رسائل المجموعة

اسطنبول ، ذكرى عبقة وتاريخ مجيد !

ما إن تلقى اسطنبول ، فتعانق أرضها قدماك ، ومناظرها عيناك ، إلا وتعود بك ذاكرتك إلى أيام العزة والمجد ، أيام الخلافة والسلاطين ، فيزكم أنفك برائحة الخلافة العطرة ، وتشتاق روحك إلى تلك الأيام ،،

كانت اسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية ، منذ أن دخلها محمد الفاتح وفتحها ، بعد حروب طوال ، وحملات عديدة فشل المسلمون في الدخول إليها ، إلى أن جاء الجيش الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (( فنعم الأمير أميرها ، ونعم الجيش جيشها )) ، فكان ذلك الأمير هو محمد الفاتح ، وذلك الجيش هو الجيش العثماني البطل ،،

ومن أجمل المناطق التاريخية في اسطنبول وأعظمها ( منطقة السلطان أحمد ) ، التي تحتوي على مسجد السلطان أحمد ، ومتحف ( آيا صوفيا ) ، وقصر ( توب كاي ) ، وفيها المساجد والشوارع والمحلات القديمة ،،

جامع السلطان أحمد جامع مذهل في عمارته وأنواره يعد أحد أهم وأضخم المساجد في تركيا والعالم الإسلامي ويقع مقابل لمتحف آيا صوفيا ،،
بني المسجد بين عامي 1018 ـ 1020 هـ / 1609 ـ 1616 م حسب أحد النقوشات على أحد أبوابه ، مهندسه محمد آغا أشهر المعماريين الأتراك ،،
يقع المسجد جنوبي آيا صوفي وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم ، وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات ، وفي السور خمسة أبواب ، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة ،،

يعلو المسجد ست مآذن لاقت صعوبات في تشييدها ، إذ كان المسجد الحرام يحتوي على ست مآذن ولاقى السلطان أحمد نقدا كبيرا على فكرة المآذن الست ، لكنه تغلب على هذه المشكلة بتمويل بناء المئذنة السابعة في المسجد الحرام ليكون مسجده المسجد الوحيد في تركيا الذي يحوي ست مآذن ،،

تتجلى في المسجد روعة البناء والتشييد العثماني ، ويجتمع فيه الأصالة والحضارة ، فخلف المسجد حديقة كبيرة ، ومتاحف ، كما أن من المظاهر الحضارية الجميلة ، أن لكل من يدخل المسجد ، كيس يأخذه يضع حذاءه فيه ،،

يعد المسجد من الأماكن الرئيسية التي تستقطب السياح ومنهم الأوربيين ، ينتظرون جماعات ليدخلوا إليه ،،

الصلاة في المسجد من أمتع ما يكون ، خصوصاُ مع الصوت الاسطنبولي المميز في الأذان وفي الصلاة ،،

حديقة المسجد حديقة غناء رائعة ، وليجرب من يذهب إلى هناك ، أن يصلي الفجر في السلطان أحمد ، ثم ليجلس جلسة صفاء في حديقته ، ثم ليتناول إفطاراً اسطنبولياً ، سيكون مزيجاً رائعاً ولا شك !

بالقرب من مسجد السلطان أحمد ، يوجد متحف آيا صوفيا الذي كان يعد أكبر كنيسة في العالم منذ نشأتها سنة 537 م إلى أن حولها السلطان محمد الثاني – محمد الفاتح – إلى مسجد مباشرة بعد الفتح المبين و فيها أقيمت أول صلاة في إسطنبول و ظل يعبد فيها الله الواحد الأحد لمدة 481 سنة قبل أن يحولها أتاتورك إلى متحف !

وتعد الآن المعلم الأكثر زيارة في تركيا نظرا للمكانة العظيمة التي تحتلها في قلوب المسلمين و المسيحيين ، و كذا لروعة بناءها الذي يمزج بين فن العمارة البيزنطية القديمة و تقاليد العمارة الرومانية ببصمات الفنون الشرقية العثمانية ،،

في هذا المكان تلتقي رهبانية الكنيسة بروحانية المسجد ، وصور عيسى عليه السلام و أمه المزخرفة بالفسيفساء، باسم الجلالة واسم الرسول عليه السلام وأسماء الصحابة المنقوشة على الجدران ، فكل من تعاقب على إسطنبول كان يضيف خاصيته الثقافية على هذه المعلمة ،،

وقد لاحظت تبرك الأوربيين بالمكان ، واستياؤهم لخروجه من أيديهم وحزنهم على ذلك ، وتمنيهم عودته ، وهم يطالبون الآن بعودتها ككنيسة لهم ،،

مما فوجئت به وأعجبت به إنشاء تركيا قاعة سينما ، يعرض مقطعاً من الفيلم المشهور جداً الذي يتكلم عن حضارة المسلمين وإسهامهم في كل العلوم ( 1001 inventions ) ، تعرض القاعة شيئاً من اكتشافات المسلمين ، بدايات الساعات وحساب الوقت ، أول محاولة للطيران رحلة ابن بطوطة ورسمه لخريطة العالم ، وغيرها ،،

وقد أعجبتني جداً هذه القاعة لما فيها ، ولأنها في منطقة سياحية شهيرة جداً يزورها الأوربيون بكثرة ، فكانت سبباً في تعريفهم ببعض حضارتنا وآثارنا ،،

المكان الثالث في منطقة السلطان أحمد ، وقد يكون من أهمها ، هو قصر ( توب كابي ) ،،

أخذ هذا القصر الذي كان يسمى ” سرايا جديدي أميرة ” اسمه الحالي في القرن الـ(19) من اسم احد أبواب أسواره ، تم البدء ببناء القصر بعد فتح القسطنطينية بعشرين سنة وتم الانتهاء من بناء المرحلة الأولى عام 1479 ، واستمر البناء فيه بعد ذلك لسنوات طويلة إذ تم إضافة أقسام كثيرة عليه بعد ذلك ،،

تبلغ مساحة القصر حولي 700 ألف متر مربع و ينتشر على مساحة واسعة تمتد من أيا صوفيا إلى ( حي كولخانة ) ومنه إلى ( حي سيركة جي ) ويحاط بأسوار عالية وعريضة تسمى بـ” سور سلطاني ” ويوجد على هذه الأسوار 28 برج ، وفي عام 1888 تم هدم قسم من هذه الأسوار المطلة على الخليج مع بعض المقصورات بسبب إمرار خط حديدي من الموقع ،،

يحتوي القصر على الذي حول إلى متحف على العديد من الغرف ، وعلى أكثر من صالة عرض ، يعرض آثاراً كثيرة منها للأنبياء ، مثل عصا موسى ، وشعرات من لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيفه ، وسيوف أنبياء آخرين ، وآثاراً للصحابة وأخرى للأمويين والعباسيين وللعثمانيين ،،

بعض هذه الآثار ثابت صحيح ، والبعض الآخر بحاجة إلى التأكد من صحته ،،

قبور أحد الخلفاء وأهل بيته ،،

مما يميز القصر ، إطلالته الرائعة على مضيق البسفور وبحر مرمرة ، وأسوار القسطنطينية القديمة واضحة تماماً هنا ،،

حافظة قديمة للحجر الأسود ،،

جرت عادتهم في هذا القصر من عهد الدولة العثمانية ، أن القرآن يقرأ في هذه الغرفة على مدار 24 ساعة ، يتناوب عليها 4 قراء ، وما زالت هذه العادة من ذلك الوقت وإلى الآن ،،

رداء ينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقفت أمامه طويلا وقارنت بينه وبين ما نلبس !

بعدما انتهينا من هذا الجولة ، فوجئنا بروعة أنستنا كل ما رأينا ، يعرض في القصر يومياً السلام السلطاني والطريقة التي كان يستقبل فيها السلطان العثماني ، وكأنهم يريدون أن يعود الزائر رغماً عنه وهو مشتاق إلى تلك الأيام ،،

كان هذا الثلث الثاني لتقريري عن تركيا ، حاولت أن أختصر فيه الكلام ، وأن أدعه للصور واللقطات ، وأؤكد ما أكدته سابقاً ، أني لم أرى من تركيا إلا اسطنبول ، ولم أرى من اسطنبول إلى أقل من عشر معشار ما فيها ،،

فهل تلوموني بعدما رأيتم في عشق تركيا والهيام بها ؟!


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. ماشاء الله اعجبني التقرير .. في الصور مايشد لزيارتها .. الله يكتب لي زيارة لتركيا يعطيك العافيه .

  2. صور حلوة ويعطيك العافيه عليها .. بس كيف الاوربين يدخلون المسجد ..؟؟ ممكن أجد اجابه كافيه 🙁

  3. نشكركم على هذه الذكريات الحلو والرايعه _جزاكم الله كل خير والمزي د من الابداء وشكررررررررررر

  4. رائع –واكثر من رائع –اتمنى ان تستمر فى ارسال هذة التحف النادرة -وسوف اقوم بدورى فى نشر الرساله وشكرا مره اخرى عزة

  5. أفادكم الله بما جمعتم ورأيتم والرجاء التنبيه إلى ضعف حديث فتح القسطنطينية قال الشيخ إبراهيم الحقيل بارك الله فيه منقولا عن الرابط الآتي http:www.alukah.netPersonal_Pages04124 …إن الحديث ضعيف؛ فهو من رواية عبدالله بن بشر الخثعمي، وهو مجهول، لم يوثِّقه إلا ابن حبان، وذكر الحافظ في تعجيل المنفعة (1721) الاختلاف في اسمه واسم أبيه، وفي نسبه؛ فقيل: اسمه عبدالله، وعبيدالله، وقيل: عبيد بلا إضافة، وقيل: اسم أبيه بشير، وقيل: بشر، وقيل في نسبه: الغنوي، وقيل: الخثعمي، والله أعلم. ولذلك ذكره الألباني – رحمه الله تعالى – في السلسلة الضعيفة (778)، وقال: ضعيفٌ، ثم ذكر الاختلاف في اسم عبدالله بن بشر وقال: وجملة القول: إن الحديث لم يصحّ عندي؛ لعدم الاطمئنان إلى توثيق ابن حبان للغَنَوِي هذا، وهو غير الخثعمي كما مال إليه العسقلاني، والله أعلم…. ويقول أيضا: …ولا يعني ذلك تنقُّص محمد بن مراد العثماني – رحمه الله تعالى – أو عدم الاحتفاء بفتحه للقسطنطينية؛ فإن من أعظم مناقب هذا الفاتح المظفَّر، ومناقب دولته: فتح عاصمة البيزنطيين، التي امتنعت عن كبار القادة الفاتحين، وذلَّلها الله تعالى لمحمد بن مراد… ا.هـ والرجاء نشر الرد والله المستعان وعليه التكلان

  6. سلمت يمنيك على التقرير الرائع عن تركيا بس لفت نظري فى التقرير عن قصر توب كابي بوجود مشايخ يقرون القران كل يوم لمدة اربع وعشرين ساعة فى غرفة من القصر واستغربت !!!!!!!!!!!!! لانك لم تذكر السبب كان عندي فضول اعرف الجواب …………..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى