منوعات

في عيد القديس فالانتاين أكتب… في جوجل‎

عيد القديس فالانتاين

يمسك الشاب وردة بيده ليقدمها ل(صديقته) التي تنتظره أمام ذلك المتجر الكبير…

تنظر (صديقته) إليه بحب وتحتضنه وتقول له كلمات رومانسية على شاكلة (أووه هذا رائع) أو (أنا أحب ذلك)..

ثم يختمان ذلك المشهد الدرامي أمام المتجر بقبلة حارة أو ساخنة إن شئت.

إنه مشهد من أفلام الخمسينيات..

هذا المشهد من الأفلام الأمريكية يثير خيال الشبان والفتيات

يدفعهم دفعا لتقليد ذلك المشهد مع الترجمة العربية الأمينة له طبعا

لأن قوانين الحب الصارمة تحتم على الشاب أن يكون (منعشا) بالمعنى الأمريكي (Cool)!

وذات القوانين تحتم على الفتاة أن تكون في قمة الرقة والرومانسية حتى ولو كانت في السرّ تلتهم شطائر الكلاب الساخنة مثل أوغاد الحانات.

ولأن الشبان يجب أن يقلدوا كل ما هو أمريكي، فعيد الحب لا يشذ عن القاعدة.

سيأتيك شابٌ يافعٌ لديه عضلات مفتولة ويرتدي نظارة شمسية (غالبا في فبراير الماطر وتحديدا في الليل) ويلوك بطرف فمه لفافة تبغ ثم يبصق على الأرض كي يبدو مستهترا كما الأفلام الأمريكية أيضا وبالتحديد كبصقة سلفستر ستالوني  الشهيرة، يأتيك قائلا: “وما المانع أن نقلدهم! فالثقافة الأمريكية ثقافة (Cool) وعيد الحب عيدٌ أعّبر فيه عن حبي ل(صديقتي)!”. دعك طبعا من أنه سوف يختم حديثه قائلا لك “أن الدين يسر وليس عسرا!” وربما ختم كلامه بحديث شريف يوضح لك كم أنت وغدا قاسيا وكم هو رقيقا حالما.

قبل عيد الحب بأسبوع عادة ما تبدأ حملة توعية في الإنترنت، يبدو أصحابها غاضبين ساخطين من عيد الحب ويشرحون للشباب أن عيد الحب حرام شرعا. وبالطبع تصلني تلك الحملات وتلك الرسائل عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي التي أشترك فيها.

بالطبع ستجد تلك الحملات صدى لها من شباب كثر ولن تجد أيضا لها صدى من شباب كثر آخرين. ما أود أن ألفت إليه أنه ربما.. أقول ربما.. أن يوم الحب ليس حرام بل الذي حرام هو عيد الفالانتاين. ولهذه حكاية أسردها عليكم..

هذا العيد في أوروبا وأمريكا وكل الدول المسيحية التي تحتفل به ليس اسمه عيد الحب، بل اسمه عيد فالانتين أو إن شئت الدقة يسمونه عيد القديس فالانتاين. ولو لم تصدقني قم بكتابة Love Day في جوجل وسوف تصاب بصدمة عاطفية أو لغوية إن شئت. لأن نتائج بحثLove Day سوف تحيلك إلى أسماء أشخاص أو حسابات تويتر أو اسم شركة مغمورة في أقصى الأرض أو جمعية صغيرة تدعو لنشر المحبة في الدنيا. لن تجد شيئا عن عيد الحب الذي يعرفه العرب! لماذا؟ لأن اسمه عيد القديس فالانتين. وإن كنت تظن أنني وغدا كاذبا فهذا ليس جيدا، يمكنك أن تتأكد قبل أن تحقد عليّ بأن تكتب في مربع بحث جوجل كلمتي (Valentine’s Day) وسوف تجد أول نتيجة بحث تقول لك أن اسمه عيد القديس فالانتاين.

عيد القديس فالانتاين

رسم تخيلي للقديس فالانتاين

وفي الثقافة المسيحية حين تتحدث عن القديسين فأنت كمن تتحدث عن الصحابة والتابعين في عقيدتنا الإسلامية. ومن حقهم أن يحتفلوا بقديسيهم طبعا فنحن نحترم كل البشر وهو يحتفلون بهم على طريقتهم، مثلما يحتفلون بعيد الميلاد وعيد الفصح وغيرها. ومثلما نحتفل نحن بأعيادنا أيضا.

لن أشجب وأستنكر وأصرخ، ولن أنصح بترك الاحتفال بعيد الحب فقد قيل فيه ما قبل. أنا فقط أود أن أضيف أنه من وجهة نظري أن الصواب أن لا يقال عنه اسم عيد الحب بل عيد القديس فالانتاين وبهذا نجعل الأمة تعرف عن طبيعة العيد بشكل أسهل من الشرح المطول. دعك طبعا من أن التسمية العربية فيها شيء من الخبث، أو هكذا سيقول لك المؤمنون بنظرية المؤامرة، لكن إن كنت تشك أن هذه ليست مؤامرة وهذا حقك، فيمكنك بصدق أن تسأل من الذي ترجم كلمة Valentine’s Day إلى عيد الحب؟ أنا لا أعلم، لكن أطلب منك أيضا أن تذهب إلى ترجمة جوجل وتكتب Valentine’s Day أنا متأكد أنك ستندهش من الترجمة ربما تندهش قليلا أو كثيرا…

بالمناسبة، في اللغة الإنجليزية، حرف S هو حرف مِلكية كما تعلمون، ولهذا كانت التسمية Valentine’s Day وليس Valentine Day.ولمن يعرف أسرار اللغات فإن هذا يعني الكثير، يعني أن العيد مخصص بشخص محدد وليس بعموم اللفظ، أي أن العيد مخصص للقديسValentine بشخصه تمجيدا له وليس لكل شخص حامل للاسم أو مستحق للصفة التي اتصف بها القديس فالانتاين.

أعتقد اليوم أنه سيقول الكثيرون أنني انضممت لجماعة الناصحين الذين يتحدثون بغضب وسخط عن عيد الحب. كلا كلا.. لست غاضبا بل أكتب وأنا مبتسم الآن الحمد لله. أنا فقط أردت أن أتحدث عن شيء شعرت به واستنتجته عن….. عن يوم القديس فالانتاين

وحتى نلتقي،،،

مهيب عبد أبو القمبز

باحث دكتوراة في إدارة المشاريع

مدرب دولي معتمد

مانشستر – المملكة المتحدة

حسابي على توتر للإستفادة

صفحة الفيسبوك للاستفادة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى