تقف أمام زجاجة .. بسمك 8 مل .. وتلكمها بقوة .. مرة واثنتان وثلاث ..
وفي كل مرة … ترى خدشاً بسيطاً في جانبها .. يزداد هذا الخدش مع كل لكمة ..
تصبح عليها وتمسي بلكمة .. وأنتَ ترى تحملها لك وصبرها على لكماتك المتتابعة ..
وبعد أن أعياها الصبر !
تأتي هكذا .. بطرف سبابتك .. وتطرقها طرقة واحدة .. فتفاجأ بها تتهاوى أمامك وتتفتت ..!
لم تكن الزجاجة أبداً رهن هذه الطرقة البسيطة بطرف السبابة .. لكنها كانت نتيجة حتمية لسلسلة من الطرقات التي كانت تحاول جهدها الصبر والتحمل والثبات .. حتى نفد منها كل شيء !
قد تختبر شخصاً يوماً أكثر من مرة ..
لكنه في كل مرة .. يتجاوز الاختبار ويتحمل تبعات أخطائك أو يعتذر عن أخطائه ..
وقد تحاول أن تتعامل معه بكل أريحية .. وتأخذ راحتك ع الآخر ! .. لكنك لم تصل بعد لنقطة الانكسار أو التفتت التي شرحناها للزجاجة أو ما تسمى بـ Break Down !
الصبر .. له حد وله نهاية .. مثله مثل أي قيمة أو عادة أو سجية موجودة عند الإنسان ..
موسى .. خالف الخضر ثلاث مرات .. فقال له الخضر هذا فراق بيني وبينك
وحينما عصى آدم ربه .. أنزله من الجنة إلى الأرض ..
هناك أخطاء .. ربما تكون مميتة أو قاتلة أو مدمرة أو حتى تعمل كعمل الكهرباء … فخطأ الكهرباء هو الخطأ الأول والأخير .. هو الخطأ المميت المنهي للحياة ..
هناك نقاط عميقة سحيقة حد الظلمة .. تصل لمنتهى لا يعلمه أحد .. لكن ربما تصلها بكلمة منك .. فتخرجها للنور وتحييها في الإنسان .. وربما تكون نهاية كل شيء حين تصل هناك !
وتخيل معي .. حينما تسخر بكرامة إنسان أو قيمته أو مكانته أو تحاول الإسقاط منه على الملأ أو إهانته أو الكذب والتدجيل عليه أو الاستذكاء أمامه ومحاولة إظهار أنك الأفضل والأحسن والأذكى .. أو محاولة خداعه أو المكر به أو الضحك عليه .. أو أن تستهجنه أو تبصق على وجهه أو تصفعه أو تخذله !
كل هذه .. نقاط سحيقة .. لن يسمح لك بعدها ولو تشفع من تشفع وحاول من حاول !
احذر !
أن تظن بمن صبر كثيراً .. أنه سيستمر في صبره .. ربما تكون مخطئاً .. فينتهي كل شيء في غمضة عين !
محمد الصالح
عليّ أن أقول … وما عليّ القبول