قراصنة أبونواف .. يدشرون في الكاريبي

في ليلة ظلماء يفتقد فيها البدر … ومن جد اجتهد ومن زرع حصد .. كنا ندرس ايام الثانوي انا واصدقاي وكان فينا الشاطر والكسلان … وكان فينا الحبوب والحقود والعاقل والمجنون ، وبعد سنوات عجاف نجح من نجح وسقط من سقط وكان لابد وأن يكافئ الناجح من قبل أهله وذويه .. فكافئ الأباء ابنائهم بسيارات جديدة .. الا انا .. رفضت ان أكون إمعه وان تكون مكافأتي مثل زملائي ….. 1

واستفسر والدي عن مستقبلي .. فقال لي .. يا بني اني والله لمكافئك على جهدك وعملك واني والله لفخور بك فأطلب ما شئت ، فأجبته ابي سفينه ،فإستغرب ابي من طلبي وظل يرمقني بنظراته مشككاً فيما سمع مني .. واستوضح الأمر وقال :- وشو ! .. فقلت سففففففففينه … فإبتسم والدي معتقدا أني امازحه وقال يابني إن (سوالف إبن ال قايله) سيصبح محاسباً وان (عزيز إبن أبي عزيزة) سيصبح إعلامياً وأن بنت جيرننا (مهيب بنت أل بيع) ستدرس الطب ..فماذا انت فاعل في مستقبلك ؟ فأجبته سأصبح قرصاناً ، فضحك والدي وقال : وانا مني اجار المحل والمقرصة وبنفتح فرع جريش بعد ! فقلت له اريد ان أصبح قرصاناً ولهذا اريد السفينه ..

فوافق أبي معتقداً أني سألبق السفينه عند الباب وافتحها مقرصه كحركة من حركات المحلات الجديدة ..

وعلى صوت التلفااااااااااااااااااز
 ذهبت الى الفراش بعد ان بدأت الشمس بالمغيب واخذت لي غفوة بسيطه ولا صحيت الا اليوم الأخر على أذان العصر

وما ان فتحت نافذتي لأستنشق غبار الدايري إلا وتفاجأت بالأشرع البيضاء للسفينه واقفه عند باب بيتنا وعيال حارتنا كل ابوهم عندها ، فهرعت إليهم ونزلت لأبعد أيديهم القذره عن السفينه وكان من بينهم عزيز بن أبي عزيزة والذي اخذ يعذرب  في السفينه ويذب عليها ويسيئ لها ولحالتها .. ثم عرض علي شراؤها بخمسة ريالات ذهبية ، ولكنني رفضت عرضه مما أثار غضبه حيث أنصرف مسرعاً نحو بيتهم بعد ان هددني بقوله

هين هين يالضبان ..

بعد ان حصلت على السفينه فكرت في نقلها للحاير لكي ابحر من هناك بحثا عن الكنز التائه في احدى الجزر الخرسانية وكان نصف الخريطة بحوزتي والنصف الأخر بحوزة اعز أصدقائي في الحارة وهو سوالف إبن ال قايلة .. وخططنا في أستئجار تريله للنقل وتم النقل …

بعد ذلك قررنا جمع القراصنه للإبحار والبحث عن الجزيرة .. فكتبنا إعلاناً انا وسوالف ووزعناه في البقلات والدكاكين وعلقنا إعلان عند باب المسجد .. ( مطلوب قرصان للبحث عن الكنز جزاكم الله خير ) وتجمهر الألاف  من عيال الحارة وتم الاختيار وتحديد الأسماء ، وقررنا الابحار في الغد مع أشراقة الصباح وقلت للعيال :- أيها القراصنة  موعدنا غدا الصباح بعد ما يخلص عدنان ولينا ، كل واحد يطلع من بيتهم ويجيب معه سندوتشاته وقلت لسوالف لا تجيب شيئ

عازمك على صبه فلافل يحبها قلبك..

وفي صباح الغد …

راحت علي نومه ولا قمت الا العصر كالعاده يوم فتحت دريشتي باخذ لي شمه من غبار الدايري وأتذكر القراصنه (امحق قراصنه) وألبس زبيرياتي وهاتك يا ركض وأقرب تكسي وعلى الحاير الحقهم ، يوم وصلت تفاجأت ان السفينه ميب فيه ، ولقيت (ماجدكو) رابطينه في البرميل اللي كنت راقي فوقه امس يوم اخطب عليهم وملصقين على جبهته ورقه مكتوب فيها ( جطلنا سفينتك يابوخلود واطقع ما عندنا انت ….. توقيع عزيز إبن ابي عزيزة طيب الله ثراه ) وانا اللي أشقق الورقة وادعسها في فم ماجدكو من القهر .. يوم فكيته من وثاقه ، طلع لي رساله من مخباته معطيه اياه (سوالف) صديقي وكاتب لي فيها :-

عزيزي الهيس الأربد.. (خلوووودي) .. شكلك نمت وسحبت علينا كالعاده … حنا تفاجأنا ان (عزيز) حرك السفينه بدون علمنا وما درينا انه حركها الا يوم انتصفنا وسط البحر .. وأفيدك صديقي العزيز باننا بنروح للبحرين نحضر فلم في الدانه ويمكن نمر على ( تشيس كوفي ) ناخذ لنا (vip room) نتقهوى موكا وعصير ليمون ونمشي ، كما انني احيطكم علماً بأن بنت جيرانكم (مهيب بنت ال بيع) ركبت السفينه بتعطيني سندوتش لأنك عزمتني على صبه وسبحت علي ومشت السفينه وهي معنا وتقول مر على بيتنا وعلم أمي وقلها لاتخاف علي ولاتنسى تسجل لي حلقة طاش ما طاش ..

وفي أسفل الورقه وجدت الحبر قد تزحزح من مكانه فإعتقدت انها دمعه من دموع (مهيب بنت أل بيع) وتذوقتها لأتأكد منها  فإذا بها سعبولة ماجدكو يوم كانو رابطينه ..

عقدت العزم .. وشددت الهمه على اللحاق بهم واسترداد سفينيتي وقراصنتي من (أبن أبي عزيزة) وفكرت بخطة أليمة للنيل منهم .. فبدلاً من اللحاق بهم ومطاردتهم .. لماذا لا أسبقهم وأحصل على الكنز قبلهم .. فجمعت من بقي من الشله وعلى رأسهم ابونواف وفارس الدهناء وابراهيم وباسم وريدنت وابوعبدالرحمن وهيفاؤووه .. وماجدكو اللي طقوه وربطوه .. وإنطلقت في رحاب الله الطاهره بحثاً عن ما ألهمني الله به ومعي نصف الخريطه والنصف الأخر مع (سوالف) وكان (عزيز) قد اعتمد على خريطة قمت برسمها لتضليل كل الطامعين بالكنز .. عند الوصول للجزيرة ..

وبعد تبادل الرسائل عبر الموبايل مع (سوالف) صديقي .. قام سوالف بالهرب سباحة من سفينة القراصنة بعد أن أخبر بنت جيراننا (مهيب بنت أل بيع) بأنه سيهرب وسيعود لإنقاذها


ولحق بنا للبحث عن الكنز لأنه يملك النصف الأخر من الخريطة ، وتلاقينا مع (سوالف) عند ظهرة البديعة وجمعنا  نصفي الخريطة وبدأت رحلة البحث وأترككم مع صور حقيقية توضح عملية البحث عن الكنز ..


وبعدها وجدنا الكنز في أعماق البحار


وفي هذه الأثناء وعلى الطرف الأخر.. كان (عزيز إبن أبي عزيزة) يحاول التقرب من بنت جيراننا ( مهيب بنت ال بيع )

وكان يسيطر على الوضع كاملاً ويحاول أثارة الرعب في نفوس القراصنة حتى يثبت سيطرته وهيمنته عليهم .. وبعد ان وجدنا الكنز قمت بإرسال سوالف للتفاوض مع عزيز والقراصنة :-


وفجأتن ظهر البدر ساطعن في وسط السماء وأشرق الفجر مشعشعن في ظلمة الليل ، ففي أعلى السفينه ومن اعلى نقاطها وقف البطل المغوار والأسد الشائك في عرينه والقائد المناضل في معاركه وقال لجميع من على ظهر السفينه :-

فإنتفض عيال حارتنا المغلوب على أمرهم أنتفاضة اهل فلسطين ورددو عبارات النصر والتكبير

وبقي (عزيز إبن أبي عزيزة) ورفاقه الخونه على عصيانهم ومكابرتهم


وبعد أن رفع سوالف سيفه أمتثالاً لأمري .. وخزني بسيفه وخزتن ألمتني فصحيت من نومتي التي نمتها على صوت التلفااااااااز وأتصلت على أبونواف وعلمته بالحلم المفجع والذي قرر بعدها تحويل عزيز أبن أبي عزيزة من مشرف إلى مستشار خوفا من انقلابه وعصيانه على المجالس كما حدث في الحلم

وشكل الحلم الجاي بيقلب قهر لمستشار

Exit mobile version