ابتكار تقني

يقول الباحثون في مؤسسة آي. بي. إم الحاسوبية الشهيرة انهم ابتكروا تكنولوجيا
جديدة لتخزين المعلومات تستطيع تخزين ما يخزنه مئتي قرص مدمج على شريحة في حجم
طابع البريد فقط.

وقال الباحثون في آي. بي. إم في تقرير حديث انهم تمكنوا من التوصل الى ابتكار
شريحة لتخزين المعلومات بكثافة تريليون معلومة (بايت) على كل بوصة مربعة، اي
نحو 25 ضعف قدرة الاقراص الصلبة الحالية.

ويقول الدكتور جميس الينبوجين الخبير في الالكترونيات الحاسوبية بمؤسسة متير في
مكلين ان هذا الابتكار مدهش في مجال الهندسة الالكترونية، ويضيف ان هذا
الابتكار هو تكنولوجيا جديدة تعود لمفهوم قديم، مثل البطاقات الحاسوبية المثقبة
التي تم ابتكارها منذ اكثر من قرن وتوقف استخدامها في السبعينيات، في الوقت
الذي ظهرت فيه شرائح الصور المتتابعة، ويقول ان التكنولوجيا الجديدة هي نوع من
تخزين البيانات في ثقوب.

غير ان الثقوب في تكنولوجيا آي. بي. إم الجديدة كثيرة العدد وصغيرة الحجم، بعرض
نصف مليار جزء من البوصة.

وقد يتغير الاتجاه الذي ادى الى تنحي الآلات الميكانيكية في العقود الاخيرة عن
المسرح لصالح الآلات الالكترونية الاسرع والارخص والاكثر اعتمادية على المستوى
الجزئي حيث يختلف سلوك الاحتكاك والتآكل والانزواء عند هذا المستوى الدقيق.

ويقول الدكتور بيتر فيتيجر ان هذه التكنولوجيا هي عودة الى مستقبل الآلات
الميكانيكية.

والدكتور فينجر مدير مشروع بي. إم دبليو الجديد التي يقول ان التكنولوجيا
الجديدة يتميز على البطاقات المثقبة في ان الثقوب يمكن اغلاقها بحيث يمكن اعادة
كتابة البيانات مرات ومرات.

تخزين البيانات الكترونيا في الاجهزة الالكترونية يتم تخزين البيانات في حزم
الكترونية تحتوى على الكترونيات اقل فأقل. وتتحطم هذه الحزم الالكترونية كلما
كانت صغيرة حجما وتواجه الاقراص الصلبة (هارد ديسك) مشكلات مماثلة مع ارتفاع
كثافة التخزين وتخزن الاقراص الصلبة البيانات في صفوف كثيرة من المغناطيسات
الدقيقة بدلا من الشحنات الكهربائية غير ان المغناطيس لو كان صغيرا جدا قد يسبب
التذبذبات الناتجة عن الحرارة انزلاق من هذا المغناطيس وبالتالي تدمير البيانات
المخزنة عليه.

لكن الثقب الاوسع قليلا من مساحة تستوعب ذرات قليلة، يعتبر وسيلة افضل للتخزين
في هذه الحالة.

مشروع ميلبيد هو الذي ادى الى الابتكار الجديد في تخزين البيانات وقد نتج عن
ابتكار ميكروسكوب لمسح القنوات الدقيقة في عام 1981 على يد الدكتور جيرد بنينج
والدكتور هنريش روهرر في معامل آي. بي. إم في زيوريخ، استطاع الميكروسكوب
الجديد التقاط صور لذرات بمفردها عن طريق قياس التيار المار بين بروز سليكوني
ميكروسكوبي حاد وسطح ما، وفاز الدكتوران بننج وروهرر بجائزة نوبل للطبيعة في
عام 1986 عن هذا الابتكار.

ولاحظ الدكتور بننج ان البروز السليكوني قد يستخدم لحفر ثقوب على سطح ما وقال
انه لاحظ ان تلك الطريقة تصلح لتخزين البيانات.

وبدأ الدكتوران بننج وروهرر العمل في مشروع ميلبيد منذ ست سنوات.

شريحة ميلبيد تتكون شريحة ميلبيد من طبقة زجاج البليكس بسمك جزأين من المليون
جزء من البوصة، على شريحة سليكونية ويتم تسخين بروز (سن) دقيق جدا الى درجة
حرارة 750 فهرنهايت لتليين طبقة زجاج البليكس وثقبها من اجل كتابة البيانات في
هذا الثقب.

ويتم تسخين السن (بروز) السليكوني الدقيق الى درجة 570 فهرنهايت، وهي درجة لا
تكفي لتشويه الثقوب في طبقة الزجاج البليكس، وتمريرها على السطح الزجاجي لقراءة
البيانات المخزنة في الثقوب وعندما يدخل هذا البروز في احد الثقوب يبرد بسبب
اتساع مساحة تلامس الاسطح مع زجاج البليكس هذا الانخفاض في درجة الحرارة يخفض
مقاومة البروز للكهرباء، ويمكن قياس ذلك بسهولة. ويتم تمرير السن الساخن على
الثقوب، لكن بدرجة حرارة اعلى قليلا، عند مسح البيانات من الثقوب في المشروع
الجديد اثبت الباحثون في آي. بي. إم انهم يستطيعون مسح البيانات من ثقب معين،
وفي السابق كان يتعين مسح البيانات من كل ثقوب الشريحة. كما اثبتوا انهم
يستطيعون اعادة كتابة البيانات على نفس الشريحة غير ان مشروع ميلبيد لا يزال
يعاني من تخلف الانظمة الميكانيكية التي تلائمه لان قراءة وكتابة البيانات من
شريحة سليكونية واحدة يأخذ وقتا يبلغ ألف ضعف الوقت اللازم لكتابة وقراءة
البيانات على القرص الصلب. لذلك هناك شريحة الكترونية اخرى تستخدم 1024 شريحة
فرعية مصاحبة لشريحة ميلبيد لكتابة وقراءة البيانات وتقوم هذه الشريحة
بالارتفاع والانخفاض على سطح شريحة ميلبيد مثل مناقير الطيور التي تلتقط الحبوب
لكن على مساحة تصل الى عشر البوصة المربعة. ولا يزال المشروع بعيدا عن التنفيذ
على المستوى التجاري، لكنه احرز تقدما لدرجة ان الدكتور بننج سوف يتعاقد من آي.
بي. إم في نهاية العام ليعمل في فروع أخرى مثل برامج الرسم والتأليف الموسيقي.

منقول من احدى المجموعات

Exit mobile version