبه [ الجامح ]
وهنا لم يتوانى سعود عن التجربة التي كانت الاولى بالنسبة لهذا الحشد الكبير ان يصاحب الجامح في جنونه ..
كانت البداية على تلك الأرض الرملية حتى انعدمت الرؤية ثم أكملت بقوة على ذاك الاسفلت لينتشي الشباب برائحة الاطارات المحترقه بلذة ممتعه , تصفيق و تصفير و لزمات جعلت الجو اكثر حماسه , وصوت تلك السلاسل التي عقدت بها الاطارات وانزلاقات السياره يكاد يصم الآذان ..
رغم صيحات التشجيع من حول احمد إلا ان الغم والهم مازال متربعا على قلبه ليتفحص أصحابه من حوله باحثا عن سعود فقد قرر العودة ولكن أين هو؟
أحمد متسائلا خلود وين سعود ؟ سأل احمد و نظراته لا تتجاوز جنون الجامح
خالد بلا اهتمام يسلم عليك ركب مع الجامح .. ولم يكن ليكملها فقد انطلقت صرخات الخوف والرجاء ليقفز احمد صارخا سعوووووووووود
انزلاق قوي قلب السيارة و أطاح باصحابها خارج حدودها , لم يروا سوى أجساد تطايرت و دماء تناثرت أمامهم , وكان القشه التي قصمت ظهر البعير ان الجسد الذي سقط بالقرب منهم لم يكن سوى سعود ..

ارتجافة سرت في يديه و دموع طفرت من عينيه وانفاس لاهثه و كلمات ترتفع ببطئ ومات سعود مات سعود قبل لا ادري انه معاه مات سعود صح دكتور ؟
رفع نظراته للطبيب المشرف على حالته بتساؤل وكانه يتمنى ان يجاب بلا و أن صاحبه مازال حيا يرزق ..
تنهد الطبيب بألم لحال أحمد شاب مازال في ريعان شباب وبصدمة موت صاحبه أصيب بفقدان الذاكره من بعد انهيار عصبي اتبع بغيبوبة لمدة شهر , اقترب خالد من صاحبه وهو يراه يعود بذاكرته لسنة للوراء وما كان منه سوى احتضانه لينفجر أحمد باكيا بحرقة خنقة في صدره منذ ذاك اليوم ..

بعد عشر أعوام ,,,
سقط على ركبتيه وهو ينظر لأخيه بغضب ظاهر صارخا به فهمت الحين ليش انا مو راضي على الينون الي انت فيه انا كنت مثلك تفهم شنو كنت مثلك بس انا تعديت هالمرحله للممارسه بس شنو خذيت ؟ اسألني شنو خذيت ؟ – ليرفع أصابعه معددا – السقاير سببتلي التهاب رئوي و الاغاني بعد عن ربي و هم و غم كل همك الريسات و التشفط غير موت رفيجي و انهيار عصبي و غيبونه و فقدان ذكراه – جذب أخيه من ياقة ثيابه وهو يكمل – وتقولي ليش بعد ؟ تبي أكثر من جذي
صدمة كست ملامح سعود لم يكن الامر سهلا إذا على أخيه أبدا لم يكن سهلا ..

· تل مرعب [ منطقة بالامارات مشهوره بالريسات ( السباقات ) ]
· الصبية [ منطقة بريه مشهوره بالكويت ]
وردة شقى

Exit mobile version