الحقيقة من انعدام الجاذبية مطلع عام 2015

كثيرا ما سمعنا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن اليوم الموعود الذي ستنخفض فيه الجاذبية الأرضية ويمكن خلال هذا اليوم أن يطفو الناس عدة سنتيمترات في الهواء، وقد تحدد هذا اليوم بتاريخ الرابع من شهر يناير مطلع العام القادم 2015.

ويدعي أصحاب هذه النظرية الفلكية الغريبة أن محاذاة الكواكب في هذا التاريخ ستتسبب في خطورة نقصان الجاذبية الأرضية، مما يسمح لعدد من الكائنات الحية بأن تعوم للحظات بسيطة في الهواء، أو أن تنخفض ببطء إذا ما قفزت في الهواء، وقد تم تسمية هذه الظاهرة الغريبة بإسم “Zero G day”، لكن ما هي حقيقة انعدام الجاذبية لثوانٍ معدودة في الرابع من يناير؟ هل حقا اصطفاف الكواكب بشكل محاذي لبعضه البعض سيمكننا من الطيران في الهواء لفترة قليلة خلال اليوم المحدد؟

 

الحقيقة العارية لانعدام الجاذبية بتاريخ الرابع من يناير لعام 2015

مؤكد أن الجميع قد سمع بجماعة المايا ذات الأصول الأمريكية التي خرجت لنا بأسطورة “نهاية العالم المنتظر” وكان أول نشاط لها عندما ادعت زوال العالم مع حلول تاريخ 12/12/2012 عبر اصطدام الأرض بكوكب عملاق يتسبب بزلازل وبراكين على الأرض، وقتها انتظر العالم هذا التاريخ ليثبت لأفراد هذه الجامعة اللادينية سخف ادعائها، وفعلا جاء هذا اليوم كأي يوم عادي يمر على الأرض، وشهد هذا اليوم انتحار عدد من جماعة المايا لتصديقهم حلول نهاية العالم.

وقد عادت أساطير جماعة المايا من جديد لتعلن لنا عن انعدام الجاذبية الأرضية في تاريخ الرابع من يناير للعام الجديد، حيث تم تحديد الساعة بـ 09:47 صباحا من هذا اليوم بفعل اصطفاف كوكب بلوتو خلف كوكبي المشتري والأرض ما سيعطي فرصة للتحليق في الهواء نتيجة لانعدام الجاذبية الأرضية لمدة زمنية وجيزة.

وتُفيد الإشاعة أن الكوكب القزم بلوتو سيعبر مباشرة خلف كوكب المشتري ويكونان على خط واحد مع الكرة الأرضية، وأن هذا الاصطفاف النادر سيؤدي إلى اتحاد قوى جاذبية بلوتو والمشتري، وسوف تمارسان قوة جاذب مؤقتة مضادة للأرض ما يضعف جاذبية الأرض بعض الشيء بالنسبة للسكان لمدة 5 دقائق، وهو أمر سيجعل كل شخص يشعر وكأنه يعيش حالة انعدام جزئي للوزن ما سيمكنه من القفز عاليا بخفة غير معهودة، وأطلق على هذا “تأثير جاذبية جيوفان- بلوتونيان”.

 

تعليق وكالة ناسا الفضائية على الظاهرة المزعومة لانعدام الجاذبية الأرضية

بدورها نفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا صحة هذه المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول هذه الظاهرة الغريبة التي وُصفت أنها تحدث مرة كل 1000 عام، وكما جاء على موقع صحيفة Slate فإن الصورة التي تم تداولها لتغريدة لوكالة ناسا الفضائية بالظاهرة الموعودة هي جزء من كذبة محاكة لإثبات هذه النظرية الزائفة.

كانت هذه التغريدة الزائفة المنسوبة لوكالة ناسا الفضائية قد تم نشرها مطلع عام 2014 عن طريق موقع News Hound المغلق حاليا، وأكدت وكالة ناسا الفضائية أن هذه الظاهرة لم تحدث في الأعوام المنصرمة ولن تحدث مطلع العام الجديد ولا في أي عام آخر.

هنا نشير إلى أن تاريخ الرابع من يناير الذي اختاره صاحب هذه الإشاعة يصادف تاريخ ميلاد العالم البريطاني إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية، فلربما خطر هذا التاريخ ببال جماعة المايا أو مخترع هذه الإشاعة وأراد أن يجعل العالم بأسره يحتفل بهذه الذكرى بهذه الطريقة الغريبة!

المصادر:

1 ، 2

Exit mobile version