ربما يبدو لك هذا الجدار بأنه مكان للإعلان عن أشخاص مفقودين، أو ربما نوع من الأعمال الفنية، لكنه ليس كذلك، فلن تصدق ما هذه الإعلانات، إنها جزء من سوق زواج حيث يأتي الآباء للبحث عن الأزواج أو الزوجات المناسبة لأبنائهم في الصين !
في كل يوم سبت وأحد، بداية من الظهيرة وحتى الساعة الخامسة، وبغض النظر عن حالة الطقس، تكتظ الساحة في شنغهاي بالآباء يدرسون الرسائل التي كتبها الشباب والشابات على الحائط، فترى الرسائل على الطرق، والشجر معلقة على حبال الغسيل، وكثير من الأحيان تُعلق مئات السير الذاتية من قبل الآباء عن أبنائهم دون علم أبنائهم بذلك.
وتكون الرسالة مبينة فيها النسب (العائلة)، والطول، والعمر، والدخل، والدرجة التعليمية، والبرج الصيني، وهل يملكون سيارة أو شقة. ويتحدث الأباء مع بعضهم البعض إذا كان هناك توافق بين شخصين ليتم اللقاء بينهما، وعلى الرغم من أن الحق يعود للشخص نفسه في إختيار زوجه، إلا أن الآباء الصينيون يشعرون بأن أبنائهم بحاجة إلى محاولة إختيار زوجاتهم لأنهم مشغولين جداً أو لا يبحثون بنشاط.
وبعد الدراسة والتمحيص في الطلبات، وإيجاد الطلب المناسب، يتم لقاء بين الآباء من الطرفين، وإذا تم الإتفاق على كل شيء، وقبول الطرفين بالشروط، يتم إخبار الأبناء بذلك وتوفير لقاء بينهما ليتم التعارف بينهما والزواج إن كان هناك إتفاق.
