( نقطة تقتل رجل ! )
في مرحلتي الدراسية المتوسطة ألقى على مسامعنا مدرس ( النصوص ) آنذاك الأستاذ الفاضل ( مدرس المادة ) قصة أدبية عنوانها ( نقطة تقتل رجل ! ) ومفادها : أن هناك رجل كان يبحث عن دواء له من مرضٍ يشكو منه , وعند قراءته لحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما قال : ( الحبة السوداء دواء لكل داء … ) , الرجل كان يعاني من ضعف في القراءة مع مرضه , فقرأ الحديث هكذا
( الحية السوداء دواء لكل داء) …
قام بزيادة نقطة في كلمة الحبة على حرف ( الباء ) فأصبح ( ياء ) فأصبحت ( حية ) بدلاً من ( حبة ) !
فما كان من الرجل إلا أن بحث عن الحية السوداء بين الخشائش , فوجدها فأكلها فمات ( والحديث لأستاذ المادة ليس لي )
طبعاً ونحن مصغين له السمع كُرهاً لا حُباً !
( فاصلة كادت أن تقتل والدي ! )
وفي عام 1433هـ تجددت هذه القصة معي شخصياً ..
حيث صرف لي صيدلي في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة 4 كراتين من علاج ( الأومنك أوكاس ) الذي يصرف لمرضى الأورام الحميدة في البروستاتا – طبعاً ليس لي بل لوالدي شفاه الله –
فقلت له مستغرباً :
لماذا كل هذه الكراتين ؟
فقال الصيدلي : لعلاج والدك !!
فقلت له : أبي لا يتناول إلا حبة واحدة في اليوم قبل النوم !
فقال الصيدلي : بل الطبيب صرف له 4 حبات في اليوم !
قلت له : مستحيل .. هذا الدواء حبة ونصف يعتبر جرعة خطيرة .. فكيف بأربع حبات !! تعتبر قاتلة ليست خطيرة
قال الصيدلي : أنظر لكتابة الطبيب ..
فنظرت إليها , وإذا بها فاصلة أي 0,4 جرام , قلت له : هذه فاصلة , ليست ( 4 ) , بل تعني : ( أومنك أوكاس 0,4 جرام )
قال الصيدلي : أنا لا أتحمل المسؤولية ..
قلت له : أنت لا تتحمل المسؤولية .. أنت لا تعرف تقرأ , أو أنك أعمى ..
فتركت ثلاث كراتين عنده , وأخذت كرتوناً واحداً ؛ لأنه يكفى والدي شهراً كاملاً .
ويقول لي أحد الأصدقاء الممرضين : ( في حالة عدم معرفة الصيدلي للمكتوب في الروشتة , فإنه يتحتم عليه أن يرجع الوصفة إلي الطبيب ؛ لكي يوضح ما كتب فيها !! )
وهذا خطأ فادح سقط فيه الصيدلي , وكاد أن يقتل والدي ؛ بسبب جهله بما يعطى المرضى , وبسبب فاصلة .
ولو كان شخص غيري غير مطلع على الطب , أو ليس لديه أية دراية في أدويته , لكانت هناك نتائج غير حميدة للمريض .. نسأل الله الحماية والعافية ..
..
الكاتب / فواز ناصر الحويفي
fawaz20061@hotmail.com
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر