حول العالم

غزة تحت القصف

 تعرض قطاع غزة ليلة الثلاثاء وعلى مدار الأسابيع الماضية لهجمات عنيفة من قوات الإحتلال الإسرائيلي، ولكن ليلة الثلاثاء كانت الأكثر عنفاً منذ زمن إذ كان القطاع المحاصر مسرحًا لغارات جوية، وبرية، وبحرية. واستمرت الغارات حتى الفجر، مثيرة الرعب، والذعر في قلوب المواطنين الآمنين، الذين تناولوا سحورهم على وقع أصوات القصف. واستهدفت الغارات 40 موقعًا من شمال القطاع إلى جنوبه، لكن أكثر الهجمات عنفًا تركزت على خانيونس، ورفح جنوب القطاع. وأصيب أربعة مواطنين جراء هذه الغارات العنيفة، ووصفت جراحاتهم ما بين المتوسطة والخطيرة.

غزة تحت القصف

وجاءت هذه الهجمات العنيفة على القطاع بعد اجتماع المجلس الوزراي المصغر للاحتلال “الكابينت” لبحث سبل الرد على مقتل الجنود الثلاثة، الذين اختطفتهم المقاومة منذ عشرين يومًا. فعثرت قوات الاحتلال على جثث الجنود الثلاثة، في حلحول شمال الخليل، في الضفة الغربية المحتلة. وبدأت قوات الاحتلال بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين في الضفة الغربية، كما قامت بهدم منزلين تدعي أنهما لمنفذي عملية اختطاف الجنود. كما وقامت بتضييق الخناق على مدن الضفة الغربية، مشددة من إجراءاتها الأمنية.

(صور من القصف العنيف على غزة ليلة أمس)

قصف

(فيديو لأحد الغارات الصهيونية من ليلة أمس على غزة)

وتوعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتناياهو بردٍ موجع لغزة؛ لمقتل الجنود الثلاثة، حيث اتهم حركة حماس بالوقوف وراء عملية اختطاف الجنود، وقتلهم. ولم تقف التهديدات عند هذا الحد بل هدد وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان بإعادة احتلال غزة. وشهد اجتماع الكابينت خلافًا كبيرًا حول سبل الرد على عملية اختطاف اجنود، واستمرار إطلاق الصواريخ من داخل قطاع غزة. ومن المنتظر أن يعقد الكابينت جلسة طارئة مساء اليوم لبحث سبل الرد، بعد فشل المحادثات يوم أمس.

قصف غزة

أما بالنسبة للنقل العالمي الخاص بوكالات الأنباء الدولية المتعلق بما يحدث في غزة فقد كان على النحو التالي، علّقت وكالة رويترز على ما حدث قائلةً “إسرائيل قامت بغارات جوية على غزة بعد العثور على جثث المراهقين -الجنود- الثلاثة”، أمّا في جيروزلم بوست فقد تجاهلت ذكر الهجمات الصهيونية واكتفت بنقل توّعد المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه الإعتداءات وقيام المقاومة بضربها لمصنع صهيوني وكتبت على لسان حماس “الهجوم على غزة سيفتح أبواب الجحيم على إسرائيل”

ويرى محللون أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة ماضية في طريقها، متوقعين استهداف أماكن حيوية، وشخصيات بارزة؛ ما يثير قلق الغزيين لشن حرب جديدة على غرار حرب “الرصاص المصبوب” عام 2008، وحرب “عامود السحاب” عام 2012، واللتين خلفتا 1400 شهيد، وآلاف الجرحى. ولا ينفك الاحتلال في شن حرب نفسية ضد سكان القطاع بتلويحه مرات عديدة بتوجيه ضربة عسكرية محتملة.

(صورة من حرب 2008 التي استعمل فيها الفسفور المحرّم دوليّاً ضد أهالي غزة)

حرب 2008

ويعاني سكان قطاع غزة من أوضاع معيشية صعبة حيث الحصار الخانق المفروض منذ ثماني سنوات، وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية؛ ليكون سجنًا مفتوحًا. وخلف الحصار تبعاته على المواطنين حيث الفقر، والبطالة التي وصلت إلى أكثر من 60%. كما ويعاني القطاع من أزمة وقود خانقة تؤدي إلى تعطل حركة النقل والمواصلات.

نقص الوقود

وحذرت سلطة الطاقة في غزة من توقف محطة الكهرباء الوحيدة التي تمد القطاع بالتيار الكهربائي ما لم يتم ضخ الوقود الكافي لتشغيل المحطة، حيث لم يسمح الاحتلال بإدخال كميات كافية عبر معبر كرم أبو سالم؛ الأمر الذي سيفاقم معاناة سكان القطاع في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأجواء الرمضانية. ومن الجدير ذكره، أن التيار الكهربائي يأتي بشكل جزئي لسكان القطاع منذ أن تم ضرب محطة الكهرباء عام 2006.

قطع الكهرباء

وفضلًا عن ذلك، يعاني القطاع من أزمة مياه حادة، إذ أفادت مصلحة مياه بلديات الساحل أن 95% من مياه قطاع غزة غير صالحة للشرب، بعد قيام الاحتلال بتحويل مياه الآبار الجوفية، وضخ مياه الصرف الصحي، ومياه البحر إلى الخزانات الجوفية التابعة للقطاع. وتحذر سلطة البيئة من أن العام 2016 سيكون عامًا كارثيًا بعد توقعات بجفاف المياه من الخزانات الجوفية.

نقص المياه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى