غزةُ .. أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..

غزةُ .. أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..

المؤمنونَ على عناية ربهم يتوكلون *** لا خوف يُرهبُهم ولا هُم في الحوادثِ يحزنون
قصفٌ وتقريع .. وحصارٌ وتجويع .. وإبادةٌ وترويع .. وغزةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..
اِشتعلتِ الحرائق .. وانكشفتِ الحقائق .. و اجتُثَّت شجرةُ الصهايِنةِ الخبيثة من فوقِ ِالأرض ِ .. وغزةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..
في غزة يُقذَفون بالصواريخ والقنابل ، فتتمزق الأشلاء .. وتتناثر الأعضاء .. وتسيلُ الدِّماء .. وغزةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء .. يُثبِّتَ الله الذينَ آمنوا بالقولَ الثابتِ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة

أنا غزّةٌ أنا عزّةٌ أنا نخوةٌ وأنا الإبا
وأحبّتي يُتخَطَّفون , وزدْتُ زِدْتُ تصلُّب

حينما لا تُحرِّك الدولُ والحكومات ساكناً أمام الصلَف الإسرائيلي .. فإن غزَّة ستظلُّ ثابتةً صامدة – بإذن الله – أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء .. وما النصرُ إلاَّ من عندِ اللهِ العزيزِ الحكيم .
اِنكشفَ القِناع .. وتبجَّح الرّعاع .. وظهرت سوآتُ المُتكلِّمينَ بلسانِ العدوّ .. وتباينت آراءُ المتلطِّخينَ بدماءِ الأبرياء .. وغزةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..
كوابيسٌ في ظلام ، وظلماتٌ من فوقها خيانات ، أشلاءٌ مرمية .. ودماءٌ مُستباحة .. وغزةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..

تآمروا على حماس .. فقال قادتُها : لا مِساس .. والتجئوا إلى ربِّ الناس .. ثم جابَهوا هذا العدوّ الخنَّاس .. [ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ .. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ] .. وبقِيت غزة .. أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..

لن أستكين فقطّعوا لحمي ومن قلبي اغرفوا
أنـا غـزّةٌ أمُّ الرجـال بـعزِّهمْ أتشرّفُ

أيُّها المؤمنون .. إن غزةَ أثبتت للتاريخ أنها ملحمةٌ في الثباتِ على الحقِّ والهُدى والعِزَّة ..
يا أمة الجسد الواحد .. إن بعضاَ من جسدكِ في غزة يُستباح الآن .. فأين رجالكِ ؟ أين الغيورون من أبنائكِ ؟ ( وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) .
ويا أهل غزة .. سيأتي الفرَج .. فلا يكن في قلوبكم وأنفُسِكم حرج .
يا أهل غزة .. سوفَ تشرقُ شمس الحريَّة والحقِّ والعدل بعدما غابت سنواتُ وسنوات .. وستبقى غزةَ – بإذن الله – أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء ..

يا غزة القسَام ويا غزَات تنتظر *** النصرُ يأتي بميعادٍ من القدرِ
حين يرى الله جند الحق قد وفُوا *** بعهد ربي فتأتي مشيئةُ الأمر
بقول كن من الجبار يندبه *** فتذعن الأكوان لخالقها بلا نَهَرِ

أخيراً : اللهُمَّ فمن شنَّ على غزَّة والمُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه .. ونكِّس رأسَه .. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه .. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه .. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عيناً فافقأ عينيه .. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه .. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه .. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه .. ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين ..

اللهمَّ وانصُر المُجاهدينَ في سبيلِكَ في كُلِّ مكان .. اللهمَّ اشفِ بنا وبِهِم صدورَ قومٍ مؤمنين .. عاجلاً غيرَ آجلٍ يا ربَّ العالمين .. اللهمَّ ورُدَّ عنهم كيدَ الأشرار .. وشرَّ الفُجَّار .. وشرَّ طوارِقِ اللَّيلِ والنَّهار .. واحفظهُم من كُلِّ سوءٍ يا ربَّ العالمين .. واجعل أعمالنا وأعمالهم خالصةً لِوجهك .. واختِم لنا ولَهُم بشهادةٍ في سبِيلك .. خالصةٍ لِوجهِك .. بعدَ نِكايةٍ ونصرٍ على عدوِّك .. شهادةً كَمَسِّ القرصةِ ثُمَّ الجنة ..

سُبحانَ ربِّكَ ربِّ العِّزة عمَّا يصِفون .. وسلامٌ على المُرسلين .. والحمدُ لله ربِّ العالمين ..

بقلم : عبد الرحمن بن محمد السيد
الخميس 12/1/1430

Exit mobile version