رسائل المجموعة

الفايز ,, التُّوش

السلام عليكم , إخوتي وأخواتي
ورحمة الله وبركاته
هذه المرة سنتطرق (لنا) حيث قد
يغلبنا طبعنا

الفايز ’’ التُّوش ’’

منَّ الله عليَّ بأصدقاء كُثْر من دولٍ شتَّى , وأكثرهم عدداً وقرباً إلى نفسي , هم أهلي ’’ أهل الخليج ’’ إبتداءً من الكويت , وصولاً إلى ’’ حارسة بحر الخليج ’’ عُمان ’’ الغالية , وما يهم هنا , هو (مثلٌ) كان يردده إخوتي القطريين كثيرا , عندما يكون السؤال عن الفائز (من هو ؟ ) تأتيك الإجابة , وهي : (الفايز التوش) , حقيقة , لم اكن اعرف معني (التوش) حتى فسرها لي احدهم بانها تعني (الأخير) ! وطيلة العشرين سنة الفائتة لم أدرك معنى المثل من واقعنا المجتمعي , ولكنني , وبعد التقاعد , أصبحت (فاضيا) وبالتالي , متأملاً بسلوكيات مجتمعنا ’’ العزيز ’’ فتبيَّنَ لي المعنى الراقي و (المخفي) للمثل , لما نلحظه من (ميل المُتيَّم) في مجتمعنا ليكون كل فرد منه هو الأول في كل شيء , في الشارع , مشياً تجده يرتطم بك في مضيق الطريق دون انتظار عبورك ! او في قيادةً سيارته فتجده يغمز بأنوارها كمن ذُرَّ في عينيه رماد ! لا لشيءٍ إلا لرغبته عدم رؤية احد أمامه !! وعند الإشارة , تجده يتسلل – حتى لو إضطر إلى ركوب الرصيف – ليكون في مقدمة المنطلقين (او المارقين) من الإشارة ! ,, وفي صفوف الإنتظار في البنوك , المخبز , عند محاسب السوق , تجده يمر (مر السحاب) متجها إلى (المقدمة) التي هي مكانه المفترض حسب (إيمانه) , وإذا غلبته الإيجابية اعتذر من بعض (الصافين) بانه على (عجل) << كأنه سيارة !! وغيره لا شغل لهم إلا الوقوف في (الطوابير) ,, من الفائز في مثل هذه الأحوال ؟ بالطبع الفائز هو (التُّوش) ! لماذا إذاً يكون الأخير هو (الفائز) ؟ أظنها لا تحتاج إلى عناء , لأنه فاز بكونه الأول بالسلوك الحسن !!

لماذا لا نرضى بواقعنا ونؤمن بأن ما كتبه الله لنا او علينا هو قدر الله لنا , وان علينا التسليم بذلك كجزء نُجزى عليه بالرضا بالقَدَرِ خيره وشره , وهل فرْدُنا صفوةٌ على غيره ؟ وما عليهم الا ان يفسحوا له مجال الرِّيادة والأولوية حتى وإن لم يكن مستحقا لها !! كثير منا ينسج خيوطا من حرير حول نفسه دون ان يكلفها عناء التقييم الذاتي للإستحقاق ! إذا اخطأ فرض على الآخرين تبعات خطئه , واوجب عليهم عدم الإعتراض او التذمر , اما هو , فيراهم (مجرمون) إن هم إقترفوا ذات الخطأ !! هل هي النرجسية ؟ ام هو شعور بفقد كمالٍ أراد ان يتمه في هُلام أهمية كساها نفسه رغما عن الغير ؟ وتخيَّل أحقيته المطلقة في ذلك ! وغاب عن باله ان الكمال , (والكمال لله وحده) شيء نسبي يتجلى في توفر صفاتٍ إيجابية في الفرد , دون إعتبارها من قبله كلبنات في بناء الكمال حول نفسه , بل التى تظهره بهذا المظهر أمام الآخرين ليكون تقدير كماله من قبل سلوكه في مجتمعه , لا من قبل نفسه هو ! اي إعمل ودع الحكم لغيرك من المنصفين , ليقيّموك ..

من ينقصه التعليم او يفتقده , ويؤتيه الله المال , او حتى لو تيمم الخبيث منه , تجده يسهب في تعويض نقصه المعرفي او العلمي بكسوة وضعه بـ (بهرجة) من المصروفات التبذيرية معتقدا ان ذلك يعوضه ما إفتقده ولتغطية الفقر الثقافي لديه , تجده يتدخل في اي نقاش يتم بحضوره واضعا نفسه المحاور الرئيسي مهملاً رأي من يعارضه , وإذا احس بالعجز يتخذ سبيلاً إلى الجنوح إلى موضوع آخر ! كل ذلك سعيا إلى ان يكون (التوش) ولكن بلا فوز !!

اعتذر للإطالة , ولكن الموضوع يحتاج إلى صفحات

لكم ودي
جار سهيل


تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر

/
twitter.com/AbuNawafNet

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. صباحك خيرا ومساءك بركات من الله كتاباتك شعرا نثرا مقال رائعه ..اطال الله بعمرك اخي ورزقك من كل خير دنيا واخره .. تاملت كتابتك اتى ببالي اولا من الموضوع فايز التوش غانم السليطي ودوره فيه ..لا نفهم اكثر مفردات اشقاءنا بالجوار وحتى ما حولنا احيانا كثيره : ) زدتني معرفه بالتوش ياه كثيرون :$شعب التوشيه >جمع التوش في كل مكان اخي صدقت تعودنا اكثرنا فيه لمسات التوش :$ رضينا بما قسمه الله وقدره لنا الحمد لله على كل شيء طبع الانسان يحب كل شيء له ويكون الاول متحصلا عليه ويحب يكون كاملا في كل شيء مع انه كالمصفى للماء من الكمال :$ .. لا يفرق متعلم من جاهل فيها عند الخباز الجامعه الصرافه المشفى الكل يريد الرياده ان تفتح الابواب له هو.. والباقي خلفه . هل تظن اخي انني التوش هنا B <لانني الوحيده من وقف هنا مستمتعا بما خطه قلمك سلمت اخي واشكرك على ما تقدم احيانا لايتسنى لي متابعه ماتطرحه هنا الا بعد فتره من الزمن ولا اقدر ان اوفيه حقه لك الشكر اخي على ما تقدم وما قدمت اختك : وردة بريدة

  2. اسعدتني نقرات اناملك ووقع خطواتك هنا .. واعلم ان زيارة وردة بريده فيها الكثير من الالق وريادة التعليق ,, ربنا يسعدك تعليقك بشموليته إثبات لاناتك وإطلاعك الجدي ونعم , انتِ التوش هنا في ثقافتك جميل تناولك للموضوع .. يشوقني تواجدك بهذا الحرف الراقي تقبليني شاكرا ممتناً لمتابعتك وإطرائك دمتِ برضى الله وتوفيقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى