الأبراج الواقية من الرصاص .. أبراج تبقت من آخر الحروب العالمية

بعد قصف سلاح الجو الملكي لبرلين في الأول من أكتوبر في عام 1940، أمر هتلر ببناء عدة أبراج مدفعية مضادة للطائرات لحماية مدنه من التهديدات الجوية للحلفاء. الأزواج الثلاثة الأولى من الأبراج بُنيت في برلين في عام 1940، تبعها عام 1941 زوجين آخرين في هامبورغ و أخيرا ثلاثة ازواج في فيينا والتي تم تشيدها بين ديسمبر 1942 ويناير 1945.

وقد صُممت جميع أبراج المدفعية المضادة للطائرات الستة عشر من قبل المهندس المعماري الألماني فريدريش تامس، وبنُيت على يد المئات من عمال وأسرى الحرب من جميع أنحاء أوروبا.

تم بناء هياكل الأبراج من الخرسانة المسلحة، والتي يمكنها صد هجمات مدافع الطائرات التي تتراوح بين 20 إلى 128 ميليمتر، ويمكن من خلالها إطلاق حوالي 8,000 طلقة في الدقيقة على طائرات العدو على بعد 14 كيلومتر. وهي مجهزة برادارات يمكنها العمل بداخل هذه الأبراج لحمايتها من القصف، أما الطابق الأسفل من البرج فهو ملجئ للمدنين يتسع لـ 10,000 شخص وبه جناح مستشفى .

بجدران سمكها 3.5 متراً، أعتبرت هذه الأبراج من أكثر الأماكن أمناً أثناء سقوط برلين على يد الحلفاء، فهي أعتُبرت مجتمع آمن خاص ل، الاجئين الألمان مثلها مثل الكثير من القلاع التي تبقت من القرون الوسطى، فكان أحدهم على سبيل المثال ملجئ لحوالي 30,000 شخص أثناء الهجوم.

بعد الحرب، دمرت القوات المتحالفة جميع أبراج المدفعية المضادة للطائرات في برلين وحفظت اثنين فقط من الأبراج في هامبورغ. كما تبقت الأبراج الست في فيينا على حالها تقريبا حتى اليوم.

والآن يتم إستخدام أحد الأبراج كمخزن آمن تابع لمتحف الفن المعاصر، وآخر تم تحويله إلى حوض ماء عميق! ويقع الثالث وسط منطقة عسكرية ويتم أستخدامه من قبل الجيش النمساوي، الثلاثة الأخرى هي غير مأهولة منذ انتهاء الحرب، ولا يزال استخدامهم محدود.

كان هناك عدد لا نهاية له من المشاريع لإعادة استخدام الأبراج، واحد من الأفكار كانت تحويله إلى مستودع للنسخ الاحتياطية من البيانات الهامة أو إلى مقهى أو فندق. واليوم تعود ملكية الأبراج إلى الدولة ومدينة فيينا ويتم تأجير بعضها إلى شركات خاصة.

Exit mobile version