السر وراء تقديم كأس الماء مع القهوة

القهوة من المشروبات الشعبية الموجودة في حضارة كل شعب على اختلاف لونه أو جنسه أو عرقه، فهي المشروب المفضل للجميع في كل الأوقات والأحوال، وتُقدم على شكل سواء في الأفراح أو الأتراح، ويحتل هذا المشروب واحدة من المرتبات الثلاث الأولى بين أكثر المشروبات التي يقبل الناس على شربها حول العالم، ومنها أيضاً الماء والشاي، ففي كل عام، يستهلك الناس حول العالم أكثر من 800 مليار فنجان من القهوة، وهذا الرقم ينمو بمعدل سنوي قدره 1.5%، أي أنه يزيد بمقدار 12 مليار فنجان كل عام!

 

القهوة شراب له تاريخ وأصول

انتشرت سمعة القهوة بقوة منذ العصور الوسطى، فقد انطلقت من المقاهي الأنيقة التي كانت تنتشر وبكثرة في الوطن العربي، وسرعان ما أصبح مشروب القهوة الساخنة من أكثر المشروبات رواجا في أروربا والأمريكيتين ليس فقط كمشروب منعش ويبث النشاط في الجسم، بل أيضا كمشروب يُثير الفزع والرهبة في قلوب فئة معينة، ففيما كان الكثيرون يعتبرون القهوة دواءً لكلّ داء، كان الكثيرون أيضاً يعتبرونها تجسيداً للشرّ، ولعلّ هذا ما جعل القهوة محطّ اهتمام العلماء والباحثين منذ اكتشافها وأقاموا عليها دراسات كثيرة لاكتشاف فوائدها وأضراها.

 

فوائد القهوة لا تعد ولا تحصى

للقهوة أنواع مختلفة ومتعددة حسب الحضارات والشعوب، فنجد أن أهل الشام يحبون شرب القهوة الداكنة شديدة التحميص، في حين أن أهل الخليج يتوجهون لشربها شقراء سادة أو قليلة التحميص وتُعرف بإسم القهوة العربية، ومهما اختلفت أنواع القهوة فإنها تمتلك كنزا دفينا من الفوائد فقد تمكن العلماء من اكتشاف فوائد عديدة وصحية للقهوة، كان أهم هذه الفوائد:

 

سر تقديم كأس من الماء مع فنجان القهوة

انتشرت عادة قديمة بين الناس لا زالت حتى اللحظة موجودة في عاداتنا ولا نجد أحدا قد تخلى عن هذه العادة خاصة لدى العرب وهي تقديم كأس من الماء من فنجان القهوة، لربما ظننت أن الماء مع القهوة مجرد إضافة بسيطة لأصول الضيافة لكن الحقيقة أن هذا النوع من التقديم له تاريخ وأصول وقصة قديمة جعلت العرب خاصة يتخذون هذا الأسلوب كعادة راسخة لديهم تلازمهم في كل الأوقات.

ويُرجح المؤرخون أن تقديم كأس الماء مع فنجان القهوة تعود إلى زمن العثمانيين، حيث كان العثمانييون يقدمون كأسا من الماء بجانب قهوتهم لضيفهم لمعرفة إن كان جائعا أم لا، فإن تناول الضيف فنجان القهوة أولا قبل كوب الماء فهذا يعني أن الضيف لا يشعر بالجوع فلا يثقلون عليه بمائدة من الطعام، أما إن أمسك الضيف أولا بكأس الماء قبل القهوة فيفهم صاحب البيت من ذلك أن الضيف جائع فيأمر بإعداد الطعام تجنبا لإحراج الضيف.

ويقول بعض المؤرخون في رواية أخرى أن تقديم الماء بجانب فنجان القهوة يعود لأهل الشام، حيث كانت تعتبر وسيلة للتعبير عن إعجاب الضيف بالقهوة، فإن شرب الماء قبل شرب القهوة دليل على إعجابه بأهل البيت وتمتعه بطعم القهوة، أما إن اختار العكس فهذا يدل على ازدراءه لطعم القهوة وعدم إعجابه بها.

 

القهوة مشروب الضيافة الأول في المملكة العربية السعودية

تعتبر القهوة رمزًا من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عند العرب محل لبن الابل، فباتوا يُفاخرون بشربها وصارت مظهرًا من مظاهر الرّجولة في نظرهم ويعقدون لها المجالس الخاصّة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة، وتحظى القهوة بالكثير من الاحترام عند العرب من اليمنيين و الشاميين و الخليجييّن والسّعوديين على وجه الخصوص، فهي عند السعوديين لها عادات قبلية متعارف عليها بين الناس والقبائل، فيجب أن تسكب القهوة للضّيوف وأنت واقف وتمسك بالدلة في يدك اليُسرى وتقدم الفنجان باليد اليُمنى ولا تجلس أبدًا حتّى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة، بل وأحيانًا يُستحسن إضافة فنجانٍ آخرٍ للضّيف في حال انتهائه من الشّرب خوفًا من أن يكون قد خجل من طلب المزيد وهذا غايةٌ في الكرم عند العرب.

كما تنتشر لدى القبائل السعودية خاصة عادات في كمية القهوة المقدمة في الفنجان، حيث ينتشر مصطلح ” صبة الحشمة ” في الأوساط القبلية بكثرة وهو ما معناه صبها حتى ثلث الفنجان فقط، ففي حال زادت الكمية فهذا يعني أن الضيف غير مرحب به وعليه أن يغار سريعا.

كما أن لعدد مرات شرب القهوة مسميات خاصة وهي كالتالي:

 

اقرأ أيضا: السعودية الثالثة عالميًا في استهلاك القهوة والشوكلاتة

 

المصادر

1 ، 2 ، 3

Exit mobile version