يعاني رجل من حالة نادرة وقاسية تسمى “فرط الحساسية الكهرومغناطيسية” والتي تمنعه من الخروج من منزله، كما أنه لا يستطيع المشي بالقرب من شبكة واي فاي. “بيتر لويد”، 42 عامًا، يجلس في منزله على أريكته في “سان فاغنز” في “كارديف” فلا يستطيع استخدام الأدوات الكهربائية ، مثل: التلفاز، أو الهاتف، أو مشغل الأقراص المدمجة، فذلك يسبب له ردة فعل حادة. فعلى الزوار أن يتركوا هواتفهم النقالة والساعات في الخارج، كما أنه لا يستطيع استخدام التمديدات الكهربائية للتدفئة أو الإضاءة في منزله، ما يدفعه لتسخين الماء على موقد الغاز.
لا يستطيع لويد المشي، وقد انتقل إلى منزله عام 2009 الذي لا يخرج منه؛ فخروجه يعني أنه قد يحصل اتصال أو تماس مع شخص يحمل هاتفًا نقالًا، أو سيارة، أو آلة ثقب، أو أن يدخل منطقة فيها شبكة واي فاي. واستطاع خلال الفترة الماضية قراءة 100 كتاب، وبطبيعة الحال فإنه يضيء الشموع حين يحل الظلام. ويقول:” كان يتولد شعور ضبابي في رأسي حين أنظر إلى شاشة الحاسوب، فلا أستطيع التفكير جيدًا، وتحصل صعوبة في الحديث”. فقد أثر استخدام الهاتف المحمول على لويد، ليصبح حساسًا من الترددات المختلفة. واعتقد لويد في بادئ الأمر أنه قد يتغلب على هذا الأمر، لكن ذلك كان يسبب له صداعًا شديدًا في مقدمة رأسه، لم يقوَ بعدها على احتمال الألم.
وكمحب للقراءة، أخذ لويد يطلع على الدوريات العلمية، عله يجد تفسيرًا لما يحصل معه، فوجد بعض المقالات التي تصف بعض الأعراض التي تتقاطع مع حالته، ليعلم أنه يشكو من “فرط الحساسية الكهرومغناطيسية”. وقضى لويد مدة ثلاث سنوات في إسبانيا، ليعود بعدها إلى كارديف، حيث فقد قدرته على الحركة هناك. يعاني لويد من عدم إيجاد مأوى، فعليه أن يترك منزله، ولم يقدم مجلس المدينة الإقامة اللازمة، فسينتهي الأمر به في أحد المستشفيات. لكنه يرغب في أن يقضي وقته في أحد الأكواخ الخشبية كي يكون بعيدًا عن جميع المؤثرات التي تسبب له آلامًا.
استُخدم مصطلح “فرط الحساسية الكهربائية” عام 1989، في حين استُخدم مصطلح “فرط الحساسية الكهرومغناطيسية” عام 1994 ليصف حالة من يعاني من حساسية من الترددات المغناطيسية والكهربائية. ولوحظت أعراض فرط الحساسية الكهرومغناطيسية في وقت مبكر من 1930 عند العاملين في المحطات الإذاعية، وعام 1940 عند العاملين في الرادارات العكسرية. وبدأ المرض يظهر عند العامة في سبعينيات القرن الماضي مع استخدام الحواسيب.
وتزايد انتشاره بحلول الثمانينيات مع اختراع الهواتف النقالة، ثم شبكات الواي فاي عام 2000. ظهرت الحالة الأولى من فرط الحساسية الكهرومغناطيسية عام 1989، وبدأت مجموعات تدعم مرضى هذه الحالة بالظهور في 30 دولة. وصوَّت الاتحاد الأوروبي عام 2009 لاعتبار الشخص الذي يعاني من فرط الحساسية الكهرومغناطيسية معاقًا. وعلى الرغم من وجود تعريف رسمي لهذه الحالة، فلا يعرف الأطباء الكثير عنها.