الـحَـرْبُ الـعَـالَـمِـيَـةُ الـثَـانِـيَـة ،،
الحرب العالمية الثانية ، اسمٌ يطلق غالباً على الحرب الضخمة ( سنة 1939 إلى 1945 ) . كانت الحرب الأضخم و الأكثر تدميراً عبر تاريخ الإنسانية ، حين وجهت غالبية جيوش العالم إلى أوروبا في الحرب الأولى وكانت نواةً للثانية ، الحرب العالمية الثانية تضمنت صراعات ضخمة جداً ، ليس فقط في ساحتها الرئيسية ( أوروبا ) بل في أنحاء العالم الأخرى أيضاً ، توفي أكثر من 17 مليون جندي في هذه الحرب ! ، و تركت العديد من دول العالم ، على هاوية السقوط و الانهيار ، كما هدمت الاقتصاد العالمي إلى أدنى مستوياته ،،
الأحداث المؤدية إلى هذه الحرب كانت ” عمليات عسكرية ” ، ” أسباب دبلوماسية ” ، سأناقشها هنا ، مع بعض الإحصاءات ، والنتائج ، … أهلاً بكم ..
في نهاية الحرب العالمية الأولى ، أنشأت البلدان المنتصرة ما سمي حين ذاك ” عُصبةَ الأمم ” ، والتي تهدف إلى تجديد السلام العالمي ، وإدارة الجهد العالمي لمنع أي كفاح و صراع دولي صادر من دولة تجاه الأخرى ، وأنشئت اتفاقيات لتنظيم حالات انقطاع السلم بين الدول ، الولايات المتحدة الأمريكية ، كانت وقتها مميزة بالإنعزالية عن العالم ، ولم تشارك في العصبة ،،، وبالفعل ، كان أول اختبارٍ للعصبة فاشلاً ، في سنة 1931 قام اليابانيون بعمليات عسكرية محظورة ، وخطط هجومية على دولة معادية – وطُبقت ! -، وبعدين انتشار تقرير عن هذه العمليات ، اتخذت العصبة نتيجة لهذا ( سنة 1933 ) قراراً بمناداة اليابان إلى الإنسحاب من Manchuria ، وفور هذا أعلنت اليابان إنسحابها من العصبة ! ، وضمت الإقليم اليابان إليها لتصبح ولاية يابانية تحت اسم Manchukuo ، وخوفاً من الصراع بين الأعضاء ، لم تتخذ العصبة أي قرار لمنع اليابان ! .. .
في 1933 أيضاً ، أصبحَ أدولف هتلر ديكتاتور ألمانيا الأعظم ، وقام بإعادة تسليح ألمانيا ، ضارباً بمعاهدة فيرسل عرض الحائط ! ، واتهمها بتقييد تسلح ألمانياً وإضعافها ، وفي سنة 1935 أعاد هتلر فرض الخدمة العسكرية القهرية على الشعب ، وفي نفس السنة قام الديكتاتور الإيطالي ” بينتو موسيليني ” بتطبيق فكرته القديمة ، و إخراجها إلى الواقع وتلك هي غزو أثيوبيا ! ، ونعتها بالـ”مستعمرة الاقتصادية” المهمة ! ، وقامت العصبة بالتصويت ” تصويتاً ثانوياً ” ضد حركة أيطاليا تجاه الحبشة ، ولم يعامل هذا التصويت بجدية ، وفشلت محاولة بريطانيا و فرنسا للوصول إلى حل عادل ، وفي سنة 1936 ، أصبحت أثيوبيا مستعمرة إيطالية بشكل تام ! ..
قامت فرنسا بإنشاء حلف مع الإتحاد السوفيتي بحجة الخطر الألماني القادم ، و أعاد هتلر تسليح رينلاند سنة 1936 ، إحتياطاً لما قد يحصل لألمانيا ، بطبيعة الحل ، كانت فرنسا و بريطانيا قادرتان على القضاء على ألمانيا ! ، إلا أن عزمهم على إبقاء السلام ثنى عزمهم عن هذا ، متشجعاً بهذا النجاح ، شدد هتلر حملته على ايجاد مساحة أكبر للألمان ، ومن ثمَ احتل النمسا في مارس 1938 ، وبشدة هدد تشيكوسلوفاكيا . في سبتمبر ، بعدما زاد هتلر جشعه وألقى بنظره إلى التشيك ، وبدت الحرب وشيكة ! ، وقامت فرنسا و بريطانيا بعقد مؤتمرٍ مع هتلر و موسيليني ، وفي مؤتمر ميونخ وافق المؤتمرون على احتلال ألمانيا لإقليم Sudetenland ، وفي مارس 1939 ، بسط هتلر يده على ما تبقى من تشيكوسلوفاكيا ، وعبر عن طريق أحد ممرات ألمانيا السابقة إلى بولندا ، وقاومه البولنديون بشدة ، وأصبح واضحاً لهتلر أن السبيل الوحيد لضرب العالم .. هو القوة ! .. بعد مفاجأة العالم باتفاقية لنبذ العنف مع عدوه الأعظم ، الإتحاد السوفيتي ! ، أرسل قواته عبر الحدود البولندية في 1سبتمبر1939 . بريطانيا و فرنسا تعهدت بمساندة بولندا في هذا الحدث العنيف ! ، وأعلنت حرباً على ألمانيا بعد يومين من هذا الحدث ! ..
وقت تدمير الألمان لبولندا ، تحرك الروس إلى الجزء الشرقي من أوروبا ، و قادت حملة الامتصاص في 1940 لـ لاتفيا ، استونيا ، ليثونيا ،كما امتدت أطماعهم إلى فنلندا ، وقهروا الفنلنديين المناضلين في حرب شتاء 1939 – 1979 ، ولكن بعد تصفية بعض نكسات الجيش الروسي المتعددة ! …
أثناء ذلك ، اتخذت اليابان عدة عمليات عسكريو لإسقاط الصين تماماً ، وعملت لتوسيع إمبراطورية اليابان إلى شمال آسيا ، و مجموعة الجزر الغنية شمال غرب الباسيفيك ( المحيط الهادئ ) . وفي تلك الأوقات ، كان موسيليني يرقب حرب رفيقه الديكتاتوري ” هتلر ” ويقوم بتجهيزاته للإنضمام لهذه الحرب ، حالماً تسنح الفرصة ! .
الصراعات المرة ، والدمار الفادح ، الذي عاشته القوات البريطانية و الفرنسية في الحرب العالمية الأولى ، أنشئت عند قوادها روح دفاعية بحتة ، وحب لحصار و خطوط الدفاع ، لإسقاط الألمان ، و أرسوا إيمانهم على عصبة الأمم المتحدة ، كلا البلدين أهملا التسليح العسكري ، على الجِهة الأُخرى ، الألمان ، مقاسين الخسارة الفادحة بعد الحرب العالمية الأولى ، اتخذوا القوة منهجاً لكسر جدران العدو وتأكيد القدرات ، و إنشاء طائرات سريعة وقوبة الضرب و قوات كذلك ، و اعتمدوا سياسة الحرب الخاطفة . بسبب خلع أسلحتهم في المرة الأولى ، ارتاحوا من الأسلحة الآيلة للانتهاء ، واستطاعوا دعم قواتهم بأقسى الأسلحة الحديثة . ونتيجة لذلك أفلحت القوات الألمانية بنجاحات أسطورية ! ..
في أقل من شهر ، سقطت بولندا ، بعد إنهاء فصل من السكون ( لُقب بالحرب المخادعة Phony War ) ، والتي استمرت إلى ابريل 1940 . مسقطاً أهمية الحلفاء ! ، و هاجم الألمان بعد ذلك الدينمارك والنرويج محتليهما بسرعة . وفي مايو صدمت الجبهة الغربية بهجوم مفاجئ وبكل قوته ، وفي ستة أسابيع ، انسحبت القوات البريطانية من القارة ، كما استسلمت القوات الفرنسية ! ، سرعة الأحداث ، فاجأت هتلر نفسه ، والذي لك يكن مستعداً لكل هذه النجاحات في احتلال الجزر البريطانية ، جمع البريطانيون قواتهم من جميع الجزر ، فاجتمع طيارون شجعان من الطيران الملكي ، و هزموا هتلر هزيمةً بسيطة ، إلا انها منعته من دخول الجزيرة البريطانية ! ، استدار هتلر بعد ذلك إلى الروس في June سنة 1941 . وبقوة بديعة استطاع اختراق خطوط الروس بالخدعة واسقط رجالهم في هجوم خاطف ومذهل ، حتى وصل إلى أسوار موسكو ! . ولكن . أوقف بالجو العاصف الذي هزم نابليون ، و قوة الدعم الروسية الداعمة للمدينة .
أثناء ذلك ، بدأ موسيليني بتطبيق حلمه بإمبراطورية إيطالية حول البحر الأبيض المتوسط ، وفي نهاية الصيف و خريف 1940 ، بدأ هجوما كاسحاً من ليبيا ضد البريطانيين في مصر ، واحتل اليونان من ألبانيا ( والتي كانت محتلة في سنة 1939 ) . كلا المستعمرتين – بطبيعة الحال – سببتا شؤماً للايطاليين ، وساعد الألمان على انقاذ الموقف ، وبالتالي أصبحت اليونان مستعمرة ألمانية ، وقابلوا مقاومة صلبة من بريطانيا في أفريقيا . وفي ديسمبر 1941 ، قررت اليابان توسيع إمبراطوريتها لمنطقة أوسع في آسيا ، و فعلت هذا ببساطة وسرعة ، ولم تلاقِ أي مقاومة تذكر ! ، وقامت اليابان بتحصين حدودها ومناطقها ضد هجوم معاكس من أمريكا ! ، وقتها استمتعت بسلام مؤقت نتيجة للحالة الراهنة . وبعد ذلك ، تجرأت اليابان على بيرل هاربر ! في القصة المشهورة ، و تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ، عاكسةً التيار تماماً ، وموازنة كفة الميزان مع الحلفاء ، ضد ألمانيا ! ..
شهد عام 1942 المد المعاكس مع الحلفاء . في يونيو ، دُمرت أغلبية القوة الجوية اليابانية بواسطة الطائرات الأمريكية في معركة ميدوي ، كذلك هتلر ، فبعد خيبته عند موسكو ، تراجع إلى كاوكاسوس ، وتلقى هزائم عدة بعدها حتى وصل إلى ستالينجراد ( حالياً بلجراد ) ، بواسطة الروس في آخر شهور السنة ، وفي تلك الأثناء صَدم البريطانيون غرائمهم الفاشيين والنازيين بهزيمة ساحقة في أفريقيا نثرتهم على الشواطئ ، وبدعم من الأمريكان ، انتهت حركتهم في أفريقيا ! ، وفي مايو سنة 1943 ، انسحبت القوات البريطانية و الأمريكية من أفريقيا تماماً ..
امتلك الحلفاء بعد هذا امكانيات ساحقة و أسلحة أقوى بدعم من القوات الأمريكة ، و هاجمت كل الجبهات ! ، ومن قواعدها في أفريقيا هاجمت قوات الحلفاء صقلية في ( July-August ) سنة 1943 . في سيبتمبر أُجبرت القوات الإيطالية على الانسحاب من الحرب ، وهاجم البريطانيون ( نعني أيضاً من معهم من دول الكومنوولث : كندا ، استراليا ، نيوزيلندا ، جنوب افريقيا ، الهند ) ، الأمريكيون، و الفرنسيون ، بدأوا هجوماً منظماً وقاسياً على شبه الجزيرة الإيطالية ومن ثم دفعها لألمانيا ، واضطر الألمان إلى الاستعجال للدفاع عنها ، في سلسة من الهزائم المتلاحقة ، أولاً من الروس ، وحتى ايطاليا ، ودُفع الألمان إلى الخلف في هزائم قاسية ، حتى نهاية ابريل في سنة 1945 حين أصبحوا قريبين جداً … من برلين ! ..
أما من الشمال متبعين خطة عظيمة لبناء الطائرات والقوات الجوية والبحرية في الجزر البريطانية ، اكتسب الحلفاء قوة ضاربة ! ، وفي بداية 1944 حطوا على شاطئ نورمادي في فرنسا ، وضغطوا الألمان إلى الجدار الغربي ، وهناك ، شن الألمان هجومهم المعاكس الأخير ، والذي فشل كذلك ! ، ودفع الألمان حتى مناطق الرين و إلى عمق المانيا و ضغطت من الجنوب والشمال ، وفي سنة 1945 ، في السابع من مايو .. استسلم الألمان !
بسبب بعد أوروبا عن اليابانيين لم يكن بمقدر الحلفاء محاربة اليابان حينها ، ولما انتهوا من ألمانيا توجهت قوتهم بشكل كامل إلى اليابان ، قاضين على الجزر المحتلة والمناطق الطرفية وفي خريف 1944 حطت القوة الأمريكية في الفيليبين ، و استعادوا الجزر مع الربيع ، ثم جزر اوكيناوا ، والتي هي في بداية الأراضي اليابانية ، وبدأت الإعدادات لاحتلال جزر أخراً ، و أثناء ذلك تساقطت مواقع اليابانيين في آسيا ، وفي صيف 1945 ، اتجه سرب مميت ، إلى جزر اليابان ، حاملاً الموت الأسود معه ! ، فأسقط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي ، و كان ذلك في الرابع عشر من أغسطس ! .. وانتهت الحرب .. تماماً ! ..
.
مـلاحـق :
أدولف هتلر :
– تاريخ الولادة : 20 / ابريل / 1889 مـ
– المنصب الرئيسي : زعيم الحزب النازي من 1933 و حتى وفاته ، و يعد رجلاً من أعظم عصاميي التاريخ ، ومصادر الدمار ، مع نابليون و هولاكو ، وأولئك الذين بنوا أمجادهم من الصفر ! ..
– تاريخ الوفاة : 30 / ابريل / 1945 مـ ( مُنتحراً ) .
– بنايتو موسيليني : (1883-1945)
– المنصب : زعيم الحركة الفاشية من 1922 وحتى 1945 ، وقد كان رجلاً تدميرياً قاسياً ، لا يثق بتابع ، و نصب نفسه قائداً ، وجعل القوة كاملةً تحت يده ( يُذكرتني بصدام ! )
القنابل النووية :
قنابل طورت في القرن العشرين ، تعتمد فكرة شطر ذرات عنصر اليورانيوم المشع ، إذ انه يحتوي كمية ضخمة من البروتونات ( يُقدر الـHalf Life له بـ 845 سنة ) .
فرانكلين روزفلت :
– رئيس أمريكا الشهير ، تلقى رسالة من ألبرت اينشتاين باستخدام القنابل النووية ، فصنف قائداً لأكثر مراحل أمريكا دمويةً في التاريخ ، توفي سنة : 1945 مـ ( سنة إلقاء القنابل ! )
وينستون تشرتشل : (1874-1965)
– رئيس بريطانيا الشهير ، بريطاني من أبيه ، و امريكي الأم ، متحدر من عائلة غنية ، واعتبرته بريطانيا اعظم رئيس في تاريخها لإنقاذه بريطانيا ، و تثبيتها ضد النازيين ..
..
صُور أرشيفية :
صورة للهجوم الياباني على بيرل هاربر ( التقطتها عدسة من إحدى السفن الأمريكية )
جنود أمريكيون ، يناضلون ضد دبابات نازية .
سجناء من الحلفاء ( في الفلبين )
أحد الجنود الأمريكيين من قوات المارينز يصوب على العدو أثناء الهجوم على أوكيناوا .
دُخان انفجار القنبلة الثانية على ناجازاكي ! ..
سجناء أمريكيون في اليابان مبتهجون بتحريرهم ! ..
إعلان انتهاء الحرب في البيت الأبيض ..
..