سعابيل .. العدد (2): المبتعث جيمس بوند أبو نشقة

سعابيل .. العدد (2)

خرج من البيت للمطار تاركًا أمه تبكي وأباه يحوقل بعد أن أرغمهما (بحقانته) ليوافقا على البعثة ..
جيمس بوند القروي كان قبل السفر (مسنتر) عند وكالات البعثات في شارع العليا العام لسنوات وتحدث مع كل من يعرف حول الابتعاث وطلب من الجميع التوسط والمساعدة في استصدار قرار الابتعاث .. أشغل خلق الله حتى حارس مسجدهم (أبو الكلام) ..
انطلق لأمريكا بعد أن اقترض مبلغًا كبيرًا صرفه في شراء بناطيل (سكِني) وتيشيرتات (سيك…) ولم ينس أن يشترى تعليقة للجوال عليها علم أمريكا ليؤكد نفاقه وبياخته ..
وصل للملحقية وأنهى الأوراق ثم انطلق لمدينته التي اختارها مكتب قبولات يعمل فيه كذاب دجال محتال ..
تفاجأ جيمس بوند بأن المدينة التي فيها معهده صغيرة وكئيبة والمعهد باهت وهادئ ومَن فيه يبتسمون له ابتسامة صفراء كاذبة مزيّفة .. يبتسمون له لأنهم يرونه جهاز صراف متنقل.
بدأ دراسة اللغة وكان وقتها يبحث عن صديقة ليطوّر لغته ! تعرف على فتاة صينية تكبره بعشر سنوات اسمها كي كي (اسمها الحقيقي بيانج يونج نونونج هونج كونج) وكان أول موعد بينهما مشوار تناولا فيه الغداء على حساب صاحبنا ليثبت الكرم الدباشي أقصد العربي ..
بعدها طلبت منه (كي كي) أن يفرّغ نفسه في الويكند للسينما فوافق مباشرة وأخبرها أنه سيدفع قيمة التذاكر .. فابتسمت كي كي وابتسم المستدلخ جيمس بوند.
استمر الموهوب جيمس في دراسة اللغة وفي التعرف على البنات الآسيوات فإضافة لكي كي تعرف على نونو الكورية وسندريلا التايوانية التي لا تكاد ترا فيها أي مسحة جمال ولكن من الكماخة ما قتل.
السيد أبو نشقة وكما هو صاحب طموح ومواهب وكارزما خلاّقة تعرّف على عربي يتاجر في السيارات وأغراه ليدخل معه شريكًا ويبدءا بتصدير السيارات الأمريكية للسعودية والشراكة بالربح والخسارة وبعد تأمّل لبضع ثوانٍ وافق جيمس ووقّع الأوراق كاملة ثم بدأ التجارة بكل ثقة واطمئنان .. الشاهد في الأمر أن مبتعثين شاهدوه لاحقًا مكلبشًا في مركز الشرطة بسبب مخالفات قانونية سجّلت عليه .. وبعد اتصالات مع الملحقية ومع شؤون الرعايا في السفارة تم إنهاء الأزمة وأخذ التعهدات عليه بعدم تكرارها ..
لا يزال صاحبنا أبو نشقة في معهد اللغة ويتصل كل يوم بالملحقية لأنه قرر الانتقال لمعهد يقول إنه ممتاز جدًا ويقع قريبًا من التايمز سكوير في مدينة نيو يورك وتحديدًا فوق محل الشوكولاته إم آند إمز !!
وافقت الملحقية أخيرًا على انتقاله بعد تسعة أشهر قضاها في أحضان كي كي .. آسف في أحضان معهد اللغة لم يوفّق فيها بسبب ظروف قاهرة كما كان يقول لكل من سأله.
(مالكم بالطويلة) .. المبتعث أبو نشقة قرر أن يفتح صفحة جديدة في حياته ويجتهد في دراسته فكان أول شيء فعله هو التعرف على فتاة يابانية يتعلم منها الاجتهاد في الحياة وبالفعل تعرف على يابانية صغيرة الجسم اسمها (كياو مياو) وظل معها لأشهر حتى شفطت ما بقي معه من مال وتركته في حال سبيله يصارع المعهد ويصارعونه !
علم بقصته أحد المشرفين المخلصين في الملحقية فاستدعاه وتحدث معه لساعات عرف بعدها جيمس أنه كان سائرًا في الطريق الخاطئ وواعد المشرف أن يريه من نفسه خيرًا .. وفي طريق العودة من الملحقية لنيويورك بدأ يحدث نفسه: كم أنت مقصّر يا جيمس .. لماذا فعلت كل هذا .. أين عقلك وبصيرتك .. واستمر يعنّف نفسه .. وقبيل هبوط الطائرة .. افتر ثغرة عن ابتسامة كبيرة ثم قال: وجدتها .. وجدتها .. لن ينقذني من هذه الأزمة إلا أمريكية !!!!
ومن الغد ذهب للمعهد وبدأ يتلفّت يمنة ويسرة فلم يجد فتاة أمريكية .. ذهب للسوق المقابل فوجدت شقراء جميلة تعمل في أحد محلات المجوهرات فدخل عليها مبتسمًا وقال: أنا أبحث عن صديقة أمريكية وأظنك مناسبة لي ..
في الوقت الراهن السيد أبو نشقة يتعالج في أحد مستشفيات نيويورك بسبب كسر في فكّه الأيسر نتج عن (طراق حامي) تلقّاه من تلك الشقراء الجميلة ..

Exit mobile version