مقالات

صدام نكب والدين بوش

تصرف صدام أصابهم بالذهول الأطباء النفسيون خدعوا بوش
صدام
واشنطن – خاص بالقناةـ :
1892002
أصاب إعلان العراق فجر أمس قبوله عودة المفتشين الدوليين على الأسلحة لأراضيه بلا شروط الإدارة الأميركية بالذهول، حيث اعترت حالة من الغضب والتخبط الرئيس الأميركى بعد أن وضُع إدارته فى وضع حرج من هذه الخطوة للرئيس العراقى صدام حسين والتى خالفت التصرفات السابقة والمعهودة للنظام العراقى، وقالت مصادر مقربة فى واشنطن ل القناة إن سبب غضب بوش أنه اعتبر أن الأخصائيين النفسيين الذين اعتمد عليهم لتحليل شخصية وتفكير ورد فعل صدام قد خدعوه أو ربما خدعوا هم أنفسهم.
وأضافت المصادر إن هؤلاء الأطباء كانوا قد درسوا سلوك وطريقة تفكير صدام لفترة طويلة وعلى هذا الأساس وضعوا خطاب بوش الأخير فى الأمم المتحدة، وضمنوه الشروط الخمسة لإثارة أقصى استفزاز لصدام ونظامه، وقد استبشر فريق الأطباء والإدارة الأميركية خيرًا بتصريحات نائب رئيس الحكومة العراقية طارق عزيز بعد خطاب بوش والذى هدد فيها بإشعال المنطقة فى حال الهجوم على العراق معتبرين أن ذلك مقدمة لتصريحات وتصرفات أكثر حدة تعطى لأميركا ذريعة للتدخل العسكرى ودفع العالم لمساندتها فى هذا التدخل وخاصة الدول العربية التى تعارض هذا التدخل.
لذلك فقد أسقط فى يد بوش وإدارته وفريق الأخصائيين النفسيين بعد هذا التصرف المفاجئ لهم، بقبول العراق عودة المفتشين بلا شروط، لذلك قابلوا هذا التصرف بالتشكيك والتخبط أن وضعوا فى موقف حرج وخاصة مع حالة الانقسام والبلبلة التى أحدثها القرار العراقى داخل مجلس الأمن أمس.
و راى مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية تييري دو مونبريال امس الثلاثاء ان قرار العراق السماح بعودة مفتشي نزع السلاح يضع الولايات المتحدة في “وضع دقيق”.
سؤال: هل القرار العراقي بالسماح بعودة مفتشي الامم المتحدة لنزع السلاح يغير المعطيات
جواب: صدام ابدى دهاء لم نعتده منه. لقد اخذ الاميركيين على غرة في وقت استراتيجي ممتاز. والولايات المتحدة توجد الان في وضع بالغ الصعوبة. فلا يمكن الان تصور صدور قرار من الامم المتحدة يعطي شرعية لتدخل اميركي. فمن المؤكد ان الاميركيين يستطيعون اعتبار القرار العراقي مناورة تكتيكية، وهو حقا كذلك، لكن اعتبارا من وقت القبول بعودة المفتشين كيف يمكن تشريع تدخل عسكري علينا الا ننسى انه باستثناء الولايات المتحدة وتوني بلير لا احد قبل الاطاحة بنظام صدام حسين. ولم يكن من الوارد ادراج هذا الهدف في قرارات الامم المتحدة التي كانت تناقش حتى الان.
سؤال: هل لا يزال من الممكن شن عملية عسكرية اميركية
جواب: اذا نظرنا الى السيناريوهات العسكرية نجد ان الولايات المتحدة كي تشن عملية ناجحة دون حدوث مذبحة للشعب العراقي في حاجة الى حلفاء في المنطقة ولا سيما المملكة العربية السعودية وتركيا والاردن. غير اننا نرى ان المهم في “ضربة” صدام حسين هو انه لم يعد بالامكان ان نتصور حاليا ان تضع السعودية قواعدها تحت تصرف الولايات المتحدة. ومن ثم فان هذه الاخيرة في وضع بالغ الحساسية من وجهة النظر العسكرية. لانه كلما قل الدعم المحلي كلما ازداد عدم وضوح الرؤية. فحتى وان كان الامر ممكنا من الناحية العسكرية بدون حليف في المنطقة فان المخاطر ستكون اكبر بكثير.
ثم هنالك ايضا مسالة “التايمينغ” (التوقيت). فالعمل الذي كانت تريده واشنطن على الارجح بين كانون الاول/ديسمبر 2002 وشباط/فبراير 2003 ولا سيما لاسباب مناخية ستؤدي عودة المفتشين اذا حدثت فعلا الى تاخيره لمدة عام على الاقل.
