طقوس رمضان في المغرب المعربي (22 صور)

تتميز بلاد المغرب العربي بطقوسها الرمضانية الخاصة، ويحظى شهر رمضان باهتمام خاص من المغاربة يتجلى بحفاوة استقباله، والحرص على الإعداد له قبل شهر من قدومه. تتشابه بلدان المغرب العربي في كثير من العادات، والطقوس، والأكلات الرمضانية؛ ليدل على عمق التواصل الجغرافي، والتاريخي، والشعبي لهذه الدول. ونحن اليوم على أعتاب رمضان، نصحبكم بجولة إلى دول المغرب العربي، للتعرف على عادات كل بلد في استقبال الشهر الكريم.

طقوس رمضان في المغرب

“عواشر مباركة”، بهذه الكلمات يهنئ أهل المغرب بعضهم البعض بقدوم شهر رمضان، والتي تعني “أيام مباركة”. وعلى أنغام أصوات المدافع، وزغاريد النساء يستقبل المغاربة شهر الطاعة. وكالمعتاد، تجهز النساء في المغرب ألذ الحلويات استعدادًا لاستقبال سيد الشهور. تكاد شوارع المدن المغربية لا تنام، حيث تبدأ السهرات، والاحتفالات الرمضانية بعد صلاة التراويح، وتستمر حتى الفجر.

تزدان شوارع المدن المغربية بأبهي حللها، وتحرص النساء على تزيين البيوت لتبدو بأجمل حالاتها، ويحرص المغاربة على أداء الصلوات في المساجد، خاصة صلاة التراويح حيث تكتظ المساجد بروادها فتمتلئ المساجد عن آخرها. ويستمر الجدول الديني من الفجر حتى آخر الليل، فتنظم المساجد بعد صلاة الظهر حلقات دراسية، ويخصص وقت صلاة العصر لقراءة القرآن بشكل جماعي.

مسجد الحسن الثاني

وهناك عادة بدأت عند المغاربة وهي اختيار أئمة المساجد قبل رمضان، والذين سيصلون بالناس أيام رمضان. ولصلاة التراويح قدسية كبيرة في نفوس المغاربة، حيث يحرصون على صلاتها في مسجد الحسن الثاني؛ حيث يتهافت الناس من كل المناطق لأداء صلاة التراويح خلف الإمام “عمر القزابري” الذي تم تصنيفه من أهم 50 شخصية مغربية مؤثرة. وتشهد مساجد المغرب في رمضان إقبالًا لا نظير له، حيث تقدر وزارة الأوقاف المغربية نسبة الإقبال على المساجد في رمضان بـ 45%. وتعج المساجد بالمصلين حتى أن المساجد لا تكفي للمصلين، فهناك حاجة ملحة لزيادة عدد المساجد، والتي يبلغ عددها 33232.

يوجد تقليد سائد في المغرب “الدروس الحسنية الرمضانية” وهو تقليد لملك المغرب الراحل الحسن الثاتي ، وهي دروس تلقى أمام الملك لأهم الفقهاء والخطباء في العالم. ولا يزال الملك محمد السادس يقتفي نفس خطى الدروس الحسنية، والتي تقام في القصر الملكي، أو في مسجد الحسن الثاني.

وتزداد الزيارات الاجتماعية لصلة الأرحام، حيث يجتمع الأولاد المستقلون المتزوجون في بيت العائلة، أو ما يسمونه بـ “البيت الكبير” أيام الجمعة في رمضان. وهناك تقليد جميل في رمضان حيث يحتفي الأهل بأول صيام للأطفال في رمضان، تعزيزًا للقيم الإيمانية، والشعائر الدينية.

تزخر المائدة الرمضانية في المغرب بأشهى المأكولات، والتي هي جزء من التراث، وتقدم النساء عند الآذان التمر، والماء، والحليب، ويتناول المغاربة بعد صلاة المغرب “الحريرة” وهي حساء شعبي مغربي تقليدي ارتبط برمضان، وهو الطبق الأساسي في رمضان، وتقدم العجائن، والحلويات، والشبكية أو ما يعرف بالمشبك، وأما الوجبة الدسمة فتكون بعد صلاة التراويح، ومن أهم الأطباق: طاجين، والكسكس، والسفوف، والبريوات، والشاي بالنعناع.

طاجين مغربي

كسكس مغربي

الشبكية

طقوس رمضان في الجزائر

يستقبل الجزائريون رمضان بحفاوة شديدة، حيث يبدأون بالتجهيز له قبل شهر من قدومه، حيث يخصصون ميزانية لشراء الحاجيات المختلفة لرمضان كالزيوت، والتوابل، والتمور، استعدادًا لصناعة ألذ المأكولات الذي يشتهر بها المطبخ الجزائري. كما وتبدأ النساء بإعادة ترتيب المنازل، وشراء الأواني الجديدة، والأغطية، وطلاء المنازل مرة أخرى. وتنتشر البسطات التجارية التي تبيع لوازم رمضان مثل المفارش، وأغطية السفرة، والقدور، والطواجين، والخبز التقليدي، والحلويات المختلفة.

