رسائل المجموعة

الانتظار !

جاءك الدكتور يوماً … وقال ووجهه يقمع احمراراً .. ولسانه يتلعثم .. ستموت بعد خمسة أيام !
أقول لك .. إنك لن تموت بعد خمسة أيام .. إنك ستموت في كل ساعة من تلك الأيام الخمسة .. ستون مرة !
ستموت في كل دقيقة تنتظر فيها الموت .. بل ستعيش الموت ولحظاتها وسكراته وحشرجاته في كل زفرة تخرج من صدرك .. سترسم طريق الموت أمامك .. وسترى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب تحوم حولك ..
وستشاهد ملك الموت في كل ليلة في المنام .. وتبكي حتى تظن أن دموعك قد جفت .. فتخرج مرة أخرى من جديد ..
ستسأم من كل المشاهد التي أمامك .. لن تحاول أن تشبع بطنك .. وما فائدة الأكل إذا كنتُ سأموت بعد خمسة أيام ..؟
حتى مطيتك ومسكنك .. وأصحابك ستهجرهم .. لماذا أحسسهم بالحزن والألم بعد مغادرتي لهم .. ألستُ أقول دوماً أنني أحبهم .. هل حبي لهم يعني أن أعايشهم بأحسن حالاتي قبل مغادرة دنياهم ؟
حتى جسدك لن تهتم به .. ولن تأكل الأدوية لتعالج مرضك ..
ستقتل كل الأعمال القلبية في فؤادك .. حبك .. وبغضك .. كراهيتك .. وحنانك …
كل هذا .. لمجرد أنك ستنتظر الموت !!
مع أنك تجزم الآن .. أن الموت مخلوق .. ليس في يد الطبيب ولا في يدك .. فالله قد خلق الموت والحياة التي نعيشها الآن .. ليبلونا أينا أحسن عملاً !!!
الانتظار .. جعل حياة بشر كثر .. حياة برزخية .. يصبحون على الدود وينامون في الليل بين اللحود !
ينتظرون الموت في كل أشكاله .. إن لم تكن حرباً دامية .. فسيارة طاحنة ..
وإن لم يكن مرضاً عضالاً .. فموتاً مفاجأً !!
انتظارهم للموت .. أحال حياتهم لسواد .. ونسوا أن يعمروا دنياهم .. فخربوا دنياهم وأخراهم !!
كحال من ينتظر صاحبه أمام الباب .. ليقله معه في سيارته .. فهو جالس على عتبة بيتهم .. لا يشتغل ولا يريد أن يشغل وقته .. كل ذلك ينتظر … وينتظر … وينتظر صاحبه !!
الانتظار .. صنع البطالة لدى من استلموا الشهادات والوثائق الجامعية .. فمكثوا في بيوت أمهاتهم كأخواتهم ينتظرون الوظيفة ..!
الانتظار .. صنع الكسل والكسلانين في مجتمعنا .. فباتوا ينتظرون الفرج من عند الدولة أو الملك أو من أقرب أو أبعد إنسان .. فإن لم يكن .. فليأتِ بموت آبائهم ليرثوا ما جمعوه لهم من أموال !
الانتظار .. صنع الخمول .. وصنع الرقاد وكثرة النوم .. صنع الانتظار في نفوس الصغار .. بروج الآمال في الأجيال القادمة .. وهم أجيالنا القادمة !!!
الانتظار .. ألزم الأمة في مهانة وذل .. فهي تنتظر فرجاً من الله .. بنزول أمر خارق للعادة .. أو معجزة إلهية بدمار أمريكا أو فناء إسرائيل ..
الانتظار .. عطل ملايين من العالم الإسلامي .. ينتظرون المهدي أو ينتظرون نزول المسيح بن مريم !!
قاتل الله الانتظار … ما أفسده !
 
م/محمد الصالح

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. هناك مغالطات كثيرة هنا بالموضوع بصراحة لم ارد التداخل فيه وسأعد هذه المداخله بهذه المقاله واحدة فقط. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور لأن فيها تذكرة بالموت والتواصل وذلك لتقوية الروابط بين العبد والمعبود (الله سبحانه وتعالى) أما قضية الانتظار الموت او المعجزة فبلا شك انت واحد ممن ينتظرون هذه المعجزة اخي راجع قبل ان تكتب انا هنا لا اهاجمك بل من باب النصيحة انا هنا لا من باب الفرقة اخي راجع هذا القول الذي تكتبه بهذا (أهل السنة يؤمنون بأن هناك مهدياً يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان يملأ الدنيا عدلاً كما مُلِئَت جوراً : وأنَّ هذا المهدي من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ,اسمه يوافق اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه يوافق اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم -أي أن اسمه محمد بن عبد الله لا ابن الحسن !-. فهذا المهدي بهذه الصفات يؤمن به أهل السنة والجماعة ,لأن ذلك قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ويكون عند خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام .) هذا والسلام مجرد تصحيح افكار

  2. موضوع رائع ومغزاه واضح لكن ظروف الحياة تجبرنا على انتظار قدم لامحاله وذلك حينما يصعب علينا تكييفها ……. طموح في الحياة قتل في مهده ……..وتخصص دراسي ارغمنا عليه ……..وبأنتظار مستقبل لانعلم ماذا يحمل في طياته انني اعيش بلاهدف ولارسالة في الحياة رحم الله حالي وحال من انشد الا موت يباع فأشتريه فهذا العيش لاخير لي فيه اذا رايت قبر وددت لو كنت ممايليه بالتأكيد ماكتبت عنه واقع في الحياة مشاهد نتعثر في خطوة ثم لانقوم بعدهانتتظر الحال يتعدل او الموت وانا أوافقك الرأي لابد من العمل في الحياة وياليت كل من يقرأ احرفك يترك الانتظار جانبا ويعمل .. صنع الانتظار في نفوس الصغار .. بروج الآمال في الأجيال القادمة .. وهم أجيالنا القادمة !!! استوقفتني هذه العباره كثيراا الله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى