اسلاميات

في رحاب آية : فيهِ شفاءٌ للناس “آية 69 سورة النحل”

ما خلق الله عز وجل من شيء في هذا الكون الواسع إلا وله غاية يؤديها خلال دورة حياته، حيث يقول جل في عُلاه (ما خلقناكم عبثاً) فكل كائن على هذه الأرض يحمل رسالة أو مهمة يجب أن يؤديها، وتكمل بعضها بعضاً، فجميع هذه العناصر الكونية مهمة ولها دور فعال في إستمرارية الحياة.

 فيهِ شفاءٌ للناس

يقول الله تعالى في سورة النحل (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69))، أذن الله تعالى للنحل إذناً قدرياً تسخيرياً بأن تأكل من كل الثمرات، وتسلك الطرق التي جعلها الله تعالى لها مذللة ، أي : سهلة عليها حيث شاءت في هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة، والأودية والجبال الشاهقة، ثم تعود كل واحدة منها إلى موضعها وبيتها، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل، فتبني الشمع من أجنحتها، وتقيء العسل من فيها وتبيض الفراخ من دبرها، ثم تصبح إلى مراعيها.

النحل والعسل

(يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)، ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة، على اختلاف مراعيها ومأكلها منها، أما قوله (فيه شفاء للناس) أي أن في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم. قال بعض من تكلم على الطب النبوي : لو قال فيه : “الشفاء للناس” لكان دواء لكل داء، ولكن قال (فيهِ شفاءٌ للناس) أي : يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حار، والشيء يداوي بضده.

عسل

وقوله : ( إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) أي : إن في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهامة والاجتناء من سائر الثمار ، ثم جمعها للشمع والعسل ، وهو من أطيب الأشياء ، ( لآية لقوم يتفكرون ) في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها ، فيستدلون بذلك على أنه [ الفاعل ] القادر ، الحكيم العليم ، الكريم الرحيم .

نحلة

وللعسل فوائد كثيرة عرفها الإنسان منذ آلاف السنين، واستخدمه البشر بطرق متعددة سواء كغذاء أو كعلاج على شكل تناوله أو دهنه على موضع الألم والحروق والإلتهابات وغيرها، وما زال العلماء يكتشفون أسرار هذا الشراب العجيب الذي لا حصر لفوائده، ولأن المقام لا يتسع لذكر جميع فوائد العسل فسنقوم بسرد بعض تلك الفوائد التي تم إكتشافها، فالعسل يفيد في الوقاية من أمراض الحساسية الموسمية، كما أنه مفيد للبشرة ومن الممكن استعماله كقناع مرطب للوجه، وكذلك للشعر بعد مزجه مع زيت الزيتون، ومضاد للإلتهاب ويقضي على البكتيريا، ومطهر ومانع للعفونة، ويساعد في علاج الإسهال والإقياء ويزيل تشنجات المعدة ويساعد في علاج القرحة، وينشط الكلى والأمعاء، كما أنه يساعد في شفاء الجروح، ويساعد على تجدد خلايا الجلد ويمنع حدوث الندبات عند وضعه على الجرح، والعسل سهل الهضم لأن السكر الموجود فيه يتحول إلى أنواع أخرى من السكر سهلة الهضم كالفركتوز والغلوكوز.

نحل

كما أن العسل مضاد للأكسدة، وله دور كبير في الوقاية من السرطان وأمراض القلب وتصلب الشرايين، ويحتوي على القليل من السعرات الحرارية الموجودة فيه أقل بحوالي 60% من السكر العادي. ويزود العسل الجسم بالطاقة التي يحتاجها ويقلل من الشعور بالتعب والإرهاق وينظم الدورة الدموية، لذلك يُنصح بأن يكون العسل على مائدة السحور للصائم، ليساعده على قضاء يومه بالنشاط والطاقة كما يُنصح بالتمر أيضاً.

عسل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى