سليمة خرش – ذوبان الأنوثه ( الجزء الثالث والأخير )
تأليف / ابو هديب
تعبت ( سليمة ) من الاسترخاء لتجلس على طرف السرير وقد أعطت ظهرها للباب لتفكر في صمت فيمن تتزوج ولم تشعر إلا بيدين خشنتين كأنهما يدا نجار لفت على عينيها من الخلف لينطلق صوت غليظ .. حزري فزري .. لم يكمل عبارته إلا وقد أمسكت بيده وسحبت بها إلى الأمام ليتكأ جسده عليها وترفعه وتقذف به إلى الأمام ليطير في الهواء ويضرب في الحائط ويسقط وتسقط فوق رأسه ساعة الحائظ .. بعدها أمسك بذراعه وهو يأن ويهمس مش معؤل أأطع دراعي أن ما كنتيش راقل يا ( سليمة ) .. إيه النشاط دى .. أقتربت منه ( سليمة ) لتقول له .. معليش يا دكتور ( فتحي ) كنت سرحانه شوي وما ميزت صوتك … قاطعها وهو ينظر إلى حاله ..
كل دى وسرحانه أمال لو كنت مركزه كان حيحصل إيه مش حيبأى فيني غير السماعة اللي عليا .. دنا كنت قي ابشرك بأزن الخروج من المستشفى … تجاهلته ( سليمة ) وهي تخرج حقيبتها وتأخذ منها ملابس جديدة لتقول له ولكل الموجودين وجيهكم على الجدار أبغير ملابسي .. تمتم الدكتور ( فتحي ) بقولة فيه حاجة أسمها حمام .. توقفت ( سليمة ) وتطلعت إليه وهي تجيبه وجهك للجدار لأخلي حواجبك عقارب للساعة اللي طايحة جنبك
أمتثل الكل إلى أوامرها ولفوا وجوههم نحوا لجدار ليقول الدكتور ( فتحي ) عوزانا نرفع رقل كمان وإلا نلف بس .. أجابته بعلبة الكلنكس في رأسه ليسود الصمت بعدها لتقوم بتغيير ملابسها ومن ثم أمسكت بجهازها المحمول لتتصل على صديقتها ولكن الحد الائتماني داهم هاتفها لتقوم بالاتصال على 902 الذي رد عليها محمد سعيد بكل أدب وبصوته الناعم لتصدمه بقولها ..
مسوي أن صوتك زين عطني رئيسك خل أكلمة .. تجاهل عبارتها بسؤاله لها .. أقدر أخدمك يا أختي .. أجابته بقولها ياليت تخدمني وتدخل بالسماعة على مديرك عشان يكلمني … قال لها اللي أكلمك منه مهوب سماعة هذا هدفون ينحط على الأذاني .. تأففت وهي تقول له خل رئيسك يكلمني وإلا منتب لاقي أذاني في راسك تحط عليه الهد فون … صمت للحظات ليقول لها يا أختي حنا كلنا في خدمتك قولي وش عندك .. تعوذت ( سليمة ) من الشيطان أكثر من مره حتى سمعت صوت الشيطان وهو يقول لها يكفي تتعوذين مره وحده ولعد أجي …
زجرت في وجه الموظف أنا أدري كل هالأدب عشان المكالمات مسجلة لكن ابسكر بعد شوي وبيجني أتصال منك من بطاقة سوى مسجله بأسم هندي وبتمتحن أهلي وتتميلح ، لكن قسم بالله لو سويتها أني لأخليك تدخل بيتكم أخواتك يتغطون عنك يحسبونك رجال غريب … دخل الرعب قلبه ليتمتم قسم بالله أبي أخدمك أنا موظف جديد ومالي في هالشغلات .. قالت له وهي تزفر من شدة الغضب .. رجع لي الخط
أعاد لها الخط في أجزاء من الثانية لتتصل على صديقتها التي ردت على الفور بصوت متلعثم .. هلا ( سليمة ) وش أخبارك الحمد الله على السلامة خفنا عليك .. قاطعتها (سليمة ) ( تشب ) ومن ثم استطردت أنا جاية عندك هالحين أي شغل في يدك خليه أبي أشاورك في شغله ..
أقفلت الخط في وجهها كعادتها ووضعت الهاتف في محفظتها لتشاهد الدكتور ( فتحي ) وجميع من الغرفه كلهم قد وقفوا ووجهم للجدار لتخرج وتدعهم ..
* * * *
أوقفت راعي تاكسي وقد لف وجهه بالشاش لتعطيه وصف المنزل وهي تقول له .. وجهك مهوب غريب علي أنا سبق وقد ضربتك .. قال لها لا مدام هازا حادس .. اتكأت على المقعد وهي تقول له معليش معد أجمع من كثر حقين التكاسي اللي ضربتهم ..
صمتت بعدها ليسير بها في شوارع المدينة حتى أوقفها أمام بيت صديقتها لتعطي التكسي أجرته وتنزل لتشاهد أطفال صغار يرمون بالحجارة على بيت الجيران المقابل لهم ويهربون إلى داخل منزلهم ليفور الدم في عروقها وترفع عباءتها وتلحق بهم وهي تقذف بالحذاء إلى الخلف حتى لا يعيق حركتها وقبل أن يغلقوا باب منزلهم رفسته بقدمها ليطر الطفل القابع خلفه ويضرب في الباب الداخلي لتدخل وتمسك بهم وتبرحهم ضرباً حتى أنها من شدة الحماس ضربت الخادمة معهم دون أن تعلم بأنها خرجت حتى تبدل أسطوانة الغاز ..
لتقول لهم ما علموكم أهلكم أن الجار قبل الدار ترضون أحد يأذيكم ويخرب بيتكم كانت تتحدث معهم وهم مكومون على الأرض .. ترضون أحد يسوي بكم كذا ويكسر قزاز بيتكم .. ترضون يسوون بسياراتكم كذا .. كانت تتحدث ومع كل كلمة ترضون كانت ترفس كل واحد على بطنه حتى كره الأطفال كلمة ( ترضون )
خرجت من منزلهم ومشت على الإسفلت نحو حذائها المكوم من التعب بسبب المهمات التي يخوضها معها انتعلته وضربت جرس بيت زميلتها بعنف والدماء تغلي في عروقها ليفتح لها أخو صديقتها ومن ثم دخلت وجلست في المجلس وأخذت تراقب زميلتها وهي تأتي وتذهب إلى المطبخ وصوت أخيها في الخارج يهدر كهدير حبال السواني ( جيبو الشاهي بسرعة ) لتقول الفتاة لـ سليمة .. معليش ثواني بس أضبط لهم الشاهي وأجيك .. وأخيها في الخارج يصرخ ترى أن جيت عرفت أتفاهم معكم بسرعة …
هنا نهضت ( سليمة ) بعد أن تأكدت بأن زميلتها دخلت إلى المطبخ لتخرج نحو أخيها وهي تقول له خير يا الحبيب بتسمع أخوياك مراجلك .. تتشطر على أختك الضعيفة عشان ترضي دشيرك اللي مجمعهم … قال لها خلك في حالك وروحي خشي داخل لأخليك تروحين لبيتكم على مكنسة .. تطلعت إليه ( سليمة ) وهي تشمر عن ساعديها وتقول تدري أني أفكر أركب خمس براغي في وجهك وأبيعه على محل كفرات .. أراد أن يرد عليها ولكنه بتلع كلماته بسبب اللكمات والركب التي انهالت عليه حتى أنها مرت بجانب دراجة صغيرة أخذتها وزينت بها رأسه ومن ثم تكوم أمام قدميها بجانب الملحق ..
بعدها رفست باب الملحق لتدخل على الشباب الذي صد منهم من صد والذي أغمض عينيه لتقول لهم لا والله فيكم الخير أحييكم على الفروسية اللي تتمتعون فيها مغمضين أنتم وخششكم تحسبوني أخته وإلا وحده من قرايبة لو أنكم ما تعرفوني كان هالحين أنا أسبح في المعاريض حقتكم .. كل واحد يضف جواله وبوكه اللي راميه ويطلع برى قبل ما أعلق أرقابكم بليات الشيشة .. خرج صوت الولد من الخف وكأنه يحتضر لا تطلعون ما عليكم منها بالله يا عصام ألعن والديها .. أسكتته ( سليمة ) بركلة خطافية وهي تقول له خسأت أيها الفاجر العربيد
.. أنهت كلماتها وشعرت بحرارة ونقص في الضوء جعلاها ترفع رأسها لتشاهد ( عصام ) الذي كان يضاهي الباب في طوله أسود البشرة كبير الأنف منفوخ العضلات تشهد له جميع أندية الحديد ..
فيه شي يا الحبيبة وش عندك طاقه خوينا ..
تطلعت إليه للحظات قبل أن تقول تصدق لو ما تكلمت كان أخذتك لبيتي اسطوانة غاز .. أقول توكل على الله ولا تغرك نفخة جسمك لأنك لو طولتها أبحط صدرك في الفتيرينه حقت نعومي .. لم تكد تتم حديثها حتى أتتها لكمة في وجهها جعلتها تحلق في الأفق وسقطت في حوض النخلة ..
لتقوم وتعدل فكها بيدها وتمسح خيط الدم النازل من شفتها السفلى وبعد ذلك أخرجت جوالها وهي تشير إليهم بيدها وتقول لهم لحظة شوي شباب أبسوي مكالمة وأرجع لكم .. ألو مستشفى العسكري ممكن ترسلون سيارة أسعاف وياليت بعد تشوفون المستشفى اللي جنبكم عشان يرسلون تعزيز سيارة ثانيه لأن أضن سيارة وحده ، لحظة شوي ..
أخذت تعدهم لتعود وتحدث الرجل حاول تجيب أكثر من سيارة لأن سيارة ما تكفي .. أغلقت الخط ونفضت عباءتها وطقطقت برقبتها يمنة ويسرى وخرجت من حوض النخلة وبدأت المعركة التي لو بقي في قلم التاريخ حبر لكتبها وتوجها وجعلها تدرس في مناهج التربية الحديثة ولو كانت عيادة أسنان قريبه لاستفاد صاحب العيادة من كمية الاسنان التي تساقطت في تلك الليلة فقد أصيبوا أصابات بالغة حتى الرجل صاحب العضلات أمسكت به مع حلمة صدره وسحبتها لتخرج في يدها ويخرج الهواء المختزن فيها ..
كومتهم وحملتهم بدمائهم ورمت بهم في حوض النخلة وهي تقول خلكم تكونون سماد للنخلة أبرك لكم .. خرجت صديقتها وصرخت من هول المنظر وهي تقول وش هذا يا ( سليمة ) أجابتها ( سليمة ) هذولي حشرات المجتمع كومتهم لك في الحوض أتوقع أن نخلتكم هالسنة مهيب حامل برطب بتحمل أكياس دم ..
أمسكت بيد صديقتها وهي تقول .. لا تشيلين همهم مجرد اغماء وكسور نتيجة الضرب شوفي لي الطريق أبغسل تطلعت إليها صديقتها وهي تقول بخوف وتردد يعني من بيتغطا عنك .. ضربت ( سليمة ) رأسها وهي تقول نسيت ساعات أحس اني ولد لدرجة أني كم مره أقوم الصبح آخذ مكينة الوالد الله يرحمة أبحلق دقني بس اتذكر أني بنت وأرجعها مو مشكلة أبن آدم طبيعته النسيان ( الناس تنسى موعد تنسى شي مهوب تنسى انها بنت )
المهم ما يمديني أغسل دم السفلة عندي موضوع ابشاورك فيه أنا تقدم لي مطوع وملحن والحقيقه ما أخفيك فكرت وتوصلت لحل هو يا أني أتزوج واحد منهم .. أرادت أن تصحح لها صديقتها ولكنها شاهدة الذين تعرضوا إلى القصف فقالت لها رايك صح حتى أنا أشوف كذا .. زفرت ( سليمة ) قبل أن تقول أجل على بركة الله أبتزوج الملحن عله يكون صلاحه وهدايتة على يدي بعد الله سبحانه وتعالى …
يا الله عن أذنك يا الله يمديني على صلاة الجماعة في المسجد قاطعتها صديقتها بتعجب .. وشو جماعته .. وضعت ( سليمة ) يدها على رأسها وهي تقول معليش جاني الشعور ثاني مره اني ولد مو مشكلة يا الله يمديني أروح البيت أضبط عمري وبالمرة لا تنسين تقدمين لي أجازه وحذري البنات أنهم لو ما نضبطن وانتبهن لدراستهن أبجيهم في بيوتهم ولو يستعدي الأمر أجيهم في أحلامهم وألعن خيرهن وأرجع … عندها خرجت من بيت زميلتها وتوجهت إلى بيتها ..
* * * *
جمعت أخوتها ووالدتها في صالة منزلهم ليخيم الهدوء على المكان إلا من صوت خطوات ( سليمة ) وهي تذهب وتأتي أمام أعينهم لتكسر حاجز الصمت بقولها .. شوفي يمة دقي على أم الملحن قولي لهم يشرفونا بكره وثاني شي قولي لها تجي لحالها ولا تجيب معها أي بنت من بناتها لأنه وبكل بساطه لو جاء أحد غيرها برميهم في الشارع بدون عباياتهن لأني مانيب فرجه لهم ولا راح أتحمل مصالة النقد ..
وبعدها التفتت بغضب نحو اخوتها لتقول لهم وثالث شي يا كلاب أي واحد منكم يقرب على صواني الحلى وإلا البيتي فور وإلا العصيرات قسم بالله لأعلقه في المنور وأخليه يصير كنه جرس كنيسه يتدودل .. أتمنى أنكم تسمعون الكلام وما تخلوني أحول بيتنا كنيسه بتعليقي لواحد فيكم ويصير كنه جرس ..
دخلت إلى غرفتها وضلت طوال الليل تشاهد أفلام ( مصرية ) كي تتعلم ماذا تفعل من حيث تقديم الصينية وماذا تقول .. وبعدها خلدت إلى النوم واستيقظت باكرا وقامت بجميع الترتيبات اللازمة
* * * *
مضى الوقت بسرعة على والدتها ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة لـ ( سليمة ) التي جلست مع الكوافيرة لتقول لها معليش جبتك اليوم لاني من زمان ما حطيت ميك أب حاولي تعدلين عوامل التعرية اللي في وجهي وتطلعيني زينة بدون ما تقولين ولا حرف وإلا طردتك برى ( ما عندها وقت ) .. وضعت لها الكوفيرة بصمت تام كريم أساس ( سيشيدو ) و كونسيلر كلينك مخفي العيوب ومن ثم ايشدوا ( كرستيان دور ) وبعدها كحل ( ماك ) و مسكرة ايف سان لوران وبعدها روج من سماش بوك وفي الختام لمعة من ماك فور ايفر لتنهض وتتطلع إلى نفسها في المرآة التي تموجت بانتفاضه رتيبة لتقول بصوت خافت .. ما أدري أحس المراية خايفة مني عشان كذا مطلعتني زينه ..
قطع حديثها صوت جرس الباب لتركض والدتها وتصرخ من فوق الدرج مناديةً الأطفال افتحوا الباب جو الضيوف .. أفتحوه جعلكم العلة لا يغيرون رايهم ويرحون .. كانت تصرخ ولكن الأطفال كانوا منهمكين أمام التلفاز بلعبة البلاستيشن لتخرج ( سليمة ) وهي تتمايل في مشيتها بسبب الكعب لتقول يلعن شكله نسيت شلون ينلبس من كثر ما البس زبيريات ..
وبينما هي تسير سمعت والدتها تنادي على الأطفال وتأمرهم ولكنهم لا يبالون لها لتحث الخطى وتنزل عليهم كالصاعقة وترفع فستانها وتقوم بركلهم وهي تلعن وتشتم وتخرجهم كلهم ليفتحوا الباب ومن ثم لبست حذائها ونزلت والدتها واستقبلت أم العريس لتمضي معها وقتاً في الحديث قبل أن تهمس ( سليمة ) لوالدتها من خلف الباب وتشير لها كي تأتي وعندما أتت سألتها ( سليمة ) يمة أجيب العصير وإلا أدخل عليكم وامسك أطراف فستاني وارجع رجل واحني جسمي على قدام مثل حركات عارضات الأزياء ..
