يتحدث الكثير منّا عن أن فلاناً رجل متغطرس ..
يرى الناس بعين واحدة ، ويتحدث من أرنبة أنفه ..
يسلم على من يراه بنرجسية ، ويتحدث بكل [ عنجهية ] ، يمشي وكأن جيوبه محملة بأطنان الحديد ..
لا يعجبه فلان ، ويستفزه فلان ، ويكره أن يرى فلان !!
لا يرد على كلام المتكلم ، و على آهات المتأوه ، ولا على زفرة [ المكبوت ] !!
يرى الناس من حوله و كأنهم ذباب خلقهم الله لخدمته !!
ولكن ..
رغم أني -وبلا شك- ضد هذا الكبر ، لأنه ذنب كبير ومرض خطير ..
لكنّي لا ألوم صاحبه المسكين !!
فـ هو في النهاية بشر ، خلقه الله وأبدع في خلقه ، وهو رقم ضمن تعداد المسلمين في العالم ، وقد تحيا الرحمة في قلبه يوماً ما ..
ولكن ..
عندما يتكبر جهاز خلقه البشر ، وهو مطعون فيه وفي أمانته وذمته ، وقد حاول الكثير منّا قتله ، لأنه مرتكب لكبيرة من الكبائر !!
هنا تكمن الطامّة !!
محدثكم -غفر الله لي- يشير إلى :
( ساهر .. لـ سلامتكم ) !!
فـ هذا الجهاز متغطرس لدرجة الثمالة ، وكريه لدى الشعب حتى درجة اللاوصف ..
كم من شاكٍ شكى له فقره ؟؟
كم من محتاج رفع له صوته ؟؟
كم من عاطل يبحث عن عمل زفر له كبته ؟؟
كم من ميسور الحال لم يسمع منه كلمته ؟؟
كم من عائل لأسرة كبيرة يندب أمامه حظه ؟؟
فـ لم يرد على أحدٍ منهم !!
أليست هذه غطرسة منك أيها الـ [ ساهر ] ؟؟!!
قراء هذه الأحرف : أتعلمون ما هي نهاية غطرسته ؟؟
لقد ارتكب جرماً عظيماً ، و وصلت به نرجسيته مبلغاً عظيماً ، لقد عصى ولي أمره !!
حينما صرح سماحة الوالد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء أن هذا [ التدبيل ] لا يجوز شرعاً ..
صمت [ نائم ] عفواً [ ساهر ] ولم يلقي لـ سماحته بالاً ..
والواقعة الأشد ، أن خادم الحرمين الشريفين -أمد الله في عمره على الطاعة- أمر بعدم التعرض وتسفيه أقوال العلماء من قبل الصحافة والإعلام والعامة !!
لكن بما أن [ ساهر ] ليس صحفياً ولا ليبرالياً ولا رجلاً من عامة الشعب ، و ليس لديه نقير عقل و لا قطمير شهامة و لا فتيل رجولة ، لذا لم يوجه له الخطاب مباشرة !!
ولكن بالتأكيد هو فهمها ولكنه [ عدّاها ] بمزاجه ، رغم أنه لا يعدي أبداً !!
أرأيتم كم هو متغطرس ؟!!
[ ساهر ] أنا بـ [ كرهك ] ، كما يكرهك أغلب الشعب ، فـ اسمك وحده يجعلنا نضع أيدينا على جيوبنا ، وليست على قلوبنا !!
و لكن كما قيل -في حديث عند الترمذي- :
" أبغض بغيضك هوناً ما ، فعسى أن يكون صديقك يوماً ما " ..
وقال عمر -رضي الله عنه- : " لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً " ..
قد أسامحك و أكون صديقاً حميماً لك في قادم الزمن ، إذا :
1. توقفت فوراً ومن الآن عن [ تدبيل ] ما يردك من مخالفات ، لأن الربا من أكبر الكبائر ، وأخف دينار الربا أن يأتي الرجل أمه ..
2. خُصِصِت كاميراتك للمراقبة -داخل الأحياء- عن السرقات والجرائم فوق عملك الحالي ، حتى يتطور العمل الأمني ..
3. زاد معدل السرعة على الطرق السريعة إلى 140 – 160 بحسب نوع السيارة ، فالآن نحن في عصر السرعة ، وأبشرك أن الشعب -من فضل الله ثم فضل هذه الدولة- لم يعد يسافر بالـ DATSUN84 ، وا ستبدلت بـ بنوراما و بي إم و أفالون و VXR و كامري ، والأمان قد زاد في السيارة عند القديم -رغم أن الأمان من الله- ..
4. وضعت لوحة قبل كاميرتك تقول [ انتبه .. أنا أمامك ] ، لأن عملك يا صديقي -القادم- الحفاظ على الأرواح -كما تزعم- ، ولأن شعارك لـ [ سلامتكم ] ، وليس لـ [ ترصدكم ] ..
5. كانت جميع السيارات لديك سواسية ، لا فرق بين وزير و حقير ، ففي النهاية الحادث والموت واحد ، و لن ينظر قدر الله إلى المنصب ..
6. وقفت وقفة صارمة ضد من يقطع الإشارات و يعكس الطريق ، لأن هذا قتل أشد من السرعة ..
7. كنت ترصد بلا رحمة خصوصاً [ الشاحنات ] وتتعامل بحزم معها ، فـ هي والله القنبلة الموقوتة ، و حوداثها دائماً مأسوية ..
نقطة آخر السطر :
أتمنى أن يكون المرور هنا بطيئاً ، فـ الموضوع عن [ ساهر ] ، إذاً الكاميرات [ شغّالة ] ، و الرصد قائم ، ولست مسؤولاً عن [ غرامة ] أي قارئ !!
دمتم بكل حب ..
محبكم :
أبو غادة ؛ يوسف الدهمشي
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر