راحوا الرجال .. وانتهى زمن المعلمين !

هذولي
هذولي من النوعية اللي كل واحد عنده ورشة نجارة وحدادة وخرط هوبات ، تنتهي المباراة من هنا .. ويطلع للورشة من هنا ..بالله شف كيف روماريو وتخيل اللبس الازرق حق العمال عليه ..

عندما أخذت أتأمل صور اللاعبين الثلاثة ( ك.رونالدو ، كاكا ، ميسي ) وهم يقفون أمام الملأ في انتظار تتويج جائزة أفضل لاعب في العالم عدت للوراء قليلا ..  ..قبل سنوات عشر .. أو حتى قبل 15 عاما .. كيف كان لاعبو الكرة حينذاك وكيف أصبحوا الآن .
وقفت أتأمل المنصة التي يقف عليها (البزر ميسي ) والذي رأى النور في عام 87 وأتذكر أنه وقبل سنوات قليلة كان يقف عليها المتنافسون ( رونالدو وزيدان وفيجو ) ، هنا أتذكر كلمة صديقي زياد حين يصفهم بـ ( جيل المعلمين ) والمعلمين هنا تطلق على مفردة معلم الشامية أو حتى المصرية ( معلم ورشة  بالعربي ) وليس المقصود بالمعلمين المدرسين .
أقول أتذكر بالفعل كيف كانوا في ذلك الوقت ( معلمين ) بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، كانوا جميعا على مشارف الثلاثين إن لم يتجاوزها فعلا وكانت أشكالهم بالفعل تحكي قصة تنافس شريف ورائع ومثير وكأنهم رموز تاريخية لدولهم يذكرون كما لو يذكر قادات الجيوش والدول ، فمن سيحكي تاريخ البرتغال دون أن يذكر المعلم فيجو .. ومن سيتحدث حينما يمر بشارع الشانز بباريس عن قوس النصر .. لن يقول بأنه القوس الذي مر الجيش خلاله بعد الحرب العالمية .. بل سيقول بأنه القوس الذي بلغه زيدان حينما احتفل بكأس العالم 98 .


زيدان كبير المعلمين .. شوفوا حتى شعره طايح .. بلا قصات بلا خربطة

أعود أكثر .. في العالم 94 وفي واحدة من أجمل بطولات كأس العالم … أتذكر المعلم روماريو .. وهو في الواقع خير من يطلق عليه كلمة معلم حيث لا يزال يلعب رغم تجاوزه عامه الحادي والأربعين ( والله انه معلم صدق ) ، ولازالت طريقة تجاوزه اللاعبين تلوح أمامي .. اللاعب القصير المكير أحد أفضل من أنجبتهم الكرة البرازيلية وأحد أسوأ اللاعبين حظا في تاريخها أيضاً .. لم يكن روماريو طويلا أو وسيما أو حتى صاحب بنية جسمانية رياضية ، لكنه صنع لنفسه ولبلده مجدا لا ينسى .. لا أنسى الكولومبي فالديراما صاحب القصة الشهيرة وصاحب الأداء المدهش والفريد من نوعه .. مشكلته أنه ولد كولومبيا .. لو كان أرجنتينيا أو برازيلياً لأصبح من ضمن اساطير كرة القدم .

لن أنسى بكل تأكيد .. العم باجيو .. لاعبي المفضل في تلك البطولة ومن أجله شجعت إيطاليا حتى بعد أن أضاع ضربة الترجيح في النهائي ، حينما يذكر المعلمون يأتي باجيو على رأس القائمة .. معلم كبير كبير .. وكما يقولون ( تتعب وأنت تقول كبير ) ، كان عمره في تلك البطولة 27 عاما لكنك حينما تنظر إليه تشعر وكأنه في الأربعين .. بل تحس بأن له أحفاداً ، باجيو غير الكثير من مفاهيم الكرة في ذلك الوقت ويبقى شكله وطريقة ربطة شعره محفورة في ذاكرتي كلما شاهدت المنتخب الإيطالي ..
أما الآن .. جيل ميسي وكاكا والبقية الباقية .. رغم إيماني بأن الجيل الحالي أفضل مهارة وفكر من الجيل السابق إلا أن اللذة غابت ، بالأمس القريب أشاهد كلاسيكو مدريد وبرشلونة وأتابع كيف أن ( المعلم ريكارد ) يدفع بـمبزرة في الدقائق الأخيرة (جيوفاني وطقته )  أعمارهم لا تتجاوز الـ 19 عاما .. وكأنهم سينقذون المباراة في دقائقها الأخيرة ..بينما كان المعلم الكبير ( هنري ) جالساً على الدكة .
كما أتذكر وأنا أشاهد كلاسيكو انجلترا بين المان يونايتد والأرسنال حينما دفع لاعب الأرسنال فابريجاس منافسه البرازيلي أندرسون .. كان المعلق يقول بأن اللاعبين – كما أذكر – من مواليد العام 1988 أي أنهم كانوا بالكاد يتجاوزون السنتين حينما غزا صدام العراق .. ( ياسرع الدنيا ) .. لكن ما أتفه المتنافسين وأنا أرجع لمباريات الفريقين سابقاً حينما كان المعلمين ( الفرنسي فييرا ) والإيرلندي ( كين ) يتلاكمان في ممر اللاعبين قبل أن تبدأ المباراة  .. بالفعل راحوا الرجال .. وانتهى زمن المعلمين !


الشرهة مهيب عليكم .. الشرهة على اللي جمعكم ، كني داري بتطلعون الحين على كامري وتفحطون في شوارع زيورخ ومشغلين طقاقات

أحمد
www.ahmad.ws

Exit mobile version