سبايكي – قصة قصيرة

السلام عليكم
العديد منكم تعود على قصص الرعب التي كنت انشرها من خلال القروب والآن أقدم لكم قصه من نوع آخر هي أقرب إلى الـ Black comedy


( قصة قصيرة )
( سبايكي )
بقلم : عبدالعزيز الحشاش 
 
همس وهو يقف أمام المرآة :
– سوف نرى من منا سيفوز اليوم .. أنا .. أم أنت؟
غمس يده في العلبة اللزجة، يستل من قلبها كتلة من (الجيل)، وزع الكتلة في يديه، غرس أصابعه في شعره المنكوش، وراح يتعارك مع الأسلاك الطائرة من رأسه، حتى انتصر في النهاية .. وثبتها كأشواك القنافذ.
خرج إلى رحلته الطويلة، غارقا في عطره، من مجمع إلى آخر، من مقهى إلى مطعم، من سينما إلى سينما أخرى .. وحيدا يتجول، منتشيا سعيدا بنظرات الناس لأشواك رأسه الطويلة.
شاهدها تجلس مع صديقاتها في الكافيه .. جلس في الطاولة البعيدة، قفز من طاولة إلى أخرى قريبة، ثم إلى أقرب منها .. حتى صار محاذيا لها. استل موبايله من جيبه، فتح البلوتوث .. وأرسل لها رسالة :
– ممكن نتعرف ؟
وبعد تجاوب سريع أرسل لها رقمه.
 خرج لتسول ضحية أخرى تائهة في شوارع المدينة الغارقة في ظلامها. رن هاتفه، أجاب .. كانت هي .. بعد تعارف قصير همست :
– أبي مسافر، أمي وشقيقاتي في عزيمة عرس .. أشقائي يسهرون عند أصدقائهم .. وأنا وحدي في البيت
لم يفكر كثيرا حتى وجد نفسه يتبع وصفها السهل إلى بيتها، أوقف سيارته في آخر الفريج. تسلل إلى الباب الأمامي، كانت بانتظاره .. صعدا معا إلى غرفتها .. وجد الشموع متناثرة وسط الظلمة الرومانسية .. وجلسا يتسامران .
بعد لحظات ..
اخترق ليلهم السامر صوت طرق على باب الغرفة .. انتفضا في مكانهما، ارتبكا . جاء صوت الأخ من وراء حاجز الباب :
– افتحي .. لماذا تقفلين الباب؟
أخذا يدوران في مكانهما من هول الصدمة والخوف، أشارت له بأن يختبئ وراء السرير .. واختبأ. هرولت هي إلى الباب .. فتحت الباب .. دخل الأخ .. استغرب الشموع الكثيرة المتناثرة في أرجاء المكان .. سألها شاكا :
– ماذا تفعلين وحدك والباب مغلق ؟
بلعت صمتها، ارتجفت أوصالها .. لم يخرج الكلام منها .. وقبل أن يكرر عليها السؤال .. انتبه لظل أشواك طويلة، تخرج من رأس رجل خائف كالفأر وراء السرير، انعكس ظله على حائط الغرفة الكبيرة .
تجمعت دوريات الشرطة على باب البيت .. خرج مكبلا بالأصفاد، ملتفا باللحاف ليكسي جسده العاري .. صعد الدورية .. وقبل أن تنطلق به همس في سره :
– الله يلعن ساعة ( السبايكي )
 
– تمت –

Exit mobile version