خارج السلسلة المعتادة .. جديد التقنية في أسبوع .. أتحدث اليوم عن موضوع هام .. لابد و أن ينال نصيبه من الاهتمام ..
تحدثنا كثيرا في هذا الموضوع .. و لازلنا نتحدث .. و سنتحدث مستقبلا .. علنا نرى اليوم الذي نشهد فيه رُقي في الفكر و التعامل .. نعم إنه موضوع النقل .. و ليس النقل النصي تحديدا و إنما أسلوب سلب الحقوق .. و خداع القارئ حتى بات المستخدم العربي لا يدرى أين الأصل و أين الصورة الكربونية ..
تحدثت من قبل في هذا الأمر .. و ها أنا أُعيدها مرة أخرى .. لا أدري ماذا يضير الناقل من أن يذكر تفصيليا مصدر ما كتبه ؟؟!! .. أليس في ذكر المصدر زيادة في مصداقية الخبر ؟؟ .. أليس فيه فائدة لك و لغيرك ؟؟ .. فائدة لك بأنك حين يراك الناس تذكر مصدر ما تنقل سيذكرونك كمصدر لما ينقلونه منك .. علهم بك يقتدون .. و فائدة للقارئ الذي لربما يرغب بالاستفسار أو الاستزادة عما نقلت فيبحث في مصدره بدلا من محاولات عقيمة للبحث عن مصدر الخبر الذي يكون الناقل قد أبدع و تفكر طويلا في كيفية إخفاؤه ..
سأتخذ GadgetsArabia.com كمثال حي لهذة المسألة التي باتت كالآفة التي تستشري يوما بعد يوم في وسط الانترنت العربي .. و أبدأ الحديث بالرسالة الأسبوعية التي ننشرها عبر مجموعة أبو نواف البريدية .. جربت أن أكتب في مربع البحث عنوان الرسالة نصا مع التأكيد على البحث عن الجملة كاملة بمعنى أن النتائج ستكون لمن ينقلون الرسالة نصيا بما في ذلك عنوانها دون أدنى تعديل .. فهكذا جاءت النتائج .. 580 مقال منقول نصا .. الرسالة كما هي نصا علما بأن الأغلبية العظمى لهذة النسخ لا تذكر أي مصدر لما تنقل .. و نسبة قليلة تذكر عبارة “منقول من الايميل” .. لا أدري ماذا تعني هذة العبارة ؟؟ و هل البريد الالكتروني يعد مصدرا يعتد به للخبر ؟؟ علما بأن المصدر معلوم و واضح للناقل و لا يحتاج الى البحث عنه ..
بالطبع كانت هذة هي الطبقة الأولى من الناقلين .. و هم من ينقلون المحتوى حرفيا .. و لا يحاولون مواراة المصدر بجد و اجتهاد و انما ينقلونه مباشرة كما هو .. لكن بقليل من البحث و التحري تزايد هذا العدد الى 870 نسخة منقولة من هذة الرسالة الواحدة, تم التنويع فيها بين جديد التقنية في ساعات, جديد التقنية في لحظات .. الى آخره .. و هؤلاء هم الطبقة الثانية من الناقلين .. و هم من يغيرون في المحتوى بدرجة بسيطة لإضفاء لمسة مختلفة عليه .. والأغلبية العظمى من هؤلاء يقوموا بدون شك بإخفاء المصدر دون إشارة الى أن المحتوى منقول من الأساس .. و إن كان المحتوى الرئيسي يبقى كما هو مما قد يسهل تتبعه و الوصول الي هذا الناقل بالبحث ..
أما الصنف الثالث من هؤلاء الناقلين .. فهؤلاء من أجدهم أسوأ هذة الأصناف جميعها .. فهؤلاء من يدسون السم في العسل .. فيعمل قدر الإمكان و يبذل قصارى جهده في إخفاء مصدر الخبر .. و كذلك تغيير بعض الكلمات في الخبر نفسه و ينسبه بكل وقاحة الى نفسه بل و يباهي بكونه مصدر هذا الخبر .. فكأنه يكذب و يصدق كذبته ..
هل تعلم أن عدد المقالات المنقولة عن GadgetsArabia.com وصلت الى أكثر من 12 ألف موضوع منقول ؟؟ ما لا يقل عن 80-90% منها تم نقله دون أدنى إشارة الى المصدر .. و في أغلب الحالات يعمد الناقل الى تورية المصدر و تعديل بعض الكلمات في الخبر و نسبه بكل وقاحة الى نفسه بشكل مباشر !!!
هل تعلم أن بعض من يدعون أنهم من كبار المواقع هم من هؤلاء اللصوص ؟؟ .. و سأدع لكم الحكم على هذة الأمثلة ..
نبدأ الجولة مع موقع محيط .. و الذي يدعي المسؤولين عنه أنهم من أكبر المواقع الإخبارية العربية .. لكن اذا كنت من متابعي الموقع ألم تلاحظ أنه منذ اليوم الأول لظهور GadgetsArabia.com فقد أصبحت نسبة هائلة من محتوى القسم التقني هو محتوى منقول حرفيا عن GadgetsArabia.com مع تعديل كلمة أو كلمتين .. و نسب الخبر الى مراسلي الموقع في واشنطن و لندن و كافة بلدان الأرض .. !!! لا أدري هل قام مراسل الموقع هذا بتصفح موقعنا و نقل الخبر و على هذا أُعتبر الخبر قد جاء من واشنطن رأسا .. !! ؟؟؟؟
إن الأمر بدا لي صاعقا .. فقد لاحظت تفنن المسؤولين عن الموقع في النقل الخفي باحتراف .. و لا أدري لماذا لا يضعون مهاراتهم المذهلة هذة في كتابة محتوى خاص بهم ؟؟!! .. حقيقة أصابني ما رأيت بالاكتئاب .. لا حزنا عليهم .. و لكن حزنا على القارئ الذي لا يدري أنه يتعرض لعملية خداع كبرى .. لذلك قمت بمراسلتهم مباشرة في هذا الأمر عارضا أمامهم العدد الهائل من المقالات التي تمت نقالتها حرفيا من GadgetsArabia.com و تفنن الناقل في إخفاء أي اشارة تعود الى المصدر الأصلي للخبر .. و لكن كما هي العادة في التعامل .. فلا حياة لمن تنادي ..
أترككم الآن مع الجولة المصورة .. و كلي أمل . أن يرتقي هؤلاء بأسلوب تعاملهم أكثر من هذا .. و أن يحترموا حق القارئ و عقليته .. علما بأن هذة النوعية من النقل تعد اختراق لقوانين حماية الملكية الفكرية .. و يحق لمن يتعرض لها أن يطالب الشركة المستضيفة لأي من هذة المواقع بإغلاق الموقع .. و للعلم فإن الشركة المستضيفة ليس لها الحق في الرفض إذ أنها تخضع لقوانين و لا يمكنها تجاوزها ..