الحمد لله القهار ، والصلاة والسلام على المختار ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
9 أيام من حرب بلا هوادة قصف بلا هدوء ، ليل غزة كنهاره ، أشلاء هنا وهناك ، تقتيل وتجريح وتدمير ، كل ذلك لم يكفي العدو الصهيوني ، أكثر من 485 شهيد و2250 جريح ولم يكتف العدو الصهيوني ، كل هذه الدماء والأشلاء لم تكف إخوان القردة والخنازير ، قصف وتدمير 11 مسجد ولم يكتف إخوان القردة والخنازير ، قتل أكثر من 10 أفراد من عائلة الشهيد نزار ريان ولم يكتف إخوان القردة والخنازير ، دمار وهلاك وظلم واستبداد ولم يكتفي …
هاهي غزة كما توقعنا منها ترينا أجل معاني الصمود والإباء والعزة ، ها هو القصف يجري بلا هوادة ومئات الصواريخ من غزة تسقط على الأراضي المحتلة ، ها هو الجيش الإسرائيلي يتراجع من إعلانه أن هدفه من الحرب القضاء على حماس إلى أن يعلن أن هدفه تقليل الصواريخ الساقطة على المغتصبين ، ما أجل وأعظم تلك المرأة التي سألها أحد المراسلين بعد أن قصف ودمر وسوي بيتها مع بيت الشهيد البطل نزار ريان عن مشاعرها فقالت : ( والله إني معتزة ببيتي ، وبيتي على راسي ، وبقف قدامه وبكل فخر ، وأنا مرفوعة الراس ، وبفتخر فيه ، الآن أنا مشردة والحمد لله ، بيتي انقصف والحمد لله ، ولن نستسلم ، وحنضل مرفوعين الراس ) ، فالله أكبر ، الله أكبر0
فأين وعود الجيش الإسرائيلي بتدمير حماس ، أين وعوده بإيقاف الصواريخ ، أين وعوده بردع المقاومة ، لم نرى منها شيء سوى أوهام ، نعم قد هزم الجيش وربما لم تبدأ المعركة الحقيقية بعد ، هزم بتضامن إسلامي عالمي مع أهل غزة ، هزم باستمرار انطلاق الصواريخ وحتى أثناء القصف ، هزم بأنه أمر بتجهيز ملاجئ في تل أبيب تحسباً لوصول الصواريخ إليها ، هزم وهو بأعتى طائرته ودباباته ، هزم وهو بأحدث أسلحته ورشاشته ، هزم أمام شعب لا يملك إلا أسلحة تقليدية خفيفة وبضع صواريخ ولكنه يمتلك الإيمان ، ها هو لا يستطيع التقدم أمتار قليلة في غزة ويثخن في جنوده المقاومون الأبطال ، فالله أكبر …
وها نحن نشهد التآمرات والخيانات ، فمن اتحاد أوربي يقول عن الدخول البري للجيش الإسرائيلي أنه دخول دفاع لا دخول هجوم ، إلى رئيس أمريكي يرى أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها ، ومن أمم متحدة تطلب إيقاف النار إلى رئيس يطلب من إسرائيل تجنب القتلى المدنيين ، من حكومات عربية لم تحرك ساكناً ، إلى حكومة مصرية تقول أنه ما دامت غزة ليست بيد السلطة فلا يمكن ترك المعبر مفتوحاً ، وتمنع حتى المساعدات الإنسانية من الدخول وما يزال مسلسل المؤامرات والخيانات مستمر …
ها هي المسيرات المليونية تخرج في كل مكان ، تعبر عما في قلوب المسلمين لأهل غزة ، تعبر عن فخرنا بأهل غزة ، تعبر عن تضامننا معهم ، وعن تمنينا أن نفديهم بأنفسنا وأرواحنا ونكون معهم ، ها هي المظاهرات والاحتجاجات تعبر عما في قلوبنا لأهل غزة ، وها هي التبرعات تعبر عن بعض ما نريد أن نفديه لأهل غزة …
يا أهل غزة ، يا أهل الصبر ، يا أهل الرباط ، اعلموا أنه ليس بعد العسر إلا اليسر ، واعلموا أنه لا بعد الشدة إلا الفرج ، واعلموا أنه بعد سواد الليل يأتي الفجر ، وبعد الصبر تأتي الثمرة ، وصدق من قال :
ضاقت فلما استحكمت حلقاته ….. فرجت وظننتها لا تفرج
يا أهل غزة اصبروا وصابروا ، وهنيئاً لكم الأجر والمثوبة ، وهنيئاً لكم العزة والرفعة ، يا أهل غزة هنيئاً لكم فقد قال الله 🙁 إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ) ولكن ( ترجون من الله ما لا يرجون ) ، هنيئاً لكم قوله تعالى 🙁 إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) فهنيئاً لكم …
تحية إلى أبطال المقاومة ، تحية إلى القسام ، تحية إلى حماس والجهاد ، تحية إلى كل المقاومين أقول لكم (( وإن جندنا لهم الغالبون )) ونحسبكم كذلك …
إلى أبطال حماس والقسام والمقاومة ، إلى أحفاد الياسين والرنتيسي وشحادة وعياش ، نسأل الله أن ينصركم ويثبت أقدامكم ، نعم لقد ألغيتم فكر ة الجيش الذي لا يقهر ، نعم لقد نزعتم الخوف من القلوب من هؤلاء الجبناء ، نعم لقد أثبتم أنكم بصواريخ بدائية تهددون تل أبيب ، وأثبتم أنكم بالحجارة والأسلحة البسيطة تدمرون جيشاً ، نعم نحسبكم ممن قال الله فيهم 🙁 إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ) ، فرابطوا واستمروا في جهادكم ، ومقاومتكم ولا يثنيكم المنافقون المثبطون الذي قال الله فيهم 🙁 يقولون لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) ، يا أسود الجهاد والرباط ، نسأل الله أن ينصركم ويأيدكم ويثبت أقدامكم وينصركم على عدونا وعدوكم …
تحية إلى فارس الجهاد الإعلامي في هذه الحرب ، تحية لقناة الأقصى المباركة ، تحية إلى القناة التي لا تستلم ، ضربت مكاتبها في أوائل أيام الحرب ولكنها استمرت ، زلزلت روح العدو النفسية ، زلزلت روح العدو بلقاءاتها وفواصلها ، ضربت ولا يزال بثها مستمراً ولم يستطيعوا إخراس صوتها لأنه صوت الحق ، حاول العدو اختراقها وبث فواصل تحريضية ضد قادة حماس ولكن ذلك لم يثنيها ، بل بادر أبناؤها باختراق إذاعات العدو ومواقع صحفه واخترقوا القناة الثانية والعاشرة الإسرائيليتين ، فالله أكبر …
يا أيها المسلمون ، لقد أسر وأبهج أهلنا في غزة ما رأوا منكم ، سرهم مظاهراتكم ، سرتهم دعواتكم ، سرتهم تبرعاتكم ، ولكنهم ينتظرون المزيد ،أملهم في الله ثم في أمتهم ، فلا تخذلوهم ، لا تفتروا من الدعاء لهم ، فلعل دعاؤكم يفرج عنكم ، ووالله لدعاء مسلم مخلص أفضل من ألف مدفع ورشاش ، ادعوا لهم في صلواتكم وسجودكم ، ادعوا لهم في أوقات الإجابة ، ادعوا لهم قبل إفطاركم لعلكم تشاركونهم الأجر ، وتكونون كأنكم معهم …
اللهم انصر المقاومة في غزة ، اللهم انصر المقاومة في غزة ، اللهم انصر المقاومة في غزة ، اللهم انصر القسام وإخوانهم ، اللهم كن عوناً لهم ، اللهم اجمع شملهم ، وقو سواعدهم ، وسدد صواريخهم ، واربط على قلوبهم ، وثبت أقدامهم ، وأنصرهم على عدوهم ، اللهم اشف جرحاهم ، وارحم شهدائهم ، اللهم دمر اليهود فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اقلب غزة عليهم ناراً وجحيماً ، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم ، اللهم إنهم تعدوا على إخواننا وقاتلوهم براً وبحراً وجواً فلا تدع لهم طائرة إلا ألا أسقطتها ، ولا دبابة إلا فجرتها ، ولا سفينة إلى أغرقتها ، اللهم مزق قلوب جنودهم ، اللهم مزقهم قلوبهم بالرعب ومزق أجسادهم بالقتل يا قوي يا عزيز …
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الفقير إلى ربه :
عبد الرحمن الكيلاني
7 / 1 / 1430 ه