النصف الفارغ والصنف المغشوش – قراءة أولية

شغفت بالتنظير في الفترة الأخيرة وأصبحت أرى في نفسي منظرا ومتأملا في نواحي الحياة جمعاء ( أو جميعها ) لاتختلف لدي هذه وتلك الأهم من هذا كله أن أنظر للجانب الإيجابي من كل أمر .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المنقهر صديقكم القديم يوافيكم مرة أخرى بعد إنقطاع دام فترة طويلة جدا أرى بها فترة ليست طويلة على بعضكم وإن كان البعض الآخر يرى أنها فترة لاتستحق هذه السطور , ولعل حظي يجود علي بفئة يرون بها فترة طويلة .

في الفترة الأخيرة أحاول بكل جوارحي أن أكتب شيئا مفيدا , أن أكون جادا في طرحي مدعما بوثائق وصور وإحصائيات لتكتمل أطروحتي , وهذا أمر صعب جدا . والأصعب منه أن تكون كاتبا أو حتى كويتبا  , ليس صعبا أن تكتب الصعوبة في أن يصبح ماتكتبه قابلا للقراءة , ألم أقل لكم شغفي بالتنظير يسيطر علي .

حينما تأملت  – وهذه بالمناسبة من فوائد تأملي – أقول حينما تأملت ماحولي وجدت الجميع أصبح كاتبا والجميع يكتب بمثالية ويبحث عن المجتمع المثالي , ويفتش عن ثغرات المجتمع ليكتب عنها , جميل أن نسلط الضوء على سلبياتنا ولكن السيء أن نجعل كل ماحولنا سيء لانذكر الإيجابي منه , في ولاية كاليفورنيا أقيمت دراسة كبيرة على مستوى طلاب الجامعات للبحث عن نسبة المثالية في كل شخص , وكانت النتيجة مخيبة للآمال بالفعل فالنتائج تظهر أن نسبة 10 % فقط هي نسبة المثالية في كل شخص وأن نسبة الأنانية تقارب 65 % بالمئة أما النسبة الباقية فهي تتراوح بين الجوانب السلبية الأخرى .

أفاد الدكتور سميث باردو أن الدراسة أخضع لها شريحة عشوائية تبلغ 1450 شخص وأن هامش المثالية في الإجابات كان كبيرا جدا أيضا .

في مجتمع الديموقراطية هذه هي الحال , كيف هو إذا في مجتمع التسلط والأنانية كيف هو في مجتمعنا العربي البائس , اللذي أستطيع أن أطلق عليه مجتمع الغاب . لايمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هذه النسبة أكثر من النسبة المذكورة آنفا لأن المجتمع هو مايشكل تصرفات الجميع والمجتمع هو عبارة عن ثقافة جماعة إجتمعوا على الإجماع على تصرفات معينة بدافع العرف والعادة بدون قيد محدد إنما إنصياع تام لاشعوري .

كل ماذكر أعلاه هو على سبيل الهرطقة فكل ماذكرته آنفا إنما هو من خيالي البحت لم تكن هناك دراسة ولا نتائج و إنما لإثبات إستطاعة الجميع أن يكون كاتبا وبسهولة حينما يجلد ذاتنا العربية أو المحلية وينمقها بعبارات مستوحشة وكلمات جميلة وجمل مسجوعة , أحبتي لماذا ندعي المثالية حينما نكتب ونكون عكسها عندما نتصرف .

ماهذا ؟ . لقد فعلت أمرا دعوتكم لعدم فعله , أقول لكم لاتكتبوا بمثالية وتركزوا على الجانب السيء فقط وها أنذا أكتب عن جوانب الكتاب السيئة وأترك الحسنة 🙁 , تدرون أكتبوا زي ماتبون الدعوة صارت طبع 🙁 .

المنقهر

Exit mobile version