في يوم ما قبل ما يقرب من 6 أشهر تقريباً، اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين وطلب أن يراني حالاً، فقلت له حسناً سأراك ليلاً ولكنه أصر وقال لا أنا سوف آتيك الآن !
فأوجست في نفسي خيفة من غرابة هذا الإصرار غير المعهود منه، مما جعلني محبوساً في مثلث لعله، وربما أنه، وماذا لو ؟
وبعد دقائق اتصل بي لأخرج له من المنزل، وعند رؤيتي سلم عليّ وقدم إليّ كيساً أبيض اللون وهو يبتسم وقال هذه هدية بسيطة لك !
فابتسمت ابتسامة استعجاب، وذاب ثلج قد جمّد الأعصاب، فشكرته وأكبرت هديته التي عرفتها عندما فتحت الكيس .
رحلتي مع الآي باد !!
قرأت عنه قبل نزوله، وسمعت من تحدث عنه، وربما تخيلته فشعرت بيدي تلامسه، وبأصابعي تنقر على صفحة ذكائه المتألق، وبظني أنّ أكثر الناس لا يعلمون حقيقة هذا الجهاز ولا بحقيقة ابنه الصغير ( الآي فون ) وإن كان للصغير حظوة عند بعض من يجهل قدره الحقيقي، وهنا سوف أتحدث عن رحلتي مع جهاز الآي باد مثلما تحدثت سابقاً عن رحلتي مع جهاز الآي فون، وإن احتاجت تلك الرحلة إلى بعض الإضافات المستجدة التي طرأت على شخصية الآي فون في الآونة الأخيرة .
ما هو الآي باد ؟
هو جهاز تقني متعدد الاستخدامات يشبه إلى حد كبير جهاز الآي فون من حيث بيئة العمل والاستخدام إجمالاً، وإن تفوق كل منهما على الآخر ببعض الجوانب، يعمل باللمس له شاشة فائقة الوضوح ونحافة مثيرة، تنتجة شركة أبل الأمريكية، ويعتبر من أهم الثورات التكنولوجية في العالم اليوم .
وهو وسط بين اللابتوب وبين الهواتف الذكية كما صرح بذلك ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لأبل، أي أنه صرعة جديدة في عالم التقنية، له مجال جديد لم يُطرق لذلك لم يُفهم سريعاً، وأكثر من ينتقده ويعدد نواقصه مقارنة بأي لابتوب، أعتقد أنه لم يفقه جيداً ما هو الدور الرئيسي الذي يقوم به جهاز الآي باد .
ما الخدمات التي يقدمها هذا الجهاز ؟
كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفرَا …
وبتعبير أوضح فيه كل الخدمات ….
وبتعبير أدق ليس لخدماته حد !
أجل فهو قد اُخترع ليكون القالب الذي من الممكن أن تُحمّل عليه الكثير الكثير من الخدمات التي تُخترع وتكتشف وتبتكر كل يوم، وذلك من خلال متجر الآي باد الذي صنعته أبل لتقوم كل شركة وكل مبتكر بإضافة البرامج في هذا المتجر ومن ثم يقوم المستهلك ( مالك الجهاز ) بتنزيل ما يحب من هذا المتجر الذي وُضع كأيقونة في الجهاز إما مجاناً أو مقابل بعض الدولارات، فبالضغط عليها تكون قد ولجت إلى هذا المتجر وتستطيع ببساطة أن تشاهد آلاف البرامج التي تهمك وتنزل ما أردت منها، مع العلم إن عدد البرامج قد بلغ أكثر من 300.000 ألف برنامج منهم 40.000 برنامج للآي باد وهم بازدياد مطرد .
ولكن بالإجمال أستطيع أن أوضح الخدمات العامة لهذا الجهاز ، والتي تضمن العديد من الخدمات الأخرى :
– يعتبر متصفحاً للإنترنت بكامل خدمات الانترنت تقريباً .
– يعتبر الآي باد جهاز ملاحة GPS يستطيع أن يحدد مكانك على الخريطة، ويرشدك إلى الوجهة التي تريد، ويحدد لك اتجاه القبلة للصلاة، بعد أن تُحمّل ما تحتاجه من برامج الملاحة عليه .
– يعتبر جهازاً ممتازاً لعرض الصور الفوتوغرافية .
– يعتبر جهاز اتصال حيث تستطيع تركيب برامج الإتصال من خلال الإنترنت عليه وتتحدث وتبعث الرسائل القصيرة أيضاً.
– يعتبر جهاز تسجيل وجهاز تشغيل مرئي وسمعي من خلال برامجه وأهمها الآيبود المدمج معه، حيث تستطيع عمل مكتبة صوتية ومرئية متكاملة .
– يستخدم أيضاً كقارئ ممتاز للكتب، حيث تستطيع أن تُنشئ مكتبتك الخاصة وتقسمها حسب التصانيف فتكون معك أينما حللت وارتحلت
وهنا لابد من وقفة ؟
كنت قديماً إذا هممت بالسفر أقوم بتعبئة حقيبة كبيرة من الكتب المنتقاة والمراجع التي تلزمني وربما تركت بعضها بحسرة إذ لا متسع لها، حيث أنني سأكون بعيداً عن مكتبتي، وحدِّث عن هذه الحقيبة ولا حرج من حيث الثقل وصعوبة الشحن والتحميل، أما الآن فيكفي أن أحمل معي الآي باد وهو بالمناسبة بحجم كتاب واحد فقط من 100 ورقة تقريباً ، وأستطيع أن أنزل عليه ما أردت من الكتب المصورة PDF وأتصفح ما أحتاجه منها بيسر وسهولة وجمال، بل وأضع ما أحتاجه من فوائد وهي ميزة موجودة في برنامج قارئ الكتبiBunkoHD .
هذا بصرف النظر عن الجدل القائم حول إحلال الكتب الرقمية مكان الكتب الورقية، إذ أنّ هذا الموضوع متشعب الجوانب وقد إُنهِك بحثاً، ولعل من المفيد الإطلاع على كتاب ماتع جديد من منشورات مكتبة العبيكان اسمه ( الكتاب بين الأمس واليوم والغد ) للمؤلف روبرت دارنتون – مدير مكتبة جامعة هارفرد .
وإن كان لي ثمة رأي أو قول فأقول إنّ للعلم وهو الغاية وسائل تنوعت على مر العصور، فقد كتب موسى عليه السلام التوراة على الألواح، وكتبت الأمم السابقة تواريخها وأيامها وأخبارها نقشاً على الصخور، أو على جلود الحيوانات، ثم تطور الأمر حتى جمعت العلوم في بطون الكتب الورقية التي تعد بلاشك الأبرز على مر جميع العصور، ثم أتى بعد ذلك ما نحن فيه من ثورة تقنية، وهي أيضاً من وسائل زماننا التي لابد أن نتكيف معها ونستغلها في ماهو نافع لنا ولديننا وأمتنا، بشرط عدم فتور الرغبة في تحصيل العلوم، إذ أنّ كل متسيرٍ هيِّن، وليس هذا محل البحث ولكني إنما أردت أن أُشير إشارات قليلة .
كم يستوعب الجهاز كتاباً ؟
الآي باد 64 جيجا بإمكانه أن يستوعب نسبياً 10.000 آلاف كتاب بصيغة PDF !!
فإذا كان حجم الكتاب الواحد ما يقرب من 5 إلى 8 MB تقريباً، فسيكون المجموع قرابة الرقم أعلاه، فلك أن تتخيل هذه النعمة،وهي من أجل نعم الله التي أشكرها ولا أكفرها وأذكرها ولا أجحدها، وأجود بمضمونها على غيري عله يستفيد .
إذا جدّد الله لي نعمةً .. شكرتُ ولم يَرَني جاحدا
ولم يزَلِ اللهِ بالعائدات .. على مَن يجودُ بها عائدا
– من الممكن أن يستخدم كتلفاز تستطيع من خلاله مشاهدة البث الحي لبعض القنوات الفضائية .
– من الممكن أن يستخدم كراديو تستطيع من خلاله سماع البث الحي لبعض المحطات الإذاعية .
– يُعتبر مرشداً تعليمياً لأغلب التخصصات كالطب والهندسة والاقتصاد وتعليم اللغات الأجنبية والترجمة وغيرها من التخصصات المفيدة الأخرى .
– يعتبر جهازا لتحرير النصوص وتسجيل الملاحظات أو المذكرات .
– يعتبر جهازاً لألعاب الأطفال خاصة تلك الألعاب التعليمية التي تساعد على نمو ذكاء الطفل .
– يعتبر جهازاً للموسوعات والمعاجم، فباستطاعتك أن تنزل عليه الكثير من الموسوعات كموسوعة الحديث النبوي وموسوعة تفسير القرآن ومعجم لسان العرب والقاموس المحيط مع إمكانية البحث السريع .
هل هو نوع واحد أم أنه عدة أنواع ؟
– الآي باد نوعان …
– الواي فاي – WiFi :
وهو نوع يتصل بالإنترنت عبر تقنية الوايرس WiFi وله ثلاث سعات للتخزين 16 جيجا ، أو 32 أو64
– الآي باد 3G :
وهذا النوع يستطيع أن يتصل يالإنترنت من خلال WiFi ومن خلال 3G عبر شريحة توضع بداخله كشريحة الجوال ، وسعات التخزين مثل سعات السابق، ويعتبر هذا النوع هو الأغلى والأكمل حيث تستطيع الإتصال بالانترنت في كل مكان .
كم سعر الأي باد ؟
تختلف الأسعار حسب النوع والسعة والعروض التي تقدمها شركات الإتصالات ومعارض الإلكترونيات، ولكني سأتحدث عن سعره التقريبي في الكويت حسب ما وقفت عليه بعد استعراض عدة معارض تقدم الجهاز، وقِس عليه في الدول الأخرى :
-آي باد WiFi
– 16 جيجا يبدأ سعره من 160 دينار إلى 180 دينار كويتي
– 32 جيجا يبدأ من 200 دينار إلى 220 دينار كويتي
– 64 جيجا يبدأ من 220 دينار إلى 240 دينار كويتي تقريباً
– آي باد3G
– 16 جيجا يبدأ من 210 إلى 230 دينار كويتي تقريب
– 32 جيجا يبدأ من 240 إلى 260 دينار كويتي تقريب
– 64 جيجا يبدأ من 260 إلى 300 دينار كويتي تقريب
مع العلم أنّ هذه الأسعار تقريبية وربما اختلفت يوماً بعد يوم .
ما هي برامج الآي باد المفضلة ؟
لاشك أنّ البرامج المحببة تختلف من شخص إلى شخص، وليُعلم أنّ هناك برامج تأتي مدمجة مع الجهاز وبرامج أخرى لابد من تنزيلها حسب احتياجك ورغبتك، ولكن سأضع هنا بعضاً من البرامج التي أراها مفيدة وهادفة وتنفع المثقف وطالب العلم وغيرهم ممن يبحث عن الفائدة ويخشى ربه ويحترم عقله ولا يملؤه من البرامج التي لا تنفع بل ربما تضر .
1- iBunkoHD – برنامج المكتبة أو قارئ الكتب تستطيع من خلاله قراءة الكتب بصيغة PDF التي تحملها عليه وتصمم مكتبتك حسب الموضوعات وتدون ما تريده من فوائد على الكتاب وأراه حسب ظني أفضل البرامج التي تُعنى في الكتب بصيغة PDF خاصة العربية منها حتى الآن .
2- Quran Rearer – برنامج القرآن الكريم تتصفح من خلاله كامل القرآن الكريم بجودة عالية وتستطيع أن تقرأ موجز لتفسير الآية من التفسير المسير مع إمكانية تلاوة الآية نفسها بصوت أحد القراء وغيرها من الخدمات الأخرى .
3- موسوعة الحديث النبوي، وتشتمل على الكتب الستة بالإضافة إلى مسند أحمد وموطأ الحاكم مع إمكانية البحث بهذا الكم الهائل من الأحاديث بسرعة ونسخ الحديث أو حفظه في المفضلة .
4- المدرب اللغوي، يوجد به تمارين صوتية ومرئية عبر الصور لما يقرب من 25 لغة بالتدريج حسب مستواك .
5- معجم المورد القريب انجليزي عربي والعكس ، مع إمكانية نطق الكلمة صوتياً .
6- برنامج Dropbox لتحميل الملفات المهمة ومزامنتها سحابياً عبر الكمبيوتر والآي فون والآب توب .
7- برنامج تويتر الرسمي .
8- برنامج الأطلس من شركة ناشيونال جيوغرافي المشهورة .
9- iCab وهو متصفح لا غنى عنه تستطيع عمل آي تحميل من الإنترنت من خلاله، بالإضافة إلى مميزات أخرى مهمة .
10- GoodReader وهو برنامج لتنزل الملفات المتعددة كالصوتية والمرئية والمقروءة على الجهاز مع إمكانية تقسيمها إلى تصنيفات، بالإضافة إلى إمكانية تحميل أي ملف من الإيميل أو مواقع التخزين المشهورة على الإنترنت .
11- Pages محرر نصوص مقدم من أبل .
12- OPlayer HD برنامج لتشغيل أي صيغة ملف صوتية تقريباً فلا تتعب نفسك ببرامج تحويل الصيغ .
13- Pulse News برنامج لخلاصات المواقع RSS .
14- The Weather Channel لمعرفة أحوال الطقس .
15- Team Viewer HD يمكنك من التحكم بكمبيوتر المنزل وأنت في الخارج، حيث تتحول شاشة الآي باد إلى شاشة كمبيوترك المنزلي فتتحكم به .
هذا كما يُقال غيض من فيض وقطرة من بحر برامج الآي باد ، وليست حصراً واستقصاء وإلا لطال بنا الوقت .
كيف أقوم بتنزيل البرامج ؟
من خلال الضغط على البرنامج المدمج مع الآي باد واسمه App Store ويعني متجر البرامج ، ولكن قبل ذلك لابد من إنشاء حساب لدى أبل – في حال أنك لا تملك حساب لديهم – وإن كان لديك حساب في الآيفون تستطيع استخدامه في تنزيل البرامج من الآي باد، وتجد الخطوات في الكثير من المواقع المختصة في الآي باد والآيفون
هل هناك توصيات لاستخدام العائلة والأطفال ؟
أجل فمتجر البرامج كما أنه يحفل بالبرامج المفيدة، فهو أيضاً يعج بالبرامج التي تنافي أخلاقنا وقيمنا الإسلامية، لذا أنصح الآباء والمربين وأولياء الأمور أنْ لا يغفلوا عن هذه الأجهزة التي تكون بأيدي أبنائهم ومن هو تحت مسؤوليتهم ، فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته، فإن وجدت أخي المسلم أنْ مفسدة تلك الأجهزة تغلب على المصلحة منها فتجنبها ، علماً بأنني لا أنصح أن يستخدم الصغار هذا الجهاز بمعزل عن الآباء بتاتاً ،فلابد إذن أن يكون رب الأسرة على علم بكيفية استخدام القيود التي وضعتها شركة أبل للاستخدامات العائلية، وسأوردها حسب معرفتي :
– قم بالدخول على : الإعدادات > عام > القيود > وقم بإقفال برنامج You Tube و iTunes و App Store –
ثم اذهب إلى قائمة – محتوى مسموح به – وقم بإلغاء المحتوى الفاضح، ثم انقر على التطبيقات في أسفل القائمة واختر سن طفلك وكلما صغر السن قلت البرامج التي لا نريدها له.
ثم في النهاية قم بوضع رقم سري للقيود لا يعرفه غيرك ، وكن أنت من يقوم بتنزيل البرامج لهم .
ما هي عيوب الآي باد بنظرك ؟
ربما ما أراه عيباً أو نقصاً لا تراه أنت كذلك والعكس أيضاً ولكن مما ذكروا من العيوب :
– عدم وجود كاميرا ، وربما يضيفونها في الجهاز القادم .
– عدم وجود بلوتوث مفتوح على أي جهاز .
– عدم وجود منفذ USB كما في أي لابتوب أو كمبيوتر، إن وُجد فلتوصيل الكاميرا لنقل الصور .
– عدم تغشيل الفلاش .
هل تنصح بتنزيل البرامج المكركة من خلال عمل جلبريك عبر البرنامج الغير رسمي سيديا ؟
أنا تحدثت في هذا المقال عن جهاز الآي باد المقدم من أبل دون أي كسر لحمايته، والجلبيريك كسر للحماية التي فرضتها أبل على الجهاز وهو أمر غير قانوني، وإذا سلمنا بالقول بشرعية هذا العمل إذ أن المسألة خلافية، فأقول أنني لم عمل جلبيريك لأسباب أهمها أنني أجد كل ما أحتاجه تقريباً في البرامج الرسمية، رغم أنّ هناك الكثير ممن يقول لولا الجلبيريك لم أستحسن الآي باد ككل ( وأظنها مبالغة في غير محلها خصوصاً بعد التحديث الأخير ) !
بالإضافة أنني لا أحب أن أنتظر من دون التحديثات الجديدة للجهاز، حتى يقوم فريق كسر الحماية بالوصول لحل الكسر الجديد، وبالنهاية هي آراء وكل شخص له رأي وهو حر برأيه وفعله .
أخيرا
هل هناك منافس حقيقي للآي باد اليوم ؟
بالتأكيد فلا يخلو عالم التقنية من منافسة شرسة تزداد يوماً بعد يوم، ومن أهمهم جهاز جالكسي من سامسونج، وتناهى أيضاً إلى سمعي أن ميكروسوفت ستقدم جهازها اللوحي ولا أعتقد ذلك قريباً وغيرهم أيضاً، ولكن باعتقادي أنه لم يحن الوقت الذي يتنحى فيه الملك عن عرشه الذهبي، ولا أعتقد ذلك قريباً أيضاً والله أعلم .
————————-
كتبه / طلال عباس المناور
“رحم الله من ذكر المصدر عند النقل”
تستطيع متابعتي عبر :
– عبر تويتر
– اسألني ؟
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر