محليات سعودية

التفحيط يوفر الموت المجاني في السعودية

التفحيط هو مصطلح دارج ومشهور للغاية في الأوساط الشبابية في المملكة العربية السعودية، حيث تنتشر هذه الظاهرة بكثرة في شوارع المملكة من قبل الشباب الذين يجدون تسليتهم في هذه “الرياضة” الغريبة والخطيرة، وتقوم هذه الظاهرة على استعمال السيارات في عمل عروض مجنونة وسريعة على الطرقات الرئيسية السريعة أو على رمال الصحراء، والأكفأ هو من يستطيع أن يقم بحركات خطيرة بسيارته دون أن يتعرض للموت!

التفحيط

 

خطر التفحيط يتزايد مع زيادة إقبال الشباب السعودي عليه

لا زلنا نسمع في الأخبار بشكل شبه يومي موت شاب أو اثنين أو ثلاثة على الطرقات ليس بسبب حادث مروري إنما موت مجاني توفر “رياضة” التفحيط، حيث تقوم هذه الظاهرة الموبوءة بحصد أرواح الشباب يوما بعد يوم دون اتعاظ أو تهميش لهذه الظاهرة الخطيرة والتي اندست بقوة في المجتمع الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، ولا زلنا نشاهد مقاطع فيديو منتشرة بكثرة لموت شبابنا بهذه الطريقة الخطيرة أي تبرير لمثل هذه الأعمال التي تندرج تحت مصطلح “هواية رياضية”.

خطر تفحيط

 

عقلية “شوفوني” تحولت إلى “مرض” مزمن لدى الشباب السعودي

مع بداية ظهور مصطلح التفحيط في الأوساط السعودية، كان مبدأ المباهاة والمفاخرة هو الغالب على الشباب المشاركين باستعراضات التفحيط، حيث كان مصطلح “شوفوني” هو الغالب المنتشر على شبابنا المغيبين في استعراضاتهم المجنونة، فقد كان الشاب يحرص على سماع عبارات المديح والثناء من رفاقه بعد ترجله من سيارته بعد تقديم عرض غني بالخطورة والإثارة في تفحيطه.

تفحيط

لكن ثقافة “شوفوني” تغيرت مع تطور الزمان والمكان وحلت محلها ثقافة “المرض” في شبابنا في استعراضاتهم “البطولية” في التفحيط، وأصبحت هناك أماكن خاصة يمارس بها الشباب هذه الظاهرة الموبوءة وشوارع معروفة في المملكة كشارع المليون والبركسان والباصات والسريع والبحري والأصفر والبراميل.

 

التفحيط هواية أم طيش شبابي مؤقت؟

على الرغم من خطورة هذه الظاهرة وشجبها من قبل شرائح مختلفة من المجتمع السعودي، إلا أننا لا نجد حراك قوي لمنع حصد أرواح شبابنا بهذه الطريقة الهمجية والغوغائية، فلا تزال أطراف معينة تُصر على إدراج هذه الأعمال تحت مصطلح “هواية رياضية” وطيش شبابي دون وضع قوانين زاجرة للموت المجاني في شوارعنا.

إذ تنتشر العديد من الرياضات الخطيرة في المجتمعات المختلفة مثل رياضة التزلج على الجليد وصعود الجبال ورالي السيارات وغيرها من الرياضات الخطيرة التي تلتزم بقوانين الأمان والسلامة العامة ولم تترك سدى لتحصد أرواح الرياضيين الشباب دون رقابة، لكن التفحيط في السعودية تحول إلى مهرجان موت مجاني بطله زهرة الشباب السعودي الذي يقدم حياته ثمنا لهواية مجنونة.

تفحيط

 

أسباب إقبال الشباب السعودي على التفحيط

لا بد وأن انقياد الشباب السعوديين خلف ظاهرة التفحيط كان سببه حالة الفراغ الرهيب الذي يغرق به معظم شبابنا هذه الأيام، فعلى الرغم من جهود الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب الخريجين إلا أن فئة ليست بالبسيطة لا زالت تعاني من البطالة أو الفقر وتردي الأضاع المادية أو تقلص الوعي النفسي لدى شبابنا مما يدفعهم للانصياع لرغبة الموت المجاني على طرقاتنا حتى باتت هذه الظاهرة أمرا طبيعيا في شوارعنا لا نستغربه إلا إن سمعنا باسم عزيز على قلبنا مات بسبب التفحيط.

تفحيط

كما أن للأهالي دور كبير في تنمية ثقافة الحرص على الحياة والتمتع بها والابتعاد عن الأفعال المجنونة في نفوس أبنائنا وشبابنا، فالبيت هو البيئة الأهم التي تنمي في نفس الشاب حب الحياة والإقبال عليها أو تجرده من هذه القيم وتدفعه لشراء الموت بهذه الرياضة والطريقة المزرية.

تفحيط

كما أن الحكومة تتحمل جانب كبير من المسؤولية بتساهلها مع بعض الحالات المتهمة في التفحيط، فمع أنه تم تحديد قوانين وعقوبات خاصة للأشخاص المفحطين الذين يتم الإمساك بهم، فقد تم وضع ثلاث عقوبات للأشخاص الذين يتم القبض عليهم بتهمة التفحيط، ففي المرة الأولى التي يقبض فيها على المفحط يتم توقيفه خمسة أيام و900 ريال غرامة وكذلك حجز المركبة لمدة شهر كامل، إلا أنّ هذه العقوبات لم تلغ الظاهرة ولم تكن رادعاً حاسماً للحد من ظاهرة التفحيط نهائيا.

 

التفحيط ومحاولة لفت الانتباه

في حوار أجرته جريدة الرياض مع مجموعة من “المفحطين”، اتفق الجميع ممن يمارسون التفحيط على أنّ هذه الممارسات هواية، هدفها لفت الانتباه وإثبات قدراتهم أمام أنفسهم وأقرانهم، وكانوا حذرين من اكتشاف أمرهم، وفضولاً منهم بنشر قدراتهم ومهاراتهم بشكل ملفت للانتباه ولكن بدون إيضاح التفاصيل عن حياتهم الخاصة، مؤكدين أنهم يحملون أسماء مستعارة وأرقام جوالات تتغير كل أسبوع، كل هذه الأمور تثبت للجميع أن المفحط يهدف للفت الأنظار نحوه ولفت الانتباه سواء من أقرانه أو أهله أو ربما الحكومة نفسها أيضا!

المصادر

1 ، 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى