بسم الله الرحمن الرحيم
اسعد الله يومكم بالمسرات
اعود إليكم بعد انقطاع طال بعض الشي
بخاطرة من نثر قلمي بعنوان
(ضجيج الذاكرة )
واتمنى ان ينال استحسانكم طرحي..
*
*
*
ضجيج الذاكرة … يؤرقني ..
ينهكني ،،،
كلما همت ذاكرتي بالدوار … كما هو عرض الأفلام ..
صورا تترى … الواحدة تلوى الأخرى ،،،
صور أخبؤها بين صفحات الحياة ..
أدسها هنا وهناك ،،
أحاول تجاهلها … لعلي أنسى ..
فتطرق بشدة ..
كما طرق المطرقة على السندان ،،،
فتضج بحلاوتها ومرها …
كما هدير قطار على سكته ،،،
تعلن قدومها كهزيم الرعد … في ليالي الشتاء ..
البرودة تجتاح الأرجاء …
لا فائدة من الاختباء ،،،
وان اجتهدت في المراوغة … أو الإلهاء ،،،
فتبدأ ذاكرتي كما الرحى …
تطحن من دون …
تواني أو كسل ،،،
فأتذكر وجوهاً كان لوجودهم روعة المكان …
وطيب الجمع ،،،
فضحكاتهم مازالت تهز وجداني …
فأرسم بسمة خافتة على ثغري …
لعلي اقتبس من ذاك الزمان …
خلسة بعض ثوان ،،،
سرد حكاياتهم …
مازلت اذكرها بتفاصيلها … دقها وجلها …
أكررها كما طفلا أعجبته قصة قبل المنام ،،،
إيماءاتهم … سكناتهم … حركاتهم ،،
كنت ارقبها … أحفظها …كما صغير يجتهد لتعلم ،،
من كل شي …
ليهتف له أحسنت ،،
اختزل في ذاكرتي كل شي به بصمة …
أو رسم عابر …
المهم فيه أثر لهم ،،
أحب زيارة أماكن كنت معهم فيها ذاك الزمان …
لعلي أشم رائحتهم مع عبور نسيم المكان ،،
فأجر خطاي في طرقات سلكناها …
ارقب أشجارها … بناياتها … أرصفته …
وحتى رسم خطوط المرور ،،
أتحسس مقاعد تشاركناها …
فطاب المقام ،،
وأهِم بطلب ما كنا نرتشف … لعلي أجد سلوتي …
في إعادت الذكريات …
مع مرارة القهوة ،،
فأنصت لكل شي … لعلي اسمع صوت عابر
يذكرني بشيء منهم …
قد خذلتني ذاكرتي بطيه مع الأيام ،،
أتشبث بكل شيء …
المهم أن يبقى منكم أي شيء ،،
فقد تشاركنا في كثير من وعود … ورسم للعهود
لأيام كنا نحسب أن لنا موعد معها ،،
فكان للأيام …عهود … ووعود خلاف ما لنا ،،
فلا استطيع عتابكم …
لإخلافكم الوعود …
ونقضكم للعهود ،،
لأنكم تركتموني …
لوحدي …
من دون سابق إنذار …
أو تنبيه ،،
تركتموني …
بقايا إنسان …
يقتات على ضجيج ذاكرته …
يتجرع ألم مرارة رحيلكم ،،
فليس له حيله سوى أن …
يرقب ما بقى منكم من رسم الذكريات …
ويرتاد أماكن جمعتكم به عدة مرات ،،
فأي درجات الهذيان …
أوصلي رحيلكم ،،
ففي كل مره بعد أن تنهك ذاكرتي …
من الدوران كالإعصار ،،
التقط أنفاسي المتعبة …
فمشهد ضجيج ذاكرتي دائما يعيد الكرة ،،
اطرق رأسي …
في زاويتي المعتادة ..
لألتقط قهوتي المرة …
مزجت بملوحة دمع مدرار ،،
منذ المشهد الأول لضجيج الذاكرة …
كما هو الحال كل مرة ،،
فأي هذيان …
و عذاب ،،
وأي ألم …
أحب أن أكرره لنفسي المنهكة …
من ألم الرحيل ،،
فهل للعذابات حلاوة التكرار ،، !!
ولكم مني اطيب تحية معطرة برياحين
بقلم أخيتكم
عابرة سبيل
أم عمر