الفكرة من استعمال البساط الأحمر في الاستقبال

البساط الأحمر المبهر والأنيق هو أهم ما يميز مراسم الاستقبال للرؤساء والملوك والشخصيات الشهيرة والمهمة، نجده في القصور الرئاسية والحفلات الملوكية والمهرجانات السينمائية الضخمة، لطالما شاهدنا البساط الأحمر على شاشات التلفاز والحاسوب لكننا لم نفكر يوما لماذا أُختير اللون الأحمر عن باقي الألوان ليكن لون بساط المناسبات الكبيرة والمهمة والسجادة التي تستقبل الرؤساء والملوك من حول العالم؟

 

الأسطورة وراء البساط الأحمر لاستقبال الشخصيات الهامة

ذكرت كتب التاريخ روايات مختلفة لسر اختيار البساط الأحمر لاستقبال الشخصيات المهمة، أولى هذه الروايات نسبت استخدام البساط الأحمر لأول مرة للبابليين، فقد عُرف قديماً بأن البساط ذو اللون الأحمر باهظ الثمن بالمقارنة مع لون الأبسطة الأخرى، وهذا السبب الذي ساهم في قيام ملوك بابل باستخدامه فقط في القصور وبيوت الاغنياء ، كما أن البساط الأحمر أصبح يميز فئة الأغنياء وكبار القوم من المجتمع، بالإضافة إلى أنه بعد ذلك ساد التقليد بين الشعوب والمجتمعات بأن البساط الأحمر يدل على أهمية الاشخاص وعليِّهم وتميزهم عن غيرهم، ومن هذه الظاهرة حصل البساط الأحمر على هذه الخصوصية والتميز، كما أن اللون الاحمر يتميز بجاذبيته وجماله إضافة إلى أنه ايضاً يدل بذلك على الفخامة.

الرواية الثانية هي أحد الأساطير اليونانية القديمة والتي ذكرت أن ظهور البساط الأحمر في الترحيب بالملوك لأول مرة كان على يد زوجة الملك الإغريقي “أجاممنون” حينما عاد منتصراً لبلاده، حيث أنه قاد الجيوش الإغريقية لانتصارات عظيمة وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد.

وهناك روايتان في أمر السجادة الحمراء التي بُسِطت لأجاممنون، الأولى أنه نظراً للإنتصارات الكبيرة التي كان هو صاحب الفضل فيها وخاصة في قيادته للجيش، حينها فرشت له سجادة تمتد من بوابة المدينة إلى القصر ملونة باللون الأحمر تكريماً له لما بذل من مجهود وتضحيات للبلاد، أما الرواية الثانية فتقول أنه بعد انتصارات أجاممنون في طروادة ورجوعه للبلاد أرادت زوجته الاحتفال به ولكن في طي هذا الاحتفال نوع من الغدر والخيانة لعشقها شخص آخر وأقامت ممراً طويلاً وبسطت البساط الأحمر وكان هذا اللون يشير إلى الدم أي إلى العداء وبالفعل قُتِلَ بعد انتهاء مراسم الاحتفال والجدير بالذكر أنه كان متخوفاً من السير على هذه السجاجيد الحمراء ولكن أمام إصرار زوجته لا مفر.

 

البساط الأحمر ومحطات القطارات

ربما كان اللون الأحمر من الألوان المثيرة التي تجذب الانتباه هو السر في اختياره في محطات القطارات حينما احتار مسئولو السكك الحديدية في الولايات المتحدة الأمريكية مطلع القرن الماضي في كيفية تمييز ممرات الركاب بلون يجذب الانتباه ويكون واضحا في الظلام فلم يجدوا إلا اللون الأحمر ليعود البساط الأحمر إلينا في استخدام جديد بعيداً عن الأساطير، وكانت يُفرش بساط حمراء ليحدد للركاب الاتجاه إلى بوابة القطار، وبدأت هذه الفكرة في نيويورك عام 1902م وتوالى استخدامها بعد ذلك وظهرت في شيكاغو ثم اتبعت في بقية الولايات.

انتشرت بعد ذلك فكرة الممرات المزينة في البساط الأحمر واستُخدم فيما بعد لمداخل الفنادق الكبيرة والشهيرة لأنه يعطي الشعور بالرقي والفخامة والطابع الملوكي، بل وامتد استخدامه لاستضافة كبار الزوار وتعد علامة للاحتفاء بهم وإكرامهم وأصبح ضمن بروتوكولات الاحتفالات الرسمية وخاصة في الاحتفالات الدبلوماسية، هذه الروايات تجعل هناك صعوبة فى معرفة التوقيت الذي استخدمت فيه بشكل دقيق رغم أن البدايات كانت في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى شتى بقاع الأرض.

 

المصادر: custommaderedcarpets.co.uk – ويكيبيديا

Exit mobile version