أشارت بحوث جديدة إلى أن البروكلي قد يحمل المفتاح لعلاج مرض التوحد. والذي يعتبر اضطراب في نمو العصبي، يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل. حيث وجدت الدراسة أن المادة الكيميائية التي تعطي البروكلي مذاقه المميز، قد تجعل المصابين بالتوحد أكثر هدوءًا.
أجريت الدراسة على 44 ذكر يعانون من التوحد، تتراوح أعمارهم بين 13 و27 عامًا. تم إعطاء مجموعة منهم كبسولة من المادة المتواجدة في القرنبيط والبروكلي “مادة سولفورفن” بانتظام، والبعض الأخر تم إعطائهم حبوب وهمية.
لتظهر النتائج أن مادة السولفورفن ساعدت معظم المتطوعين، وحسنت من سلوكهم في أقل من أربعة أسابيع. فقد أصبحوا أقل إنفعالا، وأكثر حماسًا. كما وجدوا أنهم أكثر هدوءًا، ومن السهل التواصل معهم.
هذا الاكتشاف سينتج أدوية تصل إلى جذور مرض التوحد لأول مرة. فالأدوية تستطيع ببساطة السيطرة على أعراض التوحد كالعدوان، فرط النشاط أو مشاكل النوم. لكنها لا تستطيع معالجة السبب الكامن وراء هذا الاضطراب.
وقد قال الباحث الدكتور “بول تالالي”، وهو أستاذ في علم الصيدلة في الولايات المتحدة:” لقد كانت دراسة صغيرة، لكن لها آثار مهمة جدًا. ونحن نعتقد بأن هذا قد يكون دليلاً أوليًا لعلاج وتحسين أعراض مرض التوحد”
يجدر بالذكر أن أكثر من 100 طفل في بريطانيا يعانون من مرض التوحد كل عام، بزيادة 10 أضعاف قبل 30 عامًا. لكن تختلف أعراضه من طفل لآخر، ومع ذلك فإنها عادة تدور حول صعوبة التفاعل الاجتماعي، والصعوبة في التواصل.
قد يكون هناك آثار جانبية للدواء وهي اكتساب الوزن. لكن هذا ربما بسبب الشعور بالراحة النفسية جراء استخدام العلاج.
مع ذلك فإن الكبسولات لا تساعد الجميع، بل حوالي ثلثي الحالات. وسرعان ما عادت أعراض المرض على المصابين بعد توقف الدواء. لذلك ما زال من السابق لأوانه استخلاص أي إستنتاجات قاطعة حول فوائد البروكلي، التي تساعد مرضى التوحد.