بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى جميع المعلمين المرشحين والمتعينين الجدد .. من خريجي الجامعات والكليات ..
أول ما أبدأ به حديثي معك ورسالتي إليك أيها الزميل العزيز ..
أن أبارك لك وعليك , وأخبرك بسعادتي وفرحي بك .. وكأنني أنا من تعين !
فافرح يا أخي واغتبط حيث صرت معلما ً تبني العقول وتصنع الأبطالا ..
وإليك هذه الرسائل مختصرة ً موجزة .. بمناسبة التعيين ..
ولا أريد أن أطيل ففرحتك لاتسمح لي بذلك ولك الحق ..
ولكن سروري بك يحتم عليَّ كتابتها الآن !
وهذا وقتها فاعذرني إن أخذت من وقتك شيئا ً يسيرا ً ..
1 – لا أحب أن أذكرك بشرف هذه المهنة وعظيم قدرها وكبير تأثيرها .. فهذا شيء لايخفى عليك ..
فسأتجاوزها ولكن أدعوك .. لأن تتذكر هذا الشيء .. فليس المعلم كغيره !
2 – التعليم يحتاج إلى رغبة وحب .. فإن كانت عندك فهنيئا ً لك فقد جئت في مكانك ,,
وإن لم تكن لديك فحاول أن تصنعها حتى تدخل فيه وأنت راض ٍ مقتنع ..
وتذكر .. وفكر في عظيم الأجر .. !
في كل حرف تعلمه .. وفي كل مسألة تشرحها .. وفي كل قاعدة توضحها .. وفي كل أمر ..
عندها ستجد أنك تعلم الطلاب وأنت مرتاح .. لعلمك أن تعبك لن يذهب سدى !
3 – الغالب أنك ستكون في خارج مدينتك التي أحببت , وبعيداً عن المكان الذي فيه ترعرت ..
فتحمل البعد والغربة .. ولاتنكد على نفسك فرحة التعيين بالهم والغم والتفكير في الأهل !!
اصبر .. فكلها أيام قلائل ستنقضي .. وتعود بإذن الله .. وإذا تضايقت .. فتذكر زملاءك الذين لم يتعينوا بعد !
عندها ستعرف أنك في نعمة مهما ابتعدت .. فاجعل من المحنة منحة ومن الألم أملا ً ..
بل واستمتع بها .. وتعرف على تلك المدينة ..
والمهم :
لاتتردد أبدا ً في الذهاب إلى هناك !
ولاتؤجل تعيينك البته !
ولاتقل : سأعتذر وربما تأتيني العام العادم مدينة أفضل وأقرب ..
لا وألف لا ..
توكل على الله وامض حيث كتب لك .. ولعلها الخيرة وأنت لاتدري !
4 – أنت معلم هنا وهناك .. فقدم هناك كما لوكنت هنا ..
ولاتقل : حينما أعود لمنطقتي سأعمل فعلا بنشاط أو سأخرج طاقتي في مدينتي ..!
لا ..
فالحساب ليس هنا فقط !
بل هنا وهناك ..
فاستعن بالله وابذل جهدك ..
واشرح فأنت معلم في أي مكان وضعت .. والطلاب أمانة سواء بسواء ..
5 – ستجد الكثير من الفراغ غالبا ً .. فلا تضيعه سدى .. فإنها أيام تتلوها أيام .. تجتمع فتصير سنة !
فتتحسر وتقول .. ليتني حفظت جزأين أو ثلاثة من القرآن أو ليتني عملت كذا وكذا .. أو ليتنى قرأت كتابا ً أوكتبت مقالا ً ..
حاول أن تستفيد .. لتكون هذه السنة بمثابة مخزن معلومات لك ومستودع للحفظ .. والأعمال الصالحة هنا وهناك ..
لتتجد نفسك بعدها .. مهيئا ً لأي شيء ..
6 – اجعل لك رفقة ً صالحة .. تعينك على الخير .. وتطوي معهم الوقت ,,
يذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت وينصحونك إذا أخطأت ..
معهم تغدو وتروح .. فتفيد وتستفيد ..
واحذر من رفقة الشر .. فليس كل معلم صالحا ً .. !
وليس كل رجل ينفع صديقا ً ! وأنت أعرف مني بذلك ..
والله جل وعلا يقول :
(( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))
7 – ربما تكون في مدرسة متميزة – وأرجو ذلك – وقد تكون في مدرسة ليست مدرسة .. !!
وليس لها نصيب إلا الاسم .. فاصبر وتحمل .. ولاتصب بالإحباط .. ولاتشعر نفسك بالخسارة ..
فهذه هي الحال في كثير من المناطق .. وماعليك إلا أن تبذل جهدك ولاتكلف نفسك فوق طاقتها ..
8 – بأخلاقك ستسمو ,, وستملك الجميع ..
وسعة صدرك ستصنع لك الأحباب .. وصبرك سيمنحك الثقة ..
ودع عنك الغضب والقلق فليس الشديد بالصرعة ولن يأتيك من الغضب إلا الهم والغم والضغط وكل بلاء !!
مهما رأيت حاول أن تملك نفسك .. فصحتك أولى .. ولاتغضب .. وتصرف بحكمة ..
9 – لاتكن حبيبا ً فوق الحد الطبيعي ! فتكون ذليلا ً مهانا ً ..
ولا تكن طيبا ً بزيادة ..! فأنت جديد .. وطعمك لذيذ .. !
وهناك من يتلذذ بك من الإدارة أو الطلاب ..
ومثلك لبيب ذكي فطن .. يزن الأمور بوزنها ويعطيها حقها .
10 – حضور و تحضير و حاضر ..!
هذه الثلاث للمدير خاصة !
حافظ عليها واحذر أن تضيعها !
فعليها أساس التقويم وهي ركن الأداء الأكبر ..
وغيرها روتين وأمور بإمكانك فعلها ..
احذر .. احذر .. احذر الغياب والتأخر ..
فهما أكثر من يعيقك عن النقل وغيره .. وهما أشد ما يتعذر به المدراء ..
فاحتط لنفسك .. واجعلها في أمان وراحة ..
ولاتقل : سأغيب وعندي أعذار .. ولو كان بعذر فإنه يؤثر !
ولاتقل : هذه اضطرارية من حقي ! فحتى الاضطراري يعتبر غيابا ً بعذر ..
إلا شيئا ً قاهرا ً وظرفا ً شديدا ً وأمرا ً عصيبا ً فالتمس العذر ..
11 – لاتجعل لإحد عليك مدخلا ً في شرحك أو أسلوبك أو غير ذلك .. فربما هناك من يتربص بك .. وهناك من يريد من الزلة !
ويفرح بالعثرة ويجمع الخطأ على الخطأ !
12 – كن رسميا ً في غالب الأحوال مع الإدارة والمعلمين بشكل عام ,, والسبب واضح .. فهناك من لايرحم ! إن انحنيت ركبوك وإن استقمت كسروك !
وأما الطلاب :
فحزم ٌ مع لين , وشدة ٌ مع رحمة , وحب مع حرص , وثقة مع تربية ..
أعطهم منهجك وطريقتك , وامنحهم قدرا ً من الرجولة , وعدهم خيرا ً ..
13 – ومع ذلك فلا تتهم أحدا ً .. بل أحسن الظن بالجميع ..
إدارة ومعلمين وطلاب ..
ولتكن نظرتك لهم بيضاء نقية .. لا شريرة و لا سوداوية !
وكن صافي القلب .. خفيف الطلة .. سمحاً ..
هاشاً باشا – بالتنوين لا بعدمه –
14 – لا يكن نهجك التلخيص للطلاب حتى وإن طلبوا ..
لأنك إن فعلت فستجد عند الامتحان تلخيصك وتحديدك لهم في ( براشيم ) ! وربما ورطوك فقالوا أنت حذفت هذا ولم تحدد ذاك .. فلماذا أتيت به لنا !!
فالأفضل :
كل المنهج معكم ..
فذاكروا وابذلوا جهدكم .. واستعينوا بالله .. وبإذن الله ستكون سهلة ميسرة لمن ذاكر ..
15 – اجعل لك بصمة في مدرستك .. وازرع في القلوب لك محبة .. ولاتغادر إلا وأنت مسرور بعملك .. وهذا شيء سهل يسير .. ولاتستصعبه .. بل انوه من الآن .. وجدد العزيمة عليه كل آن ..
وأبدع في نشاطك ..
فمرة (مسابقة) .. ومرة (مجلة) .. ومرة (سؤال وجائزة) .. ومرة (كلمة) .. ومرة (دوري كرة قدم) .. وغير ذلك ..
16 – شاور واستشر قبل أن تقوم بعمل .. وخذ الإذن بذلك .. وابحث وستجد من يعينك .. بل ستجد أعمالا ً كاملة بخطط مدروسة ..
فخذ منها إن شئت .. أو أبدع جديدا ً ..
17 – لاتعجب إن رأيت من يحبطك ويقول : لماذا كل هذا ! يبدو أنك جديد ومتحمس ! فما أفسد التعليم إلا أمثال هؤلاء .. فغدت مدارسهم أمثال المقابر .. لاحس ولا خبر ..
18 – ابتعد كل البعد عن الانتقام للنفس .. ولاتجعل الأمور شخصية .. ولاتجعل الطالب خصما ً لك .. فأنت أستاذه وهو تلميذك .. ومنك يتعلم الأدب ..
واعلم أنه سيشعر إن كان عقابك للدرس أو للنفس !
فذاك يفيد وهذا يزيد الحقد ويزرع البغضاء !
19 – الأداء الوظيفي وما أدراك ما الأداء الوظيفي .
للأسف غالباً مايتمسك به المدراء ويجعلونه وسيلة للضغط ..
ويذكرونه في الاجتماعات وعند التأخر وعند الغياب .. وفي غيرها ..
لكن أنت لا عليك .. اجتهد في درسك ..
وادع الله قبل ذلك وبعده وتوكل عليه ..
واحرص على الكمال ..
وبإذن الله .. ستنال مئة من مئة 100 %
20 – الصبر .. الصبر ,, فإن بعد الصبر فرج وفتح .. وإن مع العسر يسرا ً ..
وهناك وصايا ورسائل أخرى …
لكن حجم الرسالة يضيق عنها ..
والوقت يزاحمها ..
وفرحتك لاتسمح لي بالإطالة ..
وفرحتي بك تقول لي : لاتكثر عليه ..
وفقني الله وإياك لكل خير .. وأسعدنا بطاعته .. وبشرنا جميعا ً بجنته ..
اعذرني زميلي على الإطالة .. فهذه رسائل مختلفة ..
أحببت أن تصلك وأنت بسلام وعافية ..
وكتبه :
أخوك : محمد ,, السياسي ..
ولتواصلكم :
mohd242@hotmail.com
( أنشرها لزملائك المتعينين الجدد )
تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر