دخلها الماء – من مدونتي

لماذا قال ( كرّتين ) ولم يقل ( مرتين ) ؟
كان ذاك السؤال هو مايجول في خاطري
وانا اخرج من باب المسجد بعد الدرس المعتاد لشيخي في درووسه عن تأويل وتفسير جزء تبارك
فتحت الباب ولا زالت ( كرّتين ) في الاية الكريمة ( ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) ترن في مخي حتى قضى الله بقضاه علي فسقطت ارضاً
واصبح هذا الواقف متكوماً في الاسفل
بداية سميت بإسم الله وتعوذت من الشيطان وتفقدت ابهامي الذي فقدت الشعور به وقت السقطة او كما يقال ساعة الصفر
برقت ابهامي فإذا به يتضخم ويتضخم حتى اصبح كبالون افراح العيد ثم انفجرت عروق الألم في داخلي
الى درجة اني عجزت عن الرد على شيخي حين ناداني المرة الاولى .
احسست بالالم والفرحة
المي من ابهامي
وفرحتي من كوني وقعت عند باب المسجد
آآآه كم تمنيت  أن أموت بسجدة في مسجد – عسى الله أن يأمر بذلك –
كان المسجد جار للمستشفى او بالاصح الصحيح فالمستشفى هو الجار
تجمع علي اخوان الخير وحملوني على كرسي متحرك جلبه احد الاخوان من الطوارئ
رفض شيخي الا أن يوصلني بنفسه الى الطوارئ – جزاه الله خير واثابه جنات الفردوس –
دخلت غرفة الكشف وذهبوا الاخوان ليسجلوا اسمي عند الاستقبال وبقيت انا وابهامي المتورم وحيدين ,
بعدها بثواني دخل الطبيب قائلاً بلكنته المصرية
: سلامات سلامات
قلت الله يسلمك يادكتور
فتمعن في وجهي حتى يبدو انه عرفني فقال ببشاشه : أهلاااااااً ازاي الحال ؟؟
تلطفت قليلاً وقلت بخير وكاني به تجاهل ابهامي البالون
كشف علي وسحبني الى غرفة مبلطة من اعلاها الى اسفلها فعرفت اني على وشك التجبير – جبرالله خاطري –
لف اللفائف العجيبة التي تؤخذ متراخية فتغمس فتصبح متمايعة فيصبر عليها فتكون صخراً بلا خنساء .
تلك المسماة ( الجبس )
ذُهب بي الى منزلي محمولاً على سيارتي التي ذهبت اقودها فعادت يقودها غيري .
دخلت البيت وأختلط الدمع بين النساء وعرفت اني ملاقي ( الحلّب) الذي افر منه , فتم العهد والوعد بأن أُكله حتى يرم عظمي ويلتئم لحمي .
ذهبت الى غرفتي محملاً من امي بدواء الحلب
اعجزني الالم فتلقمت دواء كنت صرفته من الطبيب , عله يخفف الالم .
بدأ بي الملل فاذا بي انقاد الى جهاز الحاسب الذي تصفحت به الممنتديات واخر الاخبار حتى لعب الدواء لعبته المعهودة فجعل المنتديات مليئة بالرتوش والخطوط تموّج وتوّعج فأغلقت الجهاز بالزر الوحيد
وعانقت وسادتي .
في اليوم التالي بدأت رحلتي  الحقيقة مع الجبيرة فهي بيدي الذي اعتمد عليها اعتماد كاملاً من بين اطرافي كلها
اردت الاستحمام فهداني تفكيري ان اضع كيس بلاستيكياً على الجبيرة لكي لاياتيها الماء فيجعلها هباء منثورا
وضعت الكيس وربطته بعد عناء فكيف تربط كيس على يدك ويدك بكيس 
وضعته وتذكرت اخي الذي احببته عبدالله بانعمه شفاه الله وعافاه
فكيف به وهو لا يتحرك ابداً
لا اله الا الله
بدأت بفتح الماء وعناء الصابون الذي يسرح بين يدي البلاستيكية ويدي الاخرى ومع الخلط والشخط
صاحت اصابعي ( يابوشمس يابوشمس )
فجاوبها ضميري ( نعم )
فردن قائلات ( لقد دخل الماء )
قال ضميري ساخراً من الم المعاناة ( عقبال مايدخل الكهرب )
اغرورقت – ليست عيني – انما اغرورقت يدي بالماء واصبح امر ايقاف الاغتسال فارضاً نفسه
اغلقت صنبور الماء بعد العناء وقمت اتباكى على حالي فقمت انشد :
مكر , مفر , مقبل مدبر معاً @@@ كجلمود صخر حطه السيل من علِ
وكاني بأمرو القيس يقصد يدي في سابق عهدها
ولكن اوقفني امرو القيس بقوله : مكر
فبحثت بفكري مقصد الكلمة مكر
الكر هو الاغارة بقصد الضرب ثم الانسحاب
كما في لفظ الغرب هيت اند رن ( ضرب وهرب )
هل ياترى كلمة ( كرتين ) التي مفردها ( كرة ) ترتبط بكون انها ذهاب للبصر وتثبيتاً لعودته خاسئاً
لذلك قال امرؤ القيس مكر وهو يقصد فرسه فوصفه باللذي يذهب ويعود
ولو ان الله سبحانه وتعالى استخدم لفظ مرتين  بدلاً من كرّتين لسُلب تأكيد العودة فالكرة مثل المرة ولكن بجزم العودة والتكرار .
حقيقة لا أدري ولا افتي ولكني سأعود الى شيخي وساستشيره بما مر في خاطري
وحتى ذلك الوقت وهو حتماً بمشيئة الله سيكون بعد فك الجبيرة فكنا الله من الشر واياكم
سانتظر في بيتي حتى أن يمن الله علي بالشفاء
اللهم اجعلنا من الصابرين ولاتجعلنا من الساخطين يارب العالمين .


اخوكم ابوشمس
وفي رواية
غزال الوادي
الحقوق محفوظة للكاتب

Exit mobile version