أعود لأكمل الأحداث التي زعمت أنها ستكون مادة خصبة لأحد المخرجين لإنتاج فيلم درامي لا يخلو من ( الأكشن ) ، والآن أقول لإنتاج فيلم ممل يجلب النوم والشخير أيضاً وقد يعتمد كعلاج لمن يعانون من الأرق !!
وكما ختمت سابقاً أبدأ الآن لأؤكد أن القصة من ذوات ( الألف ليلة وليلة ) ، وأن مسلسل التعطيل والتأجيل والتسويف والمرمطة ما زال مستمراً !!
كما ذكرت سابقاً سلمنا أوراقنا كلها يوم السبت ، واتصل علي الطرف الآخر ليعطيني موعداً نلتقي فيه بعد يومين ، ظناً منه أن الأمر دعوة لحضور عشاء أو حفل زواج ! ذهبنا إلى المرور صباحاً وطلبوا منا العودة عصراً مع وعد لنا بإنهاء الموضوع ..
عدنا بعد العصر وقابلنا رئيس الرقباء ، فطلب مجدداً منا العودة في الليل ، ليكون الجندي المسؤول حاضراً ، وعندما هممت بالخروج وصاحبي ، ناداني قائلاً : ( تعال يا السوري ) ، قلبت شفتي تبرماً لنسيانه أن أبي قد سماني ، عدت إليه مع صاحبي ، فطلب منه الخروج ، وقال لي بكل بجاحة بعد أن عقد كتفيه وذكرني بجلسة جميل عازر مقدم قناة الجزيرة : ( أنت قطعت إشارة ) ، بحلقت فيه ورددت بكل بساطة : ( كيف أقطعها وأنا قادم من يمين الإشارة أساساً ؟ ) قال : ( لا إنت قاطع إشارة ، تحلف بالله وعلى المصحف ) ، قلت : ( لا مانع عندي ) ، قال : ( أنت قاطع إشارة يله مع السلامة ) ! خرجت من عنده وقد امتلأت ضحكاً لسذاجته ومحاولته السخيفة بإدارة الموضوع ضدي ..
عدنا ليلاً كما طلب منا حضرة رئيس الرقباء ، فتح معي الجندي المتابع للحادث تحقيقاً مفصلاً ، وبصمت على كل إجابة أجبتها ، وحاولنا الاتصال بالطرف الآخر ولكن لا إجابة ، عدنا إلى المذكور آنفاً ( رئيس الرقباء ) ، الذي بدأ يهدد ويتوعد ويرفع صوته الذي وصل مداه إلى الشارع المقابل ، وهددني مباشرة بالحجز ، ولا أدري لماذا ؟ ولم يكن ليجرؤ على ذلك لكنها محاولة ترهيب ، ثم عفا عني بكريم حلمه ، وهدد بإدخالي إلى الحجز إن عدت إلى المرور مرة أخرى ، لأن لدي موكلاً يكفي بالحضور عني ، فلما رأينا أن الأمور قد وصلت إلى ذلك الحد ، اضطررنا إلى الاستعانة بواسطة ( فيتامين واو ) ، لنواجه به فيتامين واو الطرف الآخر ..
بالفعل يسر الله لنا أحد النقباء الذي كان مشرفاً يوم الحادث ، لم يقصر معنا ، استدعى صاحبنا ( الطرف الثاني ) وولده ، وقاموا بإجراء تحقيق مفصل مع الولد أيضاً ، ثم حكموا بنسبة 75 بالمئة على الطرف الآخر ، و25 بالمئة علي ، وكادت المسألة أن تنتهي ، لولا زعيق الطرف الآخر ونعيقه ، واتهامه لي بقطع إشارة وبسرعة 140 ، ورفض النسبة المقررة جملة وتفصيلاً ، أما أنا فرددت ادعاءاته السخيفة ، ونفيت كل ما اتهمني به ، حاول رجال المرور أن ينهوا المسألة ويدفعونا للتنازل ، فلما رأينا اللعبة التي تجري ، ومحاولة قلب الموضوع علينا ، ومحاولة إخراج الطرف الآخر من المشكلة ، رفضنا التنازل عن أي حق من حقوقنا ، واضطروا إلى رفع الموضوع إلى المحكمة ، وطلب منا الانتظار إلى حين إعطاء رقم للمعاملة ، وتحديد موعد للجلسة ، وهذا ما نقوم به الآن وبكل جدارة ، فقد مضى على الحادث ثلاثة أسابيع ، والسيارة في مكانها في الورشة ، لا يمكننا تحريك قطعة منها إلى تنتهي القضية ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
المفاجأة التي حصلت ، أن مر أحدنا على موقع الحادث بالصدفة ، ففوجئ بأن جندي المرور قد خطط الحادث وذلك بعد أسبوع من وقوعه ، وهذا مخالف تماماً لقوانينهم ، والأمر الآخر أن التخطيط حصل قبل موقع الحادث بأكثر من 20 متراً ، ووضعت مسافة الفرملة أكثر من 15 متراً ، وهذا يعني قلب الموضوع بشكل كامل وإدانتي بالتهمتين ، قطع الإشارة والسرعة بأكثر من 140 كيلو متراً ، رفعنا الأمر إلى النقيب ، وعدنا خيراً وطمأننا أن كل ذلك لن يعتمد ، وأن الموضوع رفع على حقيقته وبالنسبة المقررة من عنده ، وطلب منا أن نصبر يومين لأن في دائرته تلاعب كبير يريد أن يكشفه ، وأظن أن كل ذلك قد توقف بعد أن علم النقيب أن فيتامين واو الطرف الآخر عميد في المرور !!
الآن نحن نقوم بدورنا في الانتظار بجدارة ، ننتظر تحديد موعد للجلسة في المحكمة ، داعين الله أن لا يتأخر ذلك أكثر من هذا ، وسأعود لأكمل أحداث المحكمة إن حصلت ، أو على الأقل أخبركم بخاتمة القصة ( المملة ) !
لكم أطيب التحايا ..
عـبـد الرحـمـن الكـيلانـي
23 / 5 / 1431 هـ