 وللجزائريين طرقهم الخاصة في استقبال رمضان، فيطلق الجزائريون على الفترة التي تسبق رمضان “ريحة رمضان”، وتبدأ النساء بإعادة ترتيب المنزل، وتنظيفه، وتنظيمه بما يسمى ب “التغيير الموسمي”. ويعاد طلاء جدران المنازل، وتجهز غرفة “بيت القعاد”، التي يتم استقبال الضيوف فيها. وللجزائريين طرق متنوعة لإشهار دخول وقت المغرب إيذانًا بالإفطار حيث يتم النفخ في بوق باتجاه التجمعات السكانية، كما ويستخدمون آلة تسمى “لاسيران” وهي آلة نفخ تحدث أصواتًا عالية للتنبيه بدخول وقت المغرب. وتعمر المساجد بآيات الذكر الحكيم طيلة الشهر الفضيل، وتبدأ الدروس الدينية في شهر شعبان. وتعج مساجد الجزائر بجموع المصلين طيلة أيام الشهر الفضيل.

مسجد الأمير عبد القادر الجزائري

ويعد شهر رمضان فرصة للتقارب الأسري والاجتماعي، حيث تجتمع الأسر على موائد الطعام؛ لتكون فرصة لتقوية الأواصر الاجتماعية. ويوجد تقليد يسمى “التويزة” وهي سهرات عائلية رمضانية، كما وتحتفل العائلات الجزائية بأول صيام لأبنائهم بمشروب يتكون من الماء، والسكر، والليمون، ويوضع خاتم فضة، أو ذهب فيه بحضور الأقارب. واشتهرت في رمضان عادة ختان الذكور، والتي أصبحت تقليدًا هامًا للجزائريين في رمضان.

ويبدأ الجزائريون الإفطار بتناول الحليب، والتمر، والماء، وبعد الصلاة يتناولون شوربة الحريرة، والبوراك، ويتم تناول الوجبة الرئيسية بعد صلاة العشاء “الطاجين” والذي يتكون من البرقوق المجفف ولحم الغنم والخضار، والبربوشة، والشخشوخة، والكسكي، وأما الحلويات فتشتهر الجزائر بالمقروط، وقلب اللوز، والزلابيا، والشاي، والقهوة التي لها طقوس خاصة.

طاجين برقوق

البوراك الجزائري

قلب اللوز

طقوس رمضان في تونس

يعلن أبو طبيلة أو ما يسمى بـ “المسحراتي “عبر قرعات طبله عن قدوم شهر رمضان، ويتولى أبو طبيلة مهمة إيقاظ الناس على السحور، وهو تقليد اعتاد عليه التونسيون. ويبدأ الاستعداد باستقبال الشهر الفضيل بتزيين المساجد، وتزيين مآذانها بالمنارات. وتشهد الأسواق قبل قدوم رمضان إقبالًا غير معهود لتجهيز البيوت بمستلزمات رمضان، وبأواني الطبخ النحاسية، والقدور.

توجد في تونس عدد من العادات خلال رمضان، حيث يستقبل التونسيون رمضان بما يعرف بـ “يوم القَرش”، حيث تعد النساء أجود أنواع الحلويات. ويحرص التونسيون على إقامة سهرات السلامية، وهي سهرات تنشد فيها الأناشيد والأهازيج الدينية. كما ويحرص أهل تونس على الزيارات الاجتماعية، وإقامة الموائد الرمضائية التي توطد الأطر الاجتماعية.

وليوم 27 رمضان خصوصية في تونس، فيجري الاحتفال بعدد من المناسبات، أولها: “المُوسم”، وهو اليوم الذي يخصص لمباركة الخطيب لخطيبته، فيهديها أجمل الهدايا. كما ويحرص التونسيون على ختان أطفالهم في هذا اليوم العظيم، كما ويحتفلون بالصيام الأول لأبنائهم.

جامع الزيتونة في تونس

تعج أسواق تونس في رمضان بالناس الذين يبدأون بالتبضع في شهر شعبان، ويستقبلون الشهر “بيوم القرش”، حيث تتفنن النساء بصناعة أجود أنواع الحلويات، وتتفنن المخابز بصناعة أنواع مختلفة من الخبز بـ” البسباس” و”السينوج” أي حبة البركة. وأما عن أهم أكلات رمضان، فهي: طاجين اللحم، والبوراك، والسلطة المشوية، وعن الحلويات، فتشتهر تونس بالزلابية، والمقروض، والمخارق.

طاجين تونسي

المقروض

المخارق التونسية

Exit mobile version