مدخل :
اللهم إني أعوذ بك من الربا والزنا والغلاء والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن .
يرى الكثير منّا ما نحن فيه الآن من طفرة مدهشة ، فما هو اليوم بهذا السعر كان سابقاً بنصف سعره !!
ولكن لا عجب فهناك مرض خطير انتشر بيننا مؤخراً ، ولكن لا تخافوا من كلمة مرض !!
فالمرض هذا لا يصيب إلا من كثر ماله وطال سلطانه .
دعونا نقف لنستعرض أهم أعراض هذا المرض ، لنجد أنه :
1. يصيب أكابر القوم فينتقل لمسؤولي الجهات الحكومية دوماً .
2. يتناسب المرض تناسباً طردياً مع الطفرة والغلاء .
3. يتسلط المريض على المواطن الضعيف والأرملة واليتيم .
4. من يصيبه هذا المرض تكون -غالباً- لديه حصانة ومناعة من ملاحظة الآخرين له ، ومن طرده من منصبه .
5. يصيب ماله بعض الزيادة وإرتفاع الدخل والإيرادات ، وقليل من الخسارة والمصروفات .
6. يزداد المرض بزيادة الــ 5 % .
7. حامل هذا المرض هو صديق دائم العلاقة والصلة بـ ( حماية المستهلك ) .
8. من مساوئ المرض : أن هناك طبقة كانت تعيش بيننا تسمى طبقة ذوي الدخل المحدود ، ولكن المرض أهلكها وأبقى لنا طبقة ذوي الدخل المعدوم فقط !!
والكثير الكثير من الأعراض .
أتعلمون ما هو هذا المرض ؟؟
إنه مرض العصر الحاضر .
إنه جشع التجار وأكلهم المواطن بغير حق !!
نعم .. مرض عضال انتشر بيننا ولم نجد له لقاحاً .
أصاب في بادئ الأمر تجار الحديد ، واستبشرنا بأن الله قد شفاهم منه .
ولكن للأسف انتكست حالتهم وعاد المرض ليداهم أجسادهم ويتمكن منها للأبد !!
ثم أصاب هذا الجشع موردي الأرز فطاروا بالأسعار وحلقوا فوق هام السحب .
فخف المرض قليلاً ، ولكن تم تشخيص المرض بأنه عائدٌ وبقوة .
ولكم أن تتخيلوا كيف داهم هذا المرض تجار حليب الأطفال ، فلم يأبهوا بصياح أطفال الأرملة أو الفقير !!
فهذا المرض يصيب جميع ما يأكله الإنسان أو يستخدمه أو يستفيد منه .
ولكنه في إحيانٍ أخرى يصيب حتى ما تعيش عليه الحيوانات .
وما الشعير إلا دليلاً قاطعاً على لعنة هذا المرض .
ولكن هل من علاجٍ ناجعٍ لهذا المرض ؟؟
أو هل من لقاح إضافي كاللقاح الذي أخذه مفسدي جدة ؟؟!!
نريد هذا اللقاح وسندفع من جيوبنا لشرائه .
فهؤلاء المرضى لن يقف في وجههم جمعية تدعي أنها حماية المستهلك ، وهي في الحقيقة دمار المستهلك !!
ولن يقف في وجههم توسلات المواطنين الفقراء .
ولن يحل المشكلة زيادة الـ 5 % ، بل إنها ستزيد النار وقوداً ، فتطير الأسعار 30 أو 40 % .
لأن الجشعين يرون أن المواطن قد زاد دخله ، فلابد من ضريبة لهذا !!
ولا نريد علاجاً فاسداً كعلاج صاحبنا القائل :
لا تأكلوا الرز ، وأن النظام الغذائي لدينا مختل ، و … إلخ .
فهذا العلاج كعلاج المكرم حينما تبجح وقال :
لا يوجد لدينا فقير في المملكة العربية السعودية -ولله الحمد والمنة- .
وهو كقول الرائع -شفاه الله- :
لم لا يبيع الشباب السعودي في سوق الخضار ، وهم يريدون مرتبات عالية تفوق الـ 1500 ريال !!
نعم نريد العلاج والعلاج الناجع فقط .
نقطة في آخر السطر :
من ليتامى وأرامل يعيشون على نفقة الشؤون الإجتماعية في ظل هذا الغلاء ؟؟!!
محبكم / يوسف الدهمشي