!..حالة وفاة
مقالة قصيرة – بقلم / أحمد الجنيد
قد ينحصر لدينا مفهوم الوفاة بالمعنى العام .. مفارقة الروح للجسد وانتقالها من عالم الدنيا لعالم البرزخ وعالم الأرواح … لكن ربما أختلف قليلا مع هذا المفهوم .. فهذه ليست فقط الحالة الوحيدة ..
كيف ؟
لكل انسان مهما اختلفت بيئته ومجتمعه ، عادات وتقاليد مرتبطة بناحية تربيته .. ومنها يحدد للإنسان مباديء وقناعات يسير بها في طريقه بالحياة .. كل شيء يتغير .. الا القناعات والمباديء فهي التي تحدد مسيرة هذا الانسان بمدى تمسكه بها .. هذا على افتراض سلامة هذه المباديء .
أقوى التحديات التي قد تواجه هذا الانسان الضعيف .. عندما يحصل تعارض مع أحد مبادئه الأساسية .. عندما يكون الاختيار بالمساس بأحد هذه القناعات والتخلي عنها لأجل أمر قد يطرأ عليها خلال مشوار الحياة .. هنا تظهر قوة الانسان .. هنا تظهر عزيمته وتبيان لأساسه هل هو أهل لأن يحمل هذه المباديء أم لا ..
ان كان الاختيار بتجاهل هذه المباديء والانصياع لهذا التغيير الذي قد يبدو انه تغيير للأفضل .. حينها تكون قد حصلت الوفاة .. حينها حان الوقت للقيام بالعزاء فليست مفارقة الروح بأمر أكبر لمن فارقه تفكيره وأعلن وفاته مبكرا ..
! لكن
الجميل في هذه الوفاة .. أنها قابلة للإرجاع بعكس نظيرتها المعروفة .. فليس كل من توفي فكريا غير قادر على العودة لأصله من تلك المباديء التي تربى عليها .. هنا يكون الارتقاء في العودة .. وهذه ميزة في اسلامنا بأن العائد لا ننظر الى ماضيه .. بل ننظر إلى حاله فقط ..
فلم لا نعود 🙂 ؟
أحمد