تطلعت إليها والدتها وأرادت أن تقول لها انطمي وروحي جيبي الصينة ولكنها خشيت منها لتقول لها بكل لطف لا يا بنيتي روحي جيبي الصينية وتعالي أجلسي معنا ..
أحضرت الصينة لتقول والدتها عطي أم طارق العصير .. أعطتها وجلست على الكنب وهي مباعدة بساقيها عن بعضهما لتكون الركب بعيدة ووالدتها من بعيد تشير لها بأن تضم ركبتيها حتى تكون كفتاة رقيقه بدل جلسة الشباب التي تجلسها .. سمعت كلام والدتها لتقول أم العريس تعالي يا بنيتي عندي هنا مشاء الله تبارك الله وش هالجرح اللي في خدك .. أجابتها ( سليمة ) بتأفف هذي ضربة سكين غاشمة من أحد شبابنا الطائشين أثناء دفاعي عن فتاة في أحد المولات كلها كم يوم وتروح مع العلم أن لها اكثر من سنتين ..
تراجعت أم ( طارق ) لتقول لها أم (سليمة ) بنتي تحب تمزح هي ما خشه نفسها وهي تحك وجهها وكلها كم يوم وتروح ..
شربت أم ( طارق ) العصير وخرجت وأعطتهم موعد بأنها سوف ترد عليهم بعد يومين وبالفعل تحققت نبوءتها وردت عليهم بالموافقة وطلبت تحديد موعد ليأتي أبنها ( طارق ) ويرى( سليمة ) ..
وتم الرد على أم ( طارق ) بأنه بعد ثلاثة أيام يأتي ويراها وبقدرة قادر مضت الثلاثة أيام وحضر (طارق) ومعه باقة ورد وقد فعل في وجهه ( سكسوكة ) نحيفة وكأنها ذيل فأر شارد ليدخل إلى المجلس وتدخل عليه ( سليمة ) ومعهم خالها المحرم لتجلس على طرف الكنب والصمت يخيم عليهم لينظر خطيبها ( طارق ) إلى ساعته وهو يقول لخالها مشيرا نحو ( سليمة ) ممكن ترسل أخوها اللي جالس هناك عشان يستعجلها أنا عندي موعد ..
ما إن نطق كلماته حتى نهضت ( سليمة ) واقتربت منه وخالها يقول لها امسحيها في وجهي يا بنت أختي ما يقصد شكل نظره ضعيف .. قاطعته ببرود وهي تتقدم مهوب مشكلة أنا أسوي له تشطيب عشان يشوف زين .. ما إن وصلت عنده حتى قالت له وهالحين تشوفني زين .. تطلع إليها بسرعة لتقول له عادي خذ راحتك تفرج مانيب مثل هالبنات اللي تخش ومنزله شعرها على وجهها وتقدم الصينية وهي مدنقه عشان محد يشوفها .. واذا ما تشوفني زين ترى أوقف لك فوق الطاولة حقت الشاهي ..
تلعثم ( طارق ) قبل أن يقول لها وش دعوة شايفك بس كنت امزح .. زفرت وهي تحني جسمها نحوة وتلف يدها حول رقبته لتقول له وهي تهز رأسه معليش متى المعرفة عشان تمزح معي هاه .. اقرب لك .. هاه ومع كل نهاية جملة فيها ( هاه ) تهز برأسه حتى أمسك خالها بيدها وهو يقول أذكري الله وادحري الشيطان خربتي الزواجة .. قاطعه ( طارق ) بالعكس من يقولك خربت أنا موافق أحب الأنثى اللي محتاجه ترويض ..
أعتدلت ( سليمة ) وهي ترد عليه أجل محتاجه ترويض أنت شكلك لو شلت الملاعق عنك ما عرفت تاكل بيدك عالعموم أنا موافقة ومدة يدها في جيبه لتأخذ قلمة وتمسكت بيده وتكتب عليها وهي تقول هذا رقم جوالي دق علي عشان ننسق للعرس دامك موافق .. نطقت بكلماتها وخرجت تاركة ( طارق ) خلفها يصدح بالموافقة ويأخذ من أهلها موعدا لتحديد العرس
* * *
تمت الموافقة وتم تحديد موعد العرس وكان ( طارق ) يكلمها وكانت هي تملي عليه شروطها بأن الزواج ما يكون فيه موسيقى وهو يقول أبسوي لك زفه من ألحاني وتقوله ما يحتاج يكفي نجيب لنا كم بزر ينشدون مع كم طقاقة عشان نخلي هالبنات يهزون ويخففون من شحومهم .. ويقنعها بأن تجعل الزواج داخل قاعة في عمارة المملكة أو الفيصليه وهي تقول له ما يحتاج وشوله الخساير نستاجر استراحه في الدائري الجنوبي ونخلي بنت ترفع ذيل الفستان من ورى عشان التراب ..
ويوافقها ويقترح عليها بأن يكتب البطاقات بماء الذهب وهي تجيبه أنا أشوف أن حنا نكتفي برسايل جوال اللي بيجي حياه الله واللي مهوب جاي بسلامته ويحدثها عن شهر العسل في باريس وجنيف وهي تقول له خلها على أبها من زمان ما مسكت خط مكسر ..
ويقول لها عن مأدبة الطعام من الفور سيزن وهي تجيبه ما أدري ليش الهيط هذا كله لو أنك ماخذ ازابيث تراك ماخذ ( سليمة خرش ) حتى أني شايله هم وش نكتب في رسايل الجوال أفكر احط أسمي وأحط صورة أبوي بدال أسمه ثمن أسم جدي جنبه المهم لا تتخسر ولا شي ترى الناس بتجي تاكل وتمشي والنقد لاحقك لاحقك لو حطيت العرس على سطح القمر ولو طلع شغلك كله زين بيقولون مالقى إلا هالشيفه يا خذها عشان كذا خل السب يجي في الاستراحة اللي بناخذها ولا يجي فيني …
* * *
تزوجا في استراحة في الدائري الجنوبي وحضر الحفل رهط من البشر وجلس بجانبها في الكوشه ولكنه لم يستطع أن ينظر إليها أو يمسكها وذلك لكثرة أطفال أقاربهم الذين تصوروا معهم مما أدى عدم خروج وجه ( طارق ) في جميع الصور …
دخلا بيت الزوجيه لتتجه ( سليمة ) بكل ثقه إلى غرفة النوم وهو في الصالة ينتظر كي يعطيها فرصة لتتعرف على البيت ولكنه سرعان ما أتاه اللحاف والمخدة في وجهه وصوت ( سليمة ) تقول له نم في الصالة هذا عقاب لك عشان ثاني مره ما تشتري سرير مزدوج قايله لك سرير فردي ..
حاول أقناعها ولكنها أنهت الحديث بقولها شف خلها على الصالة قبل ما أنومك في الحوش وأخلي الذياب تنهش لحمك .. لم تكد تصل إلى كلمة الذئاب حتى توقف مخه لينظر من خلف النافذه كي يتأكد من سكنه هل هو في المنزل أم في الغابة ..
حاول النوم في الصالة ولكنه لم يستطع ليأخذ عوده الذي اعتاد عليه ليدندن ويغني ويرفع رأسه وهو مغمضا عينيه من شدة الأندماج لتأتي في وجهه صينية الشكولاته ويخلد بعدها في نوم عميق بسبب عنف الضربه ليستيقظ في الصباح الباكر وهو يسأل نفسه .. وش اللي صار ليذهب ويوقظ ( سليمة ) بالدق على باب غرفتها كي تعمل له وجبة الأفطار ولكنها لم تستجب ليزيد من قوة الضرب ويزيد حتى استخدم قدمه لينفتح الباب بسرعة البرق وتسحبه إلى داخل الغرفة وتضربه ضربا مبرحا وهي تقول أذا شفتني نايمه الباب هذا ما تعتب عنده فاهم قاطعها وهو يقول كنت ابسألك تبين أصلح لك بيض عيون وإلا بيض مسلوق ..
أمسكت بقميصه وهي ترجه مزعجني عشان تعطيني خيارين كلهم في النهاية بيض ، أطلع برى ولا تحاول تستفزني عشان ما تجي كلمة الطلاق على لساني وأطلقك قال لها العصمة في يدي أفلتته وهي تقول معليش جاني الشعور نفسه نسيت أنها في يدك ممكن تطلع برى خرج وتركها ..
* * * *
عاش ( طارق ) أسوء أيام حياته فقد سقط من وزنه الكثير حتى أصبح لا يرى بالعين المجردة و ( سليمة ) ترافقه معه في حفلاته الخاصة وخصوصا عندما يقوم بتلحين أغنيه لمطربه فإنها تجلس على الكراسي تتابعه وتتابعها وما إن ينتهوا تقوم بضربهما معاً بحجة الفساد والمجون والدعارة حتى لم يعد هناك أي فنانه تطلب تعاونه إلا إنسانه وصلت إلى مرحلة التبلد من كثرة الضرب .. كلف ( طارق ) بتلحين أغنية الحلم العربي وحضرت معه ( سليمة ) ليتحول إلى الكابوس العربي فقد أصرت أن تغني وغنت مع الجماعة وما انتهت الاغنية حتى اكتشفت بأنها تقف لوحدها والكل هرب من الاستوديو ليصرخ أحد الحضور في الاستوديو أن أنكر الاصوات ولكنها اخرسته قبل أن يكملها ..
عاشت معه هكذا حتى شعرت ولمست حبه لها رغم قساوتها وتعاملها الجاف لتفكر في تغيير معاملتها معه وتلبي رغباته واحتياجاته وبينما هي تفكر سمعت صوته وهو يجري محادثه تلفونيه والغضب يعتريه لتأتي ليه وتسأله وش القصة امتص غضبه أمامها وأبتسم من الخوف وهو يقفل السماعة ويقول لها لا عادي مافيه شي واحد يهددني بالقتل أبروح اشوف وش يبغى وأنت خلك هنا لم تحاول أن تقول له شيئاً وكتفت بمتابعته وهو يخرج من المنزل لتخرج خلفه بسيارة أجرة وهي تتصل على الهيئة وتخبرهم بأن يلحقوا بها ليقولوا لها بلغي الشرطه قالت أنتم اسرع لو دقينا على الشرطة حطونا متواطئين واسأله مالها سنع خلونا نلحق زوجي ..
حددت لهم أسم الشارع والفيلا التي دخلها لتنزل وتقفز فوق السور إلى الداخل وتشاهد ( طارق ) من خلف النافذة وقد حضن فتاة أخرى لتهجم عليهما وهي تقول .. مسوي مسرحية كاملة عشان تجي لها طبعكم الخيانة يا الرجال .. صرخ في وجهها مستنكراً طبعنا كذا وأنت ما عليك لوم محسوبه علي حرمة ومضاف في قائمة المحصنين وش تبيين أسوي تقربت لك بكل الوسائل ..
صرخت وتقدمت نحوه وانهالت عليه باللكمات وهي تبكي وتقول مهما سويت ما تخوني من وراي أنا كنت ابتعدل على يدك …سقط على ظهره بسبب لكمة أصابت وجهه ومن ثم قفزت على المرأة الأخرى وضربتها وبينما هي تضرب أتتها طلقة نارية في كتفها من الخلف لتلتف وتجد الأدخنه تتصاعد من فوهة مسدس ( طارق ) لتسقط وآخر شيء وقعت عينيها عليه هو أبو معاذ الذي أقتحم المكان على صوت الطلقة النارية ليتم نقلها إلى المستشفى ويتم عمل عملية لها ونقلها إلى غرفتها بعد استقرار حالتها لتفتح عينيها ..
وتلتفت على الجهة اليمنى وتشاهد الدكتور ( فتحي ) والمرضى على نفس وقفتهم لتحاول النهوض بصمت تام وتأتي لتقف بجانبهم جاعلة وجهها للجدار وظهرها للخلف وهي تقول .. ساعات يكون منظر الجدار أحسن بكثير من بعض المناظر اللي ما ودك تشوفها
نطقت بكلماتها وضلت معهم هكذا هي لا تريد أن ترى إلى الخلف وهم ينتظرون إشارة منها كي يلتفتوا حتى ضن الكثير بأنهم عبارة عن ورق حائط أو تماثيل لتزيين الغرفة
النهاية
لن تكون هذه آخر سلسلة ( سليمة خرش ) سيكون هناك المزيد كلما جد شيء جديد
الإيميل
allmbe1@hotmail.com