سؤال: ماذا يمكن اذا ان تفعل الولايات المتحدة لمواجهة “ضربة” صدام حسين هذه
جواب: يوجد جزء اخر دقيق جدا سيتم استخدامه من الان فصاعدا للتحايل على الظروف التي ستثيرها عودة المفتشين. فقد قبل العراق هذه العودة بلا شروط. وللولايات المتحدة في مواجهة ذلك عدة امكانيات: فهي تستطيع ببساطة ان ترفض ذلك كليا لكن الامر يبدو صعبا لانه سيتعين عليها عندئذ مواجهة المجتمع الدولي. وهي وان كانت قادرة على ذلك فان الرئيس بوش يضع عندها نفسه في مجازفة كبرى.
وفي المقابل يمكنها الموافقة واعتبار الامر وكانها حصلت على ما تريد. واخيرا هناك موقف وسط وهو الاكثر ترجيحا ويتمثل في السعي الى وضع شروط كثيرة تجعل الامر يساوي الاحتلال العسكري.
والسؤال الرئيسي سيكون حول صياغة شروط عمليات التفتيش التي سيسعى الاميركيون الى جعلها صعبة الى اقصى حد ممكن.
وبقبوله عودة المفتشين التابعين للامم المتحدة، بدا العراق وكانه انصاع للضغوط التي مارستها الدول العربية بشكل خاص، لا سيما بعد ان حذره عدد منها بانها لن تستطيع معارضة ضربة اميركية توجه اليه.
واعلن العراق مساء الاثنين في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان موافقته غير المشروطة على عودة المفتشين، وهي مبادرة يتعين ان تجنب منطقة الخليج حربا بشكل موقت على الاقل.
ويبدو ان العراق انصاع للضغوط المتكررة التي مارستها الولايات المتحدة التي سارعت الى اعتبار الاعلان العراقي مجرد مناورة تكتيكية.
لكن القرار العراقي ياتي غداة مؤشرات واضحة للدول العربية التي لم تعد مستعدة لمعارضة تدخل عسكري ضد نظام صدام حسين في حال كان صادرا عن مجلس الامن.
وفي رسالته الى انان، اعترف وزير خارجية العراق ناجي صبري بالدور الذي لعبه العرب
. وجاء في الرسالة ان “حكومة جمهورية العراق استجابت في هذا القرار لدعوتكم ودعوة الامين العام لجامعة الدول العربية ودعوات الدول العربية والاسلامية والدول الاخرى الصديقة”.
وحرص انان على “توجيه تحية خاصة الى جميع دول جامعة الدول العربية التي اضطلعت بدور اساسي في هذه القضية، وعلى شكر (امينها العام) عمرو موسى لجهوده الحثيثة التي ساعدت في اقناع العراق على الموافقة على عودة المفتشين”.
وبدوره، رحب الامين العام لجامعة الدول العربية ب”الخطوة الايجابية” التي اتخذها العراق عبر موافقته السماح بعودة مفتشي الاسلحة “لازالة اي شك قد يكون موجودا” حول امتلاكه اسلحة دمار شامل.
واشار مسؤول في الجامعة الى انه سبق لموسى، ومنذ كانون الثاني/يناير الماضي، ان لعب “دورا محوريا من اجل التقريب بين العراق وجيرانه.
واضاف المسؤول رافضا ذكر اسمه ان موسى كان توجه الى الكويت والعراق في محاولة للتوسط بينهما كما انه ساهم في كسر عزلة بغداد في العالم العربي.
وكرر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الثلاثاء في نيويورك معارضة بلاده لقرار جديد صادر عن الامم المتحدة ينظم عمل المفتشين الدوليين عن السلاح في العراق.
وقال ايفانوف للصحافيين وهو يقف الى جانب وزير الخارجية الاميركي كولن باول والامين العام للامم المتحدة كوفي انان “لا نحتاج الى قرار خاص ليبدأ عمل المفتشين الدوليين”.
واضاف “كل القرارات الضرورية موجودة”.
الا ان الوزير الروسي اقر بان “هناك اراء مختلفة داخل مجلس الامن بشان احتمال تبني قرار ياخذ في الاعتبار مشاكل اخرى او مسائل اخرى لا علاقة لها باسلحة الدمار الشامل”.
ورات الولايات المتحدة من جهتها ان قرارا جديدا ضروري لتشديد شروط عمليات التفتيش التي ستستانف في العراق.
و اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة فريد ايكهارت ان رئيس مفتشي الامم المتحدة للبحث عن السلاح هانس بليكس سيلتقي الثلاثاء مسؤولين عراقيين، وذلك بعد القرار العراقي بالموافقة على عودة المفتشين.
واوضح الناطق ان هذا اللقاء الاول يفترض ان ينعقد الساعة 00،4 بالتوقيت المحلي (00،20 ت غ) لمناقشة “تفاصيل عملية” تعلق بعودة المفتشين الى العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى