رسائل المجموعة

قرارات الخير في جمعة الخير

الحمد لله الذي جعل لنا يوم الجمعة عيدً، هذا اليوم الذي قال عنه رسولنا – صلى الله عليه وسلم – ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ) وكذلك ما صح عن النبي تسمية هذا اليوم بالعيد، حيث قال – صلى الله عليه وسلم – ( إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل ).
ونحمده ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

في يوم الجمعة الماضية (6/4/1432هـ ) كان لنا هذا اليوم يوم عيد بفشل ذريع للحاقدين المارقين القاصدين الإفساد بهذه البلاد ونشر الفوضى والرعب وإثارة الفتنة بالدعوة إلى الخروج فيما أسموه بـ " ثورة حنين " الفاشلة، فكان ذلك اليوم يوم ذل وعار عليهم، ويوم فرح وسرور وعيد لنا.

وها هيا لحظات الفرح والسرور تتجدد في يوم عيد أخر، فما جاء في الكلمة الملكية السامية في هذا اليوم الجمعة 13/4/1432هـ؛ وما تبعها من أوامر ملكية سامية ذات علاقة مباشرة بالوطن والمواطن، وهو تحقيق لما جاء في حديث رسولنا – صلى الله عليه وسلم – في أن هذا اليوم هو يوم عيد، فحق لنا أن نبتهج به وأن نظهر كل مظاهر البهجة والفرح والسرر التي نظهرها ونعيشها أيام العيد المباركة.

فما تضمنته الكلمة الملكية الأبوية السامية من معاني صادقة كان لها وقع وأثر على النفس والقلب؛ نعم هي كلمات قليلة في حروفها، ولكنها كبيرة في معانيها وتأثيرها في نفوس المواطنين والمواطنات أبناء هذا الوطن المبارك، لأنها جاءت من القلب ووصلت إلى القلب دون وسيط أو ترجمان أو تكلف بعبارات وكلمات منبرية رنانة.

وكذا ما حملته تلك الأوامر والقرارات من مضامين جعلت كل مواطن بل ومقيم على ثرى تلك البلاد يعيش أجواء وطنية صادقة، أجواء تتأكد فيها عمق الروابط بين الراعي والرعية، عبر تلك القرارات التي تتلمس احتياجات المواطنين بشكل مباشر، فولي الأمر؛ يصدر الأوامر والقرارات التي تصب في صالح الوطن والمواطن، والمواطن يتفاعل معها بكل تضامن وحب ووفاء للقيادة.

فلكل بلاد وشعبها طريقته الخاصة بالاحتفال بالأعياد، إلا بلاد الحرمين فهي تحتفل بأعيادها وأيامها ولياليها بطريقتها الخاصة التي لا يمكن أن يجاريها فيها غيرها، فهي أعياد التفاف بين القيادة والمواطنين بكل عفوية وتلقائية، فهي أفراح نابعة من القلب إلى القلب بكل صدق.

وعندما نعود للوراء قليلاً، ونعود للثوابت التي قامت عليها هذه الدولة الفتية، نجد أنها قامت على قواعد صلبة من خدمة الدين الحنيف على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف بكل وسطية لا غلو ولا تفريط ولا تقصير، واحترام العلماء وطلبة العلم، والترابط والتضامن بين الراعي والرعية والمتمثل في الراعي الإمام المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – والرعية شعب المملكة العربية السعودية، وما اجتمعوا عليه من لحمة صادقة وأهداف سامية ورؤية ثاقبة ولغة شفافة مخلصة لوجه الخالق – سبحانه وتعالى – أدت إلى قيام هذه الدولة التي استمرت مرحلة تأسيسها على مدى اثنين وثلاثين عامًا، قادها المؤسس وسانده في هذه المرحلة أبناء المملكة المخلصين، ثم تلتها مسيرة البناء بقيادة أبناء المؤسس الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد – رحمهم الله جميعًا – إلى أن تسلم القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – يسنده إخوانه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهم الله ورعاهم – وأبناء هذا الشعب الأبي، الذي سار على هذا النهج وأكده في قوة اللحمة بين القائد والعلماء وعموم مواطني هذه البلاد.

ولا نزال – ولله الحمد والمنة – جميعًا نقطف ثمرات هذه اللحمة، ونتبوأ ظلها أمناً، ورخاءً، وتقدماً، وعزةً، وصناعة تاريخ التقدم لكل أبناء هذه الأرض الطيبة والمباركة ومهد الرسالات وأرض السلام التيأرسى فيها القائد المؤسس قواعد الدولة القوية المؤسسة على نور العدل وكلمة الحق مستمداً دستورها ومنهجها من كتاب الله الكريم ، وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – .

وقبل الختام يجول في خاطري هذا السؤال : كيف يطلب منا ملكنا أن لا ننساه بالدعاء!؟؟؟!

فكيف ينسى الإنسان قلبه، فإن كان الشعب في قلبه – حفظه الله ورعاه – فهو – أيده الله – قلبنا النابض بالحب والخير والتسامح والصلة وكل أحاسيس الوفاء والعزة والشموخ، فالله نسأل أن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يبارك في عمره ووقته وماله وولده.

ختامًا نسأل الله أن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ورخائها، وأن يتغمد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يغفر ويرحم لمن توفي من أبنائه وأن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يجعلهم ذخرًا لهذا الوطن وأن يعينهم على حمل المسؤولية وأداء الأمانة ومواصلة المسيرة.

شذرات بقلم
مواطن محب لقيادته ووطنه
أبوعبدالعزيز
المهـ رحال ـاجر
الرياض
13/10/1432هـ


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى