رسائل المجموعة

[ صديقي ] .. المخلوق ( بلا ) روح !! ..

رائحة المعقمات تكاد تخنقني ، سئمت هذه الأجواء !
كيف يصفونها بـ المُطهرات .. أيعقل أن تخنقنا مطهرات ؟؟ .. عجباً ما هذه التناقضات ؟!
ألا يكفي المرضى ( ألآمهم ) لمَ لا تُراعى مشاعرهم .. أم هيَ فقط شعارات ؟

تعبت السير في هذا الممر الطويل .. كيف لا وأنا لا أسير فيه وحيداً !
فـ القدر ألزمني بـ هذا المخلوق .. بلا روح !!
ربما .. كانت له ( روحاً صامته ) .. فـ جسدي الساكن / روحاً لـ هذا (( الكرسي المتحرك )) !
كيف لـ هذه ( الآلة ) البدائية الصنع أن تفعل ما أعجز عنه أنا ( الإنسان ) أكرم مخلوقات الله ؟!

كان لزاماً عليّ السير في هذا الممر الكئيب ..
فـ هناك من ينتظرني في مكان ما في آخره ، من قُدر لهم في هذا الحياة ( الكذب )
على أمثالي بـ أسم ( الأمل ) أو ( العلاج ) !
تعددت الأسماء لـ هذا الكذب الواحد ، جسدين إحداهما ( أنــا ) و الأخر ( كرسيِ لعين )
كرسي لا أساوي بدونه شيء !!

عقدين من الزمان وأنا لست بشرياً بدونه .. لست رجلاً بدونه !!!
كل هذا اليأس وهناك من يستقبلني بـ وابل من الكذب كـ ( الرصاص ) يخترق راسي المليء
بـ كذب الأمس و قبل الأمس و قبل شهر و قبل سنه و قبل عقد و عقدين !!
لـ كذبهم مصادر مختلفه ، وطرق عرض متعددة ..
وأنا التعيس وهذا الكرسي الأفضل حالاً مني ، أصغي لهم كـ ( الطفل ) و حكاية ( علاء الدين ) وذلك
المصباح الذي لا يعرف المستحيل !!
الفرق بيني و بين ( مصباح علاء الدين ) ، هو هذا (( الواقع )) الذي أعيشه !!

نعم هو كذب ، ولكني بـ حاجته كل يوم ، وأتحمل مشقةً كبيرة من أجل الوصول إليه
بل اقضي ساعات من الليل منتظراً بـ شغف تلك اللحظات التي أسمع فيها الكذب ؟!
ربما كان ( سحراً ) ، لا أدري ولكني أشعر بـ الراحة ، حتى وأنا أعرف تماماً بأنه
كذب !!

القليل من الأمل أحصل عليه بعد عناء وجهد ، كي أعود ثانيةً إلى غرفتي
وأبداً مجدداً انتظار الغد ولكن ليس للأفضل ، بل أنتظر الغد لـ كذباً آخر !!
أي حياة تلك التي تعيشها وأنت تسمع ( الكذب ) ، وأي وقت ذاك الذي تقضيه
وأنت تنتظره بـ جنون ؟!

ها أنا أيضاً أعتق صمت التلفاز ، لا غير الكذب أشاهدة في نشرات الأخبار ، حتى ( شريط )
الأسهم مليء بالكذب الأحمر المميت .. هل حقاً هناك من يموت بسبب الكذب ؟!
قضية فلسطين ، وصديقي الكرسي المتحرك وجهان لـ كذب واحد فأنا لن أعيش بدون الكرسي
وفلسطين لن تعيش بدون إسرائيل العدوة .. هل أصبح الكرسي كـ إسرائيل ؟
اعتذر أيه الكرسي الحبيب فمهما بلغ كرهي لك .. فـ أنت أكرم من إسرائيل !!
ولكن لا أخفيك بأني أكرهك فعلاً !!

كم أحب السهر على أضواء الشموع ، الشموع أكثر إخلاصا من تلك الأضواء الباهظة الثمن !!
التي تستغل حاجتنا لها ، وتأخذ مقابل خدمتها لنا ..
بعكس تلك الشمعة التي لا تأخذ منا سوا ( احتراقها ) من أجلنا !!
ولا تستغلنا سوا أنها ( تُنير ) لنا عتمة الليالي ..
فرق كبير بين الضوء الذي ( نشعله ) بأيدينا .. وآخر بـ ( لمسه ) يضيء !
كم أقدرك يا شمعتي .. وكم أقدر التضحيات .. تماماً كـ هذا الكرسي المتحرك !!
ما الذي يجبره على حَمل هذا الجسد الميت ؟ كم أنا مدين لـ ( كرسي ) !!
هل أنا مدين لك ؟ أم أنا أكرهك ؟ .. المهم أن كل هذه التضاربات التي تقودني للجنون
هي من أسباب وجودك معي … وها أنت تقودني للجنون بـ سرعه !!

كم أقضي الليل وأنا أتمنى أنا ( أتأمل ) .. واقفاً ، ما هو خلف تلك النافذة !
هـ أنا أتأمل فعلاً ولكن لست واقفاً ، ياترى ماهو الفرق بين الوقوف ، والجلوس ؟
و كم هو الوقوف سهل عند الكثير من الأصحاء ؟ وكم هو ( حِلم ) عند أمثالي ..
كيف هو الشعور بـ تعب الوقوف ، الذي يُلزمك على الجلوس ؟
أمنياتي بسيطة عند البعض .. و ( المستّحيل ) بكل معانيه لديّ !

أعين الناس ، كم تحمل من مشاعر وخفايــا ؟
أحقاً للأعين لغات ؟ حقا لا ادري .. فـ أنا لا أرى سوا نظرات ( الشفـقة والعطف ) !
كم هو مؤلم أن تتوحد لغات أعين جميع البشر أمامي ..
تماماً كـ حياة ( الناطق الوحيد ) بين .. مليون صامت !!

الكل يبتسم لي =)
أيعقل بان الجميع أصبح يعرف قيمه الابتسامة ؟ هل بات الجميع بـ سعادة
حتى أراهم صباحاً بـ ابتسامه ؟ أم هي أيضاً ابتسامة شفقه على مصابي الكبير ؟
عجباً كيف تُقابل ( المصائب ) بـ ابتسامات ؟!

أصابع الصغار تشار نحوي !!
وعلامات استغراب على محياهم البريء .. هو السؤال الذي لا أشك في اجابته !!
س/ ( ماما ؟ ليه هذا كذا على كرسي ) .
ج / ( حبيبي .. هذا مريض لاااا تطالع فيه ) .
وبسرعة .. تُدار عينّـي الصغير عن ( حقيقتي ) أو ربما ( العار ) الذي أصابني !!
هل أصبحت بـ هذا السوء حتى تُحجب عني الأبصار ؟
ترى .. من أنا وهذا الكرسي بـ أعين ذلك الطفل ؟
كل شيء حولي .. ظالم !
كل شيء حولي .. مظلم !ألا يكفيني مصاحبة هذا الكرسي ، طيلة عقود من حياتي ؟

كل هذه الاسئله ..
و الكم الهائل من التناقضات .. ماهي إلا ( قطرة ) // من تلك الفيضانات الحارقة بداخلي كل يوم ..
والتي بدأت تعطي ثمارها على جسدي ، فلم يعد ( عقلي ) وحدهـ ..قادراً عليها !

فـ شحوب وجهي الذي أصبح قناعاً يخفي خلفه وجهاً ( بلا ملامح ) ، وجهاً ما زلت أبحث فيه عن
عن تلك ( الحواس الخمس ) التي أسمع و أقراء عن وجودها عند البشر .. ولا أجدها عندي !!

و ارتعاش أطرافي ( عفواً ) ارتعاش يداي فقط .. هو ما يشعرني بوجودها .. كم أفرح لتلك الرعشة
وترتسم البسمة على شفتاي .. كم هو جميل أن تشعر بحركة جسدك ، حتى وان كانت رعشة ظاهرية
ناتجة عن ألآم داخليه !!

عيناي ؟!
عيناي التي أعلم حقاً ما تحمله من أسى .. و ذبول !
فـ أعين الآخرين كفيله بنقل تفاصيل ذلك الانكسار الذي أحمله ..
كم أخاف الوقوف أمام المرأة ، فأنا الوحيد الذي سيقدر ( حجم الكارثة ) .. لا محاله !!

:

تحية حبٍ وإجلال ..
لـ من نزفت له القليل من حروفي .. التي لا تُساوي تلك الدموع الطاهرة من عيناهـ !
لم أشتاق لك وحدي ، كرسيك المتحرك أفتقدك أيضاً ،،

تلك الممرات تبحث عنك ، وعن شموخ ذلك الرجل الذي ( كسرهـ ) المرض !
حتى ( الكذب ) الذي كنت تعيش عليه أصبح ( بلا قيمه ) ، شموعك تركتها ( تحترق ) وحيده !!
تلك الحديقة خلف بيتنا .. والتي كنت تختبأ فيها لـ تذرف الدمعات .. بعد أن تغمرنـا جميعاً بـ السعادة والضحكات !
كنت أعلم عن تلك الحديقة .. وشاهدت الدمعات ، وسمعت الآهات .. التي اسمعها الآن وأنا أتأمل كرسيك .. الخالي من الروح !

اشتقت لابتسامتك .. التي كنت تستقبلني بها كل يوم ، لتزيح عني ( هموم الحياة )
تلك الهموم التي كانت تُـثـقل على جَسدك ، فوق هم الكرسي ( الحبيب ) .. أعذرني فقد أحببته .. بعد أن رحلت !
رحمة الله عليك
رحمة الله عليك
رحمة الله عليك
– تمت –


أيمن الزهراني
أرآكم .. انتقادكم / على الرحب والسعه
وفي حفظ الباري .. دمتم !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى