منوعات

السيرة الذاتية وأخطاء قاتلة‎

كيف تكتب CV بطريقة الورقة المطوية؟ أخطاء قاتلة قد تكلفك الوظيفة

92% من السير الذاتية تلقى في سلة المهملات
(احصائية شركة Hudson العالمية للتوظيف)

مقدمة
كنت قد وعدتكم أيها الأحبة في مقال سابق أن أحدثكم عن كتابة السيرة الذاتية وهأنذا أوفي بوعدي.
كتابة السيرة الذاتية من الأمور التي تهم كل باحث عن عمل. وربما يجد المرء كثيرا من النماذج الجاهزة للسير الذاتية
خاصة باللغة الإنجليزية. لكنه من الضروري التأكيد على أن السيرة الذاتية ذات مذاق شخصي
أي أنه لا يوجد نموذج واحد للسيرة الذاتية ينال إعجاب كل المشغّلين.
لكن ثمة قواعد عامة وهامة ينبغي للمرء أن يدركها حين يبدأ كتابة السيرة الذاتية.
لهذا لن أكتب اليوم مقالا حول محتوى السيرة الذاتية فهذا تجده في كل مكان.
لكن سأنبه لبعض الاخطاء القاتلة والتي حتما نتيجتها عدم دخولك سباق الوظيفة
وسأوضح بعض الجوانب الواجب إضافتها في السيرة الذاتية. دعونا نبدأ إذن…

هل يجب أن تكون محظوظا؟
نحن كمسلمين لا نؤمن بالحظ لكن نؤمن بقدر الله. واسمعوا معي هذه القصة عن الحظ في السير الذاتية..
حينما سئل أحد مسئولي التوظيف في شركة عملاقة عن سبب إلقائه نصف السير الذاتية إلى سلة المهملات دون أن يفتح محتواها
رد قائلا إن أصحاب هذه السير الذاتية سيئوا الحظ. من يريد أن يوظف سيء الحظ في شركته!!!

لماذا يجب أن تكون السيرة الذاتية مختصرة؟
لأن الشركة تتلقى المئات من السير الذاتية عند إعلان الوظيفة.
تخيل نفسك مسئولا للموارد البشرية ومطلوبا منك قراءة 100 سيرة ذاتية خلال يوم واحد.
لو افترضنا عدد صفحات كل سيرة ذاتية أربعة صفحات.
هذا يعني أنك ستكون مضطرا لقراءة 400 صفحة خلال 6 ساعات على أقصى تقدير.
لذلك من الطبيعي جدا أن يقوم مسئول الموارد البشرية بإلقاء نصف السير الذاتية ف
ي سلة المهملات في الخمس ثوان الأولى! وهذا شيء رائع! …. رائع، لأن أحدث الإحصائيات العالمية تقول
أن 92% من السير الذاتية تلقى في سلة المهملات قبل قراءتها! الأمر مرعب إذن!
لهذا يجب أن تكتب سيرة ذاتية مختصرة ومعبرة ومؤثرة وفاتحة للشهية والأهم من ذلك أن تؤهلك للمقابلة!

كم يستغرق قراءة السيرة الذاتية؟
خبراء التوظيف في العادة ينفقون 30 ثانية على أقصى تقدير في قراءة السيرة الذاتية الواحدة،
مما يعني أنهم يمرون سريعا جدا على السيرة الذاتية.
لهذا يجب أن تكون السيرة الذاتية مختصرة ومعبرة وقوية.
في العادة يقوم هؤلاء الخبراء بالمرور السريع فيلقون معظم السير الذاتية إلى الحاوية كما أسلفنا،
ثم يقومون بإعادة قراءة ما تبقى قراءة متأنية وأيضا يلقون ما لم يعجبهم بعد القراءة المتأنية إلى سلة المهملات.
وفي النهاية تفوز 10 سير ذاتية على الأكثر بفرصة المقابلة.
الآن وقد عرفت فداحة الأمر، هل أنت مستعد بعد ذلك أن تقرأ معي بعض الإرشادات البسيطة؟

طريقة الورقة المطوية
هي طريقة بسيطة جدا.
إذا أردت فحص مدى قبول سيرتك الذاتية قم بطي أول صفحة من السيرة الذاتية (ورقة A4) طيتين داخل بعضهما
لتكون بذلك 3 طيات كما بالصورة المرفقة.

اقرأ الثلث الأول من الصفحة المطوية.
إذا وجدت أن ذلك الثلث يقنع المشغل أنك تستحق الوظيفة فنستطيع أن نقول لك مبارك. اجتزت الاختيار الصعب.
لماذا هذا التعب؟
السبب بسيط. معظمنا ينفق الصفحة الأولى في كتابة الاسم والعنوان وتاريخ الميلاد وعدد الأولاد
الهاتف الجوال والهاتف الثابت والفاكس وصورة شخصية والإيميل الشخصي والإيميل الرسمي
وينقص فقط كتابة مقاس الحذاء ولون الجوارب!
أنا لن أقول رأيي في كل هذا لكن أسأل كاتب السيرة الذاتية سؤالا بسيطا.
ماذا يفيد كل ذلك في إقناع المشغل بتشغيلك؟ وبالأخص الفاكس؟ ماذا يفيد الفاكس!!!
إذن نحن نكتب أشياءً لا أهمية لها في أهم جزء من السيرة الذاتية
ولهذا تفشل السيرة الذاتية في الإقناع. لهذا يجب أن تركز كل اهتمامك على الثلث الأول من الصفحة الأولى…
الثلث الأول
اكتب في الثلث الأول أهم خبراتك.
ركز على الجانب الذي تعتقد أنه سببا لتوظيفك.
دعني أشدد على أهمية مراجعة السيرة الذاتية من قبل أصدقاء على الأقل،
لكن إن اممكن، يمكن إرسال السيرة الذاتية لخبراء مراجعة السير الذاتية إذا كان ذلك متاحا في بلدك.
في الغالب، الجامعات المحترمة (أقول … المحترمة) تخصص نصف ساعة للطلبة الخريجين
لمراجعة سيرهم الذاتية مجانا ومساعدتهم في التخطيط لمستقبلهم الوظيفي!
ابتعد في هذا الجزء من كتابة طموحاتك الوظيفية أو مهاراتك الخارقة للعادة والعابرة للقارات!
لا أحد يهتم إذا ما إذا كنت تطمح لوظيفة مرموقة أو أنك فلتة زمانك في العلم في فريق.
سيعرفون ذلك حين يقابلوك!
في هذا الثلث اكتب أهم خبراتك المرتبطة بالوظيفة المراد التقدم إليها من دون تفاصيل مملة.
لاحظ أن الكثير يقومون بإضافة الوصف الوظيفي! الوصف الوظيفي على الأقل يحتل صفحة كاملة!

المحتوى من يحدده؟
إن المحتوى هام جدا لكن من يحدد المحتوى ليس أنا ولا أنت بل طبيعة الوظيفة ذاتها.
فمثلا يتم التركيز على التعليم الاكاديمي والشهادات الاكاديمية إذا كانت الوظيفة أكاديمية،
في حين يتم التركيز على الجانب العملي إذا كانت الوظيفة إدارية أو مهنية.
لكن من الضروري أن لا تتجاوز السيرة الذاتية الصفحات الثلاث حتى لو كان الإنسان خبيرا لا يشق له غبار.
إذا تجاوزت خبراتك سنوات طويلة، فركز على خبرات آخر عشر سنوات أو خمس سنوات مثلا.
عموما شركة هَدسِن العالمية للتوظيف تنصح بألا تتجاوز السيرة الذاتية 1,000 كلمة.

الأخطاء الإملائية قاتلة.
السبب الرئيسي في أوروبا لرفض أي سيرة ذاتية كانت الاخطاء الإملائية.
لا أحد يرغب في موظف يشكر مديره (عَلِي حَسَنْ سَلُّوكَة) بدلا من أن يشكره (عَلَى حُسْنِ سُلُوكِه)!
لا تضع صورتك الشخصية في السيرة الذاتية خاصة إذا كنت في بريطانيا!
فبعض الناس يبدو متجهما عابسا في الصورة كأنه في مأتم، مما ينفر الرجل المنهك الغارق في العرق
والذي يلعن الساعة التي قبل فيها وظيفة مسئول موارد بشرية يقوم بتوظيف الناس وقراءة سيرهم الذاتية.
الصورة هامة إذا كنت تقدم لوظيفة تهتم بالشكل مثل مضيف طيران أو عارض أزياء ربما! أقول ربما!
لا يوجد هناك ما يسمى بسيرة ذاتية عامة ترسلها كما هي لأي وظيفة.
بل الأصل أن يتم إعادة تهيئة السيرة الذاتية لتناسب كل وظيفة على حدة.
فمثلا يمكن إعادة ترتيب الخبرات حسب الأهمية أو التركيز على بعض الخبرات دون غيرها.

رسالة التغطية (أما أن تفتح النفس او تسدها!)
أرجو أن لا تتعامل مع رسالة التغطية على أنها (تسليكة) أو رسالة بريدية مزعجة spam!
كما أدعو الله أن لا تظهر كسوبرمان لا مثيل لك في عالم الأحياء في رسالة التغطية.
رسالة التغطية يجب أن تكون واقعية ومرتبطة بشكل قوي بالسيرة الذاتية.
يقول أحد مسئولي التوظيف في بريطانيا أنه تلقى 100 سيرة ذاتية مرفقة برسائل التغطية من أجل وظيفة واحدة.
ويقول ممتعضا: “كانت رسائل التغطية كأنها من رسائل الجنك ميل. فقط رسالتا تغطية كانتا مرتبطتان بالسيرة الذاتية”.
طبعا لا يفوتكم أن ذلك المسئول اهتم فقط بتلكما الرسالتين وقابل أصحابهما!
أي أن 98% من السير الذاتية ألقاها في الحاوية بدون أن يفتحها… مردّ ذلك هو رسالة التغطية.
رسالة التغطية يجب أن لا تتجاوز صفحة واحدة.
ربما 3 أو 4 فقرات تكفي، ولا تكن كالببغاء تعيد تكرار ما كتبته في السيرة الذاتية.
أرجوك. لا ترتكب هذا الخطأ القاتل.

أسلوب المخاطب
إذا كنت تكتب باللغة الإنجليزية فاستخدم ضمير الغائب في الزمن الماضي بدلا من ضمير المتكلم. مثلا:
استخدم
communicated with customers
بدلا من
I communicate with customer.

المراجع التعريفية
المراجع التعريفية قسم خطير من السيرة الذاتية قد يجبّ ما قبله من الأقسام إذا كتب بطريقة خاطئة.
وتصبح المراجع أكثر خطرا إذا كان الوظيفة في إحدى الصناعات ضيقة النطاق
أي الصناعات الدقيقة جدا والقليل عدد موظفيها.
وتصبح أيضا أكثر خطرا إذا كانت الوظيفة ضمن مجتمع عشائري أو قبلي.
فكن حريصا حين تكتب اسم أحد المعرّفين أن يكون على علاقة جيدة بقارئ السيرة الذاتية.
هذا يبدو صعبا جدا إن كنت لا تعرف من الذي سيقرؤها، لذلك فالأسلم هو عدم كتابة أي مراجع تعريفية
وكتابة بدلا منها ملاحظة أنك على استعداد أن توفر المراجع المطلوبة إذا تطلب الأمر.

أخيرا
هل عرفت اخيرا لماذا تم رفضك في وظائف كثيرة بالرغم من خبراتك؟ :
أنا شخصيا شعرت كم كنت ساذجا في كثير من الاحيان
حين أتذكر كيف كنت أكتب سيرتي الذاتية!
بل بدأت أشعر بالشفقة على من قرأها إن كان فعل ذلك.
أخيرا أخرى
أعد كتابة سيرتك الذاتية حسب الوظيفة المراد التقدم إليها.
واحرص دائما على تحديث سيرتك الذاتية كلما أضفتك شيئا جديدا إلى حياتك العملية.
وحتى نلتقي

………..
مهيب عبد أبو القمبز
باحث دكتوراة في إدارة المشاريع
مدرب دولي معتمد
مانشسترالمملكة المتحدة
للمتابعة
تويتر
فيسبوك

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. من اروووع المواضيع اللي قريتها جهد رائع منك .. لك كل الشكررررررررر

  2. جزاك الله الف خير لنصائحك وخبراتك الرائعه عسى ان ينتفع بها كل الاخوه والأخوات نتمنى من شخصكم الكريم المزيد لنستزيد من علمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى