حاجة .. عادة .. يوجد رجيم مجرب بالداخل

بسم الله الرحمن الرحيم

يستيقظ أحدنا قرب الساعة العاشرة وقد أتخم من النوم وبدأت عصافير بطنه بالصراخ ، يذهب لأقرب فوال وتميس ويأكل ما لذ وطاب ، يصلي الظهر وفي تمام الساعة الواحدة يكون الغداء جاهز فيجلس على السفرة ويأكل حتى يسقط على ظهره من التخمة ! وبعد هذه الوجبة الخفيفة يجلس أما التلفاز أو الكمبيوتر إلى العصر وبعد الصلاة تكون القهوة والشاي مع الحلا طبعاً قد جهزت ، ويجلس ويتناول ربع كيلو حلا ونهي على ما حوى برادي الشاي والقهوة ! ، في المغرب يزور أحد الأصدقاء وطبعاً القهوة والشاي وأصناف الحلا في الإنتظار يجلسان المغرب في قيل وقال ولا يقومان إلا وقد أنهيا الحلا والبرادين ! ، بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين يكون طعام العشاء قد جهز ، فيجلس ولا يقوم إلا والصحن قد نظف مما كان فيه ! يأتي صاحبنا فيما بعد ويتسائل لماذا وزني زائد رغم أني لا أتناول إلا ثلاث وجبات في اليوم مع قليل من الحلا والقهوة !
يستيقظ أحدنا قرب الساعة العاشرة وبعد الغداء يأخذ قيلولة ويستيقظ قبل صلاة العصر (على افتراض عدم التفريط في الصلاة وإلا فالكثير إلا من رحم ربي يصلي العصر قبل المغرب بدقائق وقد يجمعهما مع بعض !) ، وفي الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة يرجع ليخلد للنوم وطبعاً لا يستيقظ إلا بعد نوم ثمانية ساعات وإن نام أقل من ثمانية ساعات فسيكون اليوم أسوداً في وجهة لأنه لم ينم جيداً حتى ولو كان قد نام سبع ساعات وتسع وخمسين دقيقة !
في السيناريو الأول والذي يتحدث عن الأكل ، الكثير منا لديه مشكلة مع الأكل ، فهو يقضي نصف يومة في الأكل والنصف الآخر في النوم ! المشكلة التي لدينا هي اثنتان وهي أن الشخص يأكل على غير جوع ، وأن الشخص لا يكف عن الأكل إلا وقد فرغ الإناء ! إن أكل الأكل على الأكل ليس في مصلحة الجسم ، ولك أن تتخيل أخي الكريم خلاط وضع به شيء ليطحن وبعد أن قرب الخلاط من الإنتهاء من الطحن أضيف له كمية جديد لم تطحن وبعدها أضيفت كمية وكمية ! أراهن أن الخلاط لن يصبر وسيعلن إضرابه عن العمل ! المعدة أيضاً ليس لديها القدر على هضم ما هب ودب لكن المسكينة لا تستطيع الإضراب عن الطعام إلا عن طريق المغص أو أحد آلام البطن !!
 
في السيناريو الثاني والذي يتحدث عن النوم ، الكثير منا لديه معاناة مع النوم إما كثرة النوم أو قلة النوم ، فالبعض ينام لساعتين ويكتفي بذلك والبعض قد ينام ليومين متتاليين وهو لا يعلم !
 
يقولون أن معرفة المشكلة نصف الحل ، لقد عرفنا المشكلة فما هو الحل ؟

مشكلتنا مع الطعام:
أذكر قبل فتره شاهدت برنامج لباول مكينا بعنوان I can make you thin (أستطيع أن أجعلك/ي رشيق/ه) والذي عرض على قناة سكاي الأولى ، وملخص ما جاء به بعض أبحاث وتجارب هو كالتالي:
أعد برمجة عقلك حول الطعام واعلم أن الطعام ليس واجب يومي تقوم به مجبراً بل هو وقود لجسدك يمدك بالطاقة والحيوية لتقوم بنشاطك اليومي ، وعند رغبتك في تناول الطعام اتبع الخطوات التالي:
أولاً / لا تأكل إلا وأنت جائع إلم تكن جائع فلا تأكل.
ثانياً / كل ما ترغب به وليس ما يجب عليك أن تأكله (كثير منا في دول الخليج خصوصاً ملزمون بأكل الأرز ، إلم تكن ترغب في هذا الطعام تستطيع أن تأكل شيئاً آخر).
ثالثاً / كل بتمهل وتذوق ما تأكله (بعض الناس يأكل وكأن هناك شخص يلحق به!)
رابعاً / عندما تشعر بالشبع توقف عن الأكل وانتبه من أن تصل لحد التخمة.
هذه خلاصة الحلقات الأربع ، بعد تجربة لمدة أربعة أشهر (ولو أني لم ألتزم تماماً ، فأحياناً آكل حتى أسقط من الإعياء:-)) ، كان وزني 120 كيلو (قولوا ما شاء الله) ، الآن وزني 100 كيلو هذا وأن لا أمارس الرياضة بل كثير الجلوس أمام جهازي العزيز !
وقبل كلام باول مكينا لدينا قول الرسول الحبيب بأبي هو وأمي على أفضل الصلاة والتسليم:
روى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك فما زالت تلك طِعمتي بعد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه
قال صلى الله عليه وسلم : كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة
يقول تلميذ شيخ الإسلام ، ابن القيم رحمهما الله : ومراتب الغذاء ثلاثة : أحدها : مرتبه الحاجة والثانية : مرتبة الكفاية ، والثالثة : مرتبة الفضلة ، فأخبر صلى الله عليه وسلم : أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه ، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها ، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه ، ويدع الثلث الآخر للماء ، والثالث للنفس وهذا من أنفع ما للبدن والقلب ، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب ، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل ، هذا إلى ما يلزم من فساد القلب وكسل الجوارح عن الطاعات ، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع ، فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن . هذا إذا كان دائماً أو أكثرياً ، وأما إذا كان في الأحيان ، فلا بأس به ، فقد شرب أبو هريرة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال : والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكاً ، وأكل الصحابة بحضرته مراراً حتى شبعوا، والشِّبَعُ المفرط يُضْعِفُ القِوى والبدن وإن أخصبه ، وإنما يَقْوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته ، ولما كان في الإنسان جزء أرضي ، وجزء هوائي ، وجزء مائي ؛ قسم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة .
 
مشكلتنا مع النوم:
هناك معلومة منتشرة بين الناس وهي أن المدة الطبيعية للنوم هي ثمانية ساعات ، حسناً هذه المعلومة خاطئة ، والدليل قوله تعالى في سورة المزمل (يا أيها المزمل ، قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا) ، من المعروف أن متوسط ساعات اليوم هي 12 ساعة وأن الليل كذلك ، عندما يقول الباري (قم الليل إلا قليلا) فهذا يعني قرابة الـ 8 ساعات ، وعندما يقول جل في علاه (نصفه أو انقص منه قليلا) نصف الليل هو 6 ساعات أو انقص منه قليلا ليكون 4 ساعات ، نستنتج أن معدل النوم الطبيعي للإنسان هو 4-8 ساعات ، والمعدل الطبيعي والله أعلم هو 6 ساعات للإنسان ، وقد ثبت بعد أبحاث نشرت مؤخراً أن النوم أكثر من 8 ساعات يعد مرضاً للإنسان.
صلى الله على الحبيب وسلم ، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً يا أرحم الراحمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وتقبلوا تحيات أخيكم

فهد الشايع

Exit mobile version