السنة التحضيرية و استعباد الطلاب !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تكون خريج جديد من المرحلة الثانوية وتمتلك كل حماس العالم لإكمال دراستك والحصول على الشاهدة الجامعية ويتم قبولك بسرعة نظرا لنباهتك العالية المثبتة بالأرقام على شهادة الثانوية وشهادة اختبار القياس والاختبار التحصيلي ( ويبدو أن عدد الإثباتات سيزداد مستقبلا !! ) وتبدأ فعليا في التجهيز لأول أيامك الدراسية في مبنى السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود , إلى الآن والموضوع طبيعي جدا بل مبشر بالخير لكن عندما تكتشف أن جدولك يكاد يختنق من كثرة الساعات فيه فقد تكون في بداية الطريق إلى التدهور الأكاديمي وستشاهد بعينيك كيفية تساقط الطلاب الواحد تلو الآخر .

انقل لكم في مقالي معاناة الكثير من طلاب السنة التحضيرية التي صادف أن أخي يدرس فيها مؤملا نفسه في كلية الطب بعد معدلاته العالية ومجهوده الخرافي في دراسته السابقة ولكن كيف لي أن اصمت وأنا أشاهد أخي يخرج من البيت في السادسة والنصف صباحا ( المسكين من سكان جنوب الرياض ) ليعود للبيت في الساعة السابعة ( ليست صباحا بدون شك ) وهو الذي تعود كغيره من الطلاب في كل أرجاء هذا البلد على الوصول إلى بيوتهم في الساعة الواحدة على أقصى التقادير !!!! هل يعقل أن يعتقد المسؤولين عن برامج السنة التحضيرية أن وضعهم كل هذا العدد من الساعات في أفواه هؤلاء الطلاب ( المستجدين ) سيفيدهم !؟ هل تعرفون مدى سوء النفسية الذي يعاني منه الطلاب الطموحين إلى ابعد حد والمصدومين بقدرة اجساهدهم على تحمل هذه المهزلة التنظيمية !؟

نحن نتكلم عن طلاب تخرجوا للتو من المرحلة الثانوية يحتاجون إلى مجهودات عظيمة لكي يتعودوا على نظام الجامعة ويحتاجون إلى الكثير من الوقت لكي يستوعبوا اكبر نقلة في حياتهم ( التي لم يشاهدوا منها إلا القليل ) ؟! هل يعقل أن يتم استنزافهم بهذه الطريقة وهز كل قواعد الالتزام في داخلهم لكي يستمتع البعض برؤيتهم يتساقطون ويبدأون فعليا في التفكير في أول خطوات الاستسلام وهي حذف الترم !؟

لاشك أن الفكرة الرئيسية وراء السنة التحضيرية فكرة رائعة جدا وستجهز الطلاب بشكل أكثر من ممتاز للدخول في عالم الجامعة لكن تطبيق الفكرة بهذه الطريقة المهلكة لكل هذه العقول المتقدة ذكاءً والصغيرة بناءً قد يتسبب بنتائج عكسية كبيرة جدا يجب الانتباه لها , فلا اعتقد أن طالب السنة التحضيرية يحتاج لكل هذه الساعات خصوصا أنهم مجبورين على الحضور أربع ساعات متواصلة لدراسة اللغة الانجليزية إلى جانب المواد الأخرى !؟ فإن هم استطاعوا التركيز في الجزء الأول من اليوم فأرى أن التركيز في الجزء الثاني من اليوم قد يكون شبه مستحيل.

المسألة لا تحتاج عبقرية لحل مثل هذه المشكلة فالحل يكمن في الاستغناء عن بعض الساعات والتركيز على ما يريدون إيصاله للطالب في هذه المرحلة , ويجب عليهم كذلك إما التقليل من ساعات اللغة الانجليزية أو على الأقل في حال كون اكتساب لغة مهمة كالانجليزية مهم جدا توزيع ساعاتها على اليوم مع وجود ساعة لمادة أخرى كفاصل يساعد الطلاب على طرد الملل من المواصلة في مادة واحده لمدة أربع ساعات واعتقد كل طلاب السنة التحضيرية يعرفون أن الدراسة الفعلية تكون في أول ساعتين لتصبح الساعتين الأخيرة مجرد مباراة كبيرة لمقاومة النوم !!!!

هل سيصل هذا المقال لمن يهمه الأمر؟ لا اعرف ولكنني اكتبه من باب الفضفضة عن ما في قلب أخي ( الذي لا يعرف حتى كيف يعترض مثل الكثير من زملائه ) وقلوب الكثير من هؤلاء الطلاب الذين نعدهم ثروات لا يمكن استبدالها لهذا البلد.

Exit mobile version