بيت الله الحرام ..والبيت الأبيض

لا أعلم من أين أبدأ …
لم يطاوعنى القلم بالخوض فيما أكتب …
لكنى عدت لأكتشف أنه ليس القلم … بل هى يدى التى أبت أن تحمله وتحمل معى عبأ اتهام أمة بأسرها بالعار والخزى والخذلان
أمة أعطاها الله كل مقومات القوة … فأبت إلا الوهن
أعطاها الله الهيبه … فأبت إلا الخوف
جمع شملها ووحدها … فأبت إلا الشتات والضعف
أى أمة هذه التى تترك الأمان فيما وهبها الله إياه وتنشده عند غيره ليستذلها ويحقر من شأنها ويسلبها أمنها … ولا يكتفى
فيستنزف أموالها … ولا يكتفى
فيستحل دمائها …. ولا يكتفى
فيستبيح عرضها … ولا يكتفى … ولا يكتفى
ولن يكتفى
يا أمة أعطاك الله فرددت عطيته
قال الله تعالى : ( أو لم يرو أنا جعلنا حرماً ءامناً ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) سورة العنكبوت
 
وقال تعالى : ( وقالو إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرماً ءامناً يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ) سورة القصص
لم يرد الله للأمة بتوجهها إلى بيته الحرام والتفافها حوله طاعة فى أيام معدودات تتكرر كل عام وحسب .. فهذا قصور بالفهم
إنما أراد الله لنا التوحد والإعتصام بحبله المتين , وإذابة الأجناس بمختلف ألوانها وألسنتها ليحتويها وعاء واحد .. إسمه أمة الإسلام
لكن أعيننا التى طمستها الغشاوة لم يعجبها اللون الأسود .. لم تستريح له
فذهبت بنا إلى بيت آخر جذبها إليه نصاعة بياضه الزائف لنلتف حوله … ونلتمس الأمان عنده حتى إذا ما دخلناه وقعنا بِشَرَكْ ظلمته
ظلمة شِرْكٍ وحقد وإلحاد
فكان مثلنا كمثل هوام طائرة جذبها ضوء الصاعق حتى إذا ما دخلته هلكت
إهتز القلم بشدة فى يدى كأنما يعترض قائلاً تأدب
فرمقته شذراً قائلاً له :
ماذا تريد يا قلم منى … إن لم تكتب بالحق سأبدلك بغيرك طائعا
فلأن أبدلك خير لى على أن يستبدلنا الله بقوم غيرنا أفضل منا وأقرب طاعة لله رب العالمين .

طارق المصرى

Exit mobile version