جامعة القصيم

هذا الموضوع نشر في أكثر من منتدى ولكن بمعرفات مختلفة وكنت قد كتبته مؤخراً راجيا من الله أن يكون له بعض التأثير

### جامعة القصيم###

لابد من المصارحة مهما كانت موجعة ولابد من المكاشفة مهما كانت مؤلمة هذا ماقاله صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب إبان حرب اسرائيل على لبنان الأخيرة .

وقد صدق في ذلك فالتغاضي لن يغير الوضع الراهن ولو بعد حين ,لا أستطيع أن أقول بأن البيئة الإدارية التعليمية السعودية تحتضر الآن فهيا لم تحيا من الأصل ولكني أستطيع ان أقول انها تفتقد للمقومات الأساسية اللتي تتطلبها أي منشأة للحصول على المخرجات المطلوبة وعلى قدر عال من الجودة.

حسناً,, أعتقد أن علاقة الجمل السابقة بجامعة القصيم من وجهة نظري قد اتضحت للقارئ , عندما انفصلت جامعة القصيم عن جامعة الملك سعود لتصبح جامعة مستقلة انقسم بعض الناس في وجهات نظرهم  إلى قسمين  بين مؤيد لحصولها على استقلالها ولكي تحيا روح التنافس بين الجامعات مما ينعكس على مخرجاتها  ومعارض رافض للفكرة بحجة أن جامعة الملك سعود أفضل وأن جامعة القصيم ستحتاج إلى كثير من الوقت كي تلحق بالركب مما سينعكس أيضا على طلاب الجامعة وفرصهم الوظيفية.

أصحاب القرار أرادوا أن ينقلوا التعليم العالي في المملكة إلى مرتبة أعلى بقرار استقلال بعض الجامعات, شخصيا أعتبره قرار صائب لكنه افتقد لعامل أساسي لقد افتقد الإدارة.

أعتقد أن البعض قد سمع عن تأخر استلام  بعض الطلاب لجداولهم حقيقة لا أدري مالذي يؤخر جامعة ميزانيتها  659.450.000   ريال   لعام 1426 و 709.514.000 ريال لعام 1427 ريال عن استصدار جداول لطلابها لقرابة شهر كامل حتى أن واحدا منهم حُرم من أحد المواد بسبب الغياب, طبعا غني عن الذكر أن الدكتور لم يقبل عذره بعدم استلام الجدول! هذا أحدهم والباقي كثير…

لماذا لاتستفيد ادارة الجامعة من خبرة الجامعات الأخرى في مكاتب التسجيل . لماذا تستمر مشكلة التعارض في جداول بعض الطلاب في بعض الكليات فتجد محاضرتين في نفس الوقت.هل العملية معقدة إلى هذه الدرجة ؟ عقد مع جامعة خارجية لتطبيق نفس النظام سيحل الموضوع نهائياً!

أمور كثيرة تتزاحم لدي  أيهما أهم بطرحها هنا ولكن لعلي أستمر بذكر أهمها بالنسبة لي .

لطالما أردت أن أسأل مسؤولاً وأقول له ,,لماذا تتأخرون في صرف المكافئات لفترات تصل إلى شهرين وثلاثة  رغم أن الميزانية تأتيكم كل سنة مع مخصصاتها؟؟

وهنا تجدر الإشارة وللأمانة كذلك أن الجامعة تخلصت من هذه العادة في بعض الكليات ولكنها لم تتخلص منها نهائياً.

العجيب والغريب فعلا أن تلك الميزانيات لاتصرف كلها وإنما يعاد جزء منها في آخر السنة كفائض وهنا نعيد السؤال السابق مرة أخرى ولكن مع قليل من الحنق .

مالذي يحدث هناك أهو استهتار أم عجز في القدرات؟

لماذا كل هذا,,لماذا لايكون هناك تخطيط مسبق لكل شيء لماذا؟

قررت ادارة الجامعة وضع سنة تحضيرية وهو قرار تطبقه أكثر الجامعات المتميزة  وخطوه رائعة نحو الرقي لكنهم وقعوا في فخ العشوائية مرة أخرى. فعدد الطلاب يصل إلى ستين طالب  وأكثر في محاضرات اللغة الإنجليزية ومثله كذلك في محاضرات باقي المواد  ,, لن أقول مالمشكلة في ذلك عليكم مراجعة وزارة التعليم العالي لتخبركم  عن حجم المشكلة ونتائجها.

لقد أخفقت الجامعة بتحقيق الهدف المرجوا من السنة التحضيرية  حتى الآن, عندما اعتمدت على مناهج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن,ليس لأن المناهج غير مناسبة بل على العكس تماما المناهج متميزة ومشهود لها بذلك ولكن الجامعة لم تحتويها بشكل مناسب ،فعددٌ قليل من المحاضرين مقابل عدد مهول من الطلاب. غني عن الذكر مرة أخرى بأن الجامعة استغنت عن بعض الكتب من منهج اللغة الإنجليزية بسبب الظغط .

هناك  مشاكل أكثر في السنة التحضيرية كتأخر الكتب ومشاكل بعض أعضاء هيئة التدريس كتسهيل الغش مثلاً ولكن ليس هذا المقام لتفصيل ذلك وسرد قصص عنه بل إني أعتقد أن إصلاح ماسبق والبدء به سيؤثر ايجابيا على تلك المشاكل اللتي أعتبرها وليدة مشاكل أساسية سابقة .

هذا الجمود الإداري واللامبالاة

سيؤثر سلباً على أعضاء هيئة التدريس وعلى الموظفين بشكل عام فالنشاط سيقل و الأداء المتميز سينحصر.

وهنا يجب أن أشير إلى أن هذه النتيجة قد لاتكون عامة على الجميع بل أن هناك من يعمل ويخلص في عمله وسيستمر في الإخلاص مهما كان . في الحقيقة هناك كوادر رائعة في الجامعة تنتظر التحفيز وتوسيع دائرة الصلاحيات كي تبدع وتغير الكثير نحو الأفضل .

ماذا عن النشاط الطلابي؟

لايخفى عليكم أهمية النشاط اللاصفي في صقل شخصية الطالب وتنمية متعة التعلم والاختراع .

في الحقيقه لايوجد هناك نوادي منفصلة في جامعة القصيم لكل قسم كما في الجامعات الأخرى ,بل تكون تحت مظلة نادي واحد تندرج تحته الأقسام وتحت ادارة واحدة !! كيف لهم أن يديروا أكثر من نادي من عدة تخصصات ليس لها علاقة بتخصص ادارة النادي. في هذه الحاله لن نستغرب قلة الإنتاجية والجديد من الطلاب ولا حتى التنافس المثمر.الطالب يحتاج إلى كثير من المهارات التي لايجدها في الدراسة الأكاديمية هذه المهارات ضرورية له هناك في حقل العمل في المستقبل وهنا تكمن أهمية تفعيل النشاط الطلابي في أي جامعة ؟

هذا ماتهتم به كبرى الجامعات على مستوى العالم بل أن بعضهم يعتقد أن النشاط الطلابي لايقل أهمية عن الدراسة الأكاديمية.

يحتاج النشاط الطلابي هناك  إلى كثير من الدعم من ادارة الجامعة ممثلةً بعمادة شؤون الطلاب  كي يحقق الهدف السامي المرجو من  النشاطات اللاصفيه ولكي يستفيد من الميزانية التي ترصد له كل شهر في صندوق الطلاب على أكمل وجه .

في الحقيقة الإدارة الناجحة عبارة عن افكارة متجددة ونشاط دائم وشورى وإخلاص منقطع النظير ممتزج بعلم وخبرة ليس كما يحصل في السنة التحضيرية على سبيل المثال .

لابد للمسؤولين من لفتة تجاه هذه الجامعة فالدولة ممثلة بقياداتها تهتم بالتعليم وهذا يتضح من الميزانيات الضخمة اللتي تعتمد لوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي كل سنة , ونحن بدورنا كمواطنين غيورين نهتم بكل ممتلكات وطننا وإنتاجيّات تلك الممتلكات التعليمية منها وغير التعليمية  فالإشارة إلى الخطأ أشبه بالواجب ولايعتبر كيداً بالمسؤولين في تلك الجهة أيا كانت بل هو تنبيه لهم أيضا فإما أن يصلحوا أخطائهم ويسعوا سعيا حثيثا نحو الرقي والتميز أو أن يتنحوا جانبا ويتركون قيادة الدفة لمن هو أكفأ منهم .

صحيح أن الجامعة تعتبر جامعة بكر لكن يجب أن لاتفتقد لأبجديات الإدارة والتخطيط .

لابد من روح جديدة في الجسد المحتضر كما قال صديقي…لقد صدق أليس كذلك؟

هذه حقيقة والحقيقة يجب أن تقدم كما هي كي تعالج فلابد من المصارحة مهما كانت موجعة ولابد من المكاشفة مهما كانت مؤلمة

أبو فيصل

طالب ومواطن غيور….

Exit mobile version