في كل عام من أواخر فصل الربيع وحتى فصل أوائل الصيف، يظهر مشهد طبيعي لا يصدق حول مجرى نهر تيسا، الملايين من الذباب طويل الذيل أو كما يطلق عليها “بالينجين لونجيكودا” ترتفع فوق النهر مكونة سحابات هائلة من الذباب ترفرف فوق سطج الماء لمدة بضع ساعات، وكثيراً ما يستمر هذا الحدث الفريد من نوعه إلى ثلاث أو أربعة أيام، ويشار إليه باسم ” تتفتح من تيسا” وهي من الظواهر الطبيعية الأروع في الأنهار الأوروبية.
بالينجين لونجيكودا أو ذبابة تيسا سميت بهذا الأسم على أسم نهر تيسا الأوروبي حيث تم أكتشافها لأول مره، وهي أكبر أنواع الذباب في أوروبا، يصل طولها إلى 12 سم من الرأس إلى الذيل.
هذه الحشرة تقضى معظم عمرها (3 سنوات) كيرقات في الوحل بقاع النهر. وبعد الفقس يصبح لدى الذكور البالغين فقط بضع ساعات لإيجاد أنثى قبل أن يموت، ولفعل ذلك، يطير الذكر من أسفل النهر لأعلاه لإيجاد الأنثى المناسبة.
وبعد التزاوج تطير الأنثى فوق سطح النهر عدة كيلومترا نحو المصب لتلقي ببيضها على طول الطريق، وينجرف البيض إلى الأسفل وبعد 45 يوماً بفقس البيض إلى يرقات تعيش وسط الوحل مكونة مستعمرات كثيفة تصل إلى 400 مستعمرة لكل قدم مربع!.
وبعد ثلاث سنوات يظهر الذباب الكبير على سطح النهر بعد أن تكون قد نضجت تماماً ويكون لديها تقريباً ثلاث ساعات قبل أن تموت فمعظم الذكور تموت تقريباً بعد عملية التزاوج مباشرةً.
هذه الظاهرة الفريدة من نوعها هي واحدة من أكبر المعالم الطبيعية في العالم، فبخروج الذباب الكبير إلى الهواء تجد السماء كلها ممتلأة بالذباب الباحث عن شريكة قبل وفاته، وبعدها تمتلئ تيسا بالذباب الميت في الطرقات ويتم بسببها غلق الجسور وتعطيل حركة السيارات حتى يتم إزالتها بواسطة محراث الثلج!.
سبحان